رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

خلال الأعوام الثلاثة الماضية، أصبحت منطقة غرب ووسط أفريقيا، مُحَاطَة بـ«حِزام انقلابات عسكرية»، ما يجعل من الصعب توقع ما ستُسفر عنه الفترة القادمة من تحولات دراماتيكية في المشهد الأفريقي.

ما يحدث في القارة السمراء، يؤكد أن الانقلابات العسكرية باتت حَدَثًا منتظِمَ التكرار خلال العقود التي تلت الاستقلال، لكن ما نتابعه مؤخرًا ـ في أبعاده وحقيقته ـ ليس سوى امتداد لحالة «العدوى الانقلابية»، بانتظار «البيان الأول» في بلدان أخرى.

لعل أكثر ما يلفت الانتباه هو إصرار العسكريين الأفارقة على إحداث تغيير سياسي بالاستيلاء على السلطة، وعدم الاكتراث لسجل العقوبات التي فرضتها العديد من الدول الكبرى والمنظمات الإقليمية والدولية.

ما حدث في مالي وغينيا وبوركينا فاسو وتشاد والنيجر والجابون، يمكن اعتباره «ظاهرة غير عابرة»، تفرض واقعًا جديدًا، بتجاهل ردود الأفعال الدولية «المتطابقة» و«المتكررة»؛ لأن قادة الانقلاب يُدركون جيدًا أن تلك المواقف سرعان ما تتبدل.. فقط مسألة وقت، وسيتعاطى الغرب مع الواقع الجديد، وكأن شيئًا لم يكن!

نتصور أن ما تشهده منطقة غرب أفريقيا ووسطها، من انقلابات عسكرية متعاقبة، ربما يمثل رفضًا حقيقيًّا لانتهاج سياسات ظلت تسير عليها أنظمة ما بعد «الحِقبة الاستعمارية»، من اضطهاد سياسي وأخلاقي ونَهْب الثروات وتغلغل الفساد.

كما نعتقد بأنه ما جاع شعبٌ في أفريقيا أو أي مكان حول العالم، إلا وكان السبب المباشر هو نَهْب دول الاستعمار «الاحتلال» الغربي لمقدراته وثرواته، ومحاولاتها خَلْق الأزمات، لإبقائه تحت الفقر والفاقة والحروب والصراعات والاقتتال الداخلي، لكي تكون هي «المنقذ» للديمقراطية، و«الحامية» لحقوق الإنسان.

في تلك الدول الأفريقية التي لم تتحرر بشكل كامل من «الاحتلال» أو ما يُسمى «الاستعمار» الغربي، خصوصًا فرنسا ـ ينتشر فيها الفقر المدقع، كما تُعاني شعوبها الويلات، رغم أنها تكتنز من الثروات الطبيعية ما يجعل شعوبها تعيش في ترفٍ ورخاء، وفي مستوى معيشي يفوق الشعب الفرنسي ذاته.. فقط لو كانت حُرّةً في التصرف بثرواتها.

لذلك لم ولن نستغرب ذلك الاهتمام المبالَغ فيه من جانب فرنسا وأمريكا، والقوى الأوروبية الأخرى مثل بلجيكا وإنجلترا وألمانيا وإيطاليا والبرتغال، حيث أثارت تلك الانقلابات انفراط «عقْد التبعية»، وبالتالي قد يجف «ضَرْع» تلك الدول الأفريقية، وبالتالي حرمان «المستعمرين» من ثروات الطاقة والغاز والنفط والمعادن والذهب واليوارنيوم.

أخيرًا.. لم يعد مقبولًا أن يُتاجر الغرب «المنافق» بقضية الديمقراطية، والتباكي على حقوق الإنسان والحريات؛ لأنه «حَلَبَ» القارة السمراء على مدار عقود طويلة، ووضعها في غياهب سجون الفقر والجوع والعَوَز، وأحاطها بأسوار شائكة من الهيمنة والتبعية والخوف، عبر قواعده العسكرية المنتشرة هنا وهناك.

فصل الخطاب:

يقول المفكر الجزائري «مالك بن نبي»: «نحن لا نستطيع أن نصنع التاريخ بتقليد خُطا الآخرين في سائر الدروب التي طرقوها».

[email protected]