عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مدير المتابعة بإذاعة إف إم وهيثم أحمد زكى ومصطفى درويش أشهرهم:

المنشطات ومشروبات الطاقة والضغوط الاقتصادية  تحصد أرواح الشباب

بوابة الوفد الإلكترونية

أصبح موت الشباب المفاجئ ظاهرة لافتة للنظر، حيث تعددت حالات الشباب الذين توفوا بسببها خلال الفترة الماضية، شباب فى كامل صحتهم ونشاطهم المعتاد دون شكوى من أى أمراض، يرحلون فى هدوء بشكل مفاجئ، تاركين صدمة كبيرة لمن حولهم.

هذه الحالات يشخص فيه سبب الوفاة بأزمة قلبية أدت إلى توقف التنفس وتدفق الدم، ورغم أننا ندرك جميعًا أن الأعمار بيد الله، ولكن التساؤل الذى يتبادر إلى أذهان الجميع: لماذا كثر الموت المفاجئ بين الشباب؟ وهل يمكن تفاديه؟

كشف تقرير رسمى صادر عن منظمة الصحة العالمية فى ديسمبر 2020، عن أن أمراض القلب كانت هى السبب الرئيسى للوفاة فى العالم خلال العشرين سنة الماضية، إذ ارتفع عدد الوفيات الناجمة عنها إلى تسعة ملايين حالة فى عام 2019، مقارنة بمليونين فى عام 2000.

 

 

وفى مصر رحل العديد من الشباب بسبب الأزمات القلبية المفاجأة كان آخرهم أحمد عثمان مدير المتابعة بشبكة نجوم إف أم الذى وافته المنية منذ أيام بعد وفاة والده بأيام قليلة، وقبل ذلك توفى الفنان مصطفى درويش بسبب توقف مفاجئ فى عضلة القلب، والفنان والمذيع الشاب عمرو سمير الذى رحل بشكل مفاجئ فى إسبانيا بعد تدريبات عنيفة فى الجيم، ولم يتناول بعدها أى أطعمة أو عصائر، ورحل أثر هبوط حاد فى الدورة الدموية، ولا ننسى هيثم أحمد زكى الذى عثرت قوات الأمن على جثته داخل المرحاض بعد تعرضه لهبوط حاد فى الدورة الدموية.

وهو ما تعرضت له أيضاً إسراء محمد فتاة عشرينية من مدينة بنها بالقليوبية التى توفيت نتيجة لسكتة قلبية مفاجئة فور استيقاظها من النوم قبل يوم واحد من زفافها، وعلى الرغم من تقديم الإسعافات الأولية لها بمستشفى بنها الجامعى.

وتكرر نفس الأمر مع منار محمد عبدالباقى «طالبة فى الثانوية العامة» بمحافظة المنوفية التى سقطت جثة هامدة أمام صديقاتها إثر هبوط حاد فى الدورة الدموية أثناء استعدادها لدخول امتحان الفيزياء فى مدرسة نصر عبدالغفور الثانوية التابعة لإدارة منوف التعليمية.

وفى العام الماضى توفى الطبيب أحمد سمير 33 سنة مدرس مساعد بقسم الجراحة بكلية طب المنوفية أثناء إجراء عملية جراحية لأحد مرضاه، وذلك بعد إصابته بسكتة قلبية ليلقب بشهيد الواجب.

وفى الغربية توفى شاب يدعى هانى محمود الصقار، أثناء قيامه بتوزيع شنط رمضان على الأسر الأولى بالرعاية فى مدينة المحلة، نتيجة إصابته بأزمة قلبية مفاجئة، ليلحق بابن محافظته أحمد عبدالرؤوف من قرية برما مركز طنطا الذى توفى قبل أيام من إقامة حفل زفافه، واتشحت القرية كلها بالسواد حزنًا عليه.

كما شهد مركز دمنهور فى محافظة البحيرة، واقعة حزينة، حيث توفيت نرمين إسماعيل فجأة بعد حفل زفافها بخمسة أيام.

وفى أبريل الماضى شهدت قرية أطواب التابعة لمركز الواسطى ببنى سويف، وفاة فتاة تدعى «نيفين ا.غ»، 20 عامًا، قبل أيام قليلة من زفافها وفشلت محاولات إنقاذها بمستشفى الواسطى المركزي.

وفى نهاية شهر يوليو الماضى خيمت حالة من الحزن والصدمة على مدينة بورسعيد بعد وفاة الشاب سعيد خالد السعيد خلال حفل خطوبته أثناء رقصه مع عروسه بسبب أزمة قلبية.

الأطعمة والحرارة

وأوضح الدكتور شريف عبدالهادى، عميد معهد القلب الأسبق، أن السبب الرئيسى للموت المفاجئ هو حدوث توقف فى عضلة القلب، وهذا يحدث نتيجة لعدة أسباب منها الحزن، أو تناول بعض الأغذية أو نتيجة لارتفاع درجات الحرارة التى تؤدى إلى عدم انتظام ضربات القلب، بالإضافة إلى تناول الأدوية التى تؤدى إلى خلل فى ضربات القلب وتوقفه، وهناك أيضاً بعض الأمراض التى تصيب الجهاز الكهربى للقلب، وتؤدى إلى تلف البؤرة المسئولة عن توزيع الموجات الكهربائية على القلب والمعروفة بالضفيرة، بالإضافة إلى حدوث جلطة أو بذل مجهود مفاجئ أو زائد فكل هذه الأسباب تؤدى إلى توقف القلب، فضلًا عن تعاطى المخدرات.

وتابع «عبدالهادي»، أنه توجد عدة علامات تنبأ بوجود مرض فى القلب ويجب حينها استشارة الطبيب، مثل الشعور بنهجان أو ألم فى الصدر أو تغيير فى لون الجلد والأظافر أو ضربات القلب السريعة عند بذل أى مجهود

وعن دور درجة الحرارة فى الوفاة المفاجئة للشباب، أوضح أن ارتفاع درجات الحرارة يؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم، وففى المراحل الأولى المعروفة بالإجهاد الحرارى يقوم القلب بعمل مجهود زائد لتبريد حرارة الجسم ليجعلها مستقرة عند 37 درجة، أما فى المراحل المتأخرة عند حدوث ضربة شمس يحدث انخفاضًا فى ضغط الدم مما يؤدى إلى هبوط فى القلب قد يؤدى إلى الوفاة.

أما عن الأطعمة التى تسبب الوفاة، أكد أن هناك بعض الأغذية التى تحتوى على كمية كبيرة من البوتاسيوم على سبيل المثال، مثل الموز واليوسفى والليمون والبرتقال والفلفل، ولو تناول مريض القلب أو الكلى كميات كبيرة منها قد يحدث خلل بضربات القلب مما يؤدى إلى توقفه.

الرياضة وأشياء أخرى

دكتورة هبة كاره، إخصائى القلب بجامعة عين شمس أشارت إلى أن انتشار الموت المفاجئ بين الشباب نتيجة توقف عضلة القلب، قد يحدث بسبب انتشار أمراض القلب الوراثية، لذا يجب على الإنسان ضرورة إجراء فحص طبى خاصة إذا كان هناك تاريخ مرضى فى الأسرة، وهناك أيضاً نسبة كبيرة من حالات الوفاة تحدث للشباب أثناء ممارسة الرياضة، لذا لابد من الاطمئنان على صحة القلب عن طريق زيارة الطبيب قبل ممارسة الرياضة خاصة العنيفة منها، وفى حالة معاناة الشخص من أى أعراض، مثل آلام الصدر، وضيق التنفس والإغماء والنهجان الشديد، لا بد من التوجه للطبيب وعمل رسم قلب وايكو، ومن الممكن أن يحتاج الأمر إلى رسم قلب بالمجهود أو موجات صوتية بالمجهود، لمعرفة مدى استجابة القلب عند بذل أى مجهود.

وتابعت الدكتورة هبة أن الدراسات تشير إلى أن الفحص قبل ممارسة الرياضة يقلل من احتمال توقف عضلة القلب بنسبة 89% لذا يجب الاهتمام به وخاصة قبل دخول البطولات،

وأشارت إلى أن هناك أمراضًا وراثية تظهر فى عمر معين، لذا يجب إجراء فحوص طبية دورية للأطفال والشباب، ومشاركة الطبيب التاريخ المرضى للعائلة، والتدريب على كيفية القيام بالإنعاش القلبى للآخرين فى حالة حدوث ذلك

وأشارت إلى أن أسباب السكتة القلبية المفاجئة عند الأطفال والشباب قد تحدث بسبب تضخم عضلة القلب، والتى عادة ما تكون وراثية وغالبًا ما تكون غير مشخصة مرضيًا، وفى هذه الحالة تتكاثف خلايا العضلات فى الحجرات السفلية للقلب «البطينين»، مما قد يؤدى إلى عدم انتظام ضربات القلب، خاصة أثناء ممارسة الرياضة، بالإضافة إلى تشوهات الشريان التاجى، التى يمكن أن تؤدى إلى انخفاض تدفق الدم إلى عضلة القلب أثناء التمرين والتسبب فى السكتة القلبية.

وأضافت أن هناك أشخاصًا يولدون وهم مصابون بتشوهات الشريان التاجى ولا تظهر عليهم أعراض المرض إلا عند الكبر، بالإضافة لعدم انتظام ضربات القلب والتهاب عضلة القلب الذى يحدث نتيجة انتقال بعض الفيروسات إلى القلب مثل الفيروس المعوي، كما يحدث نتيجة العدوى البكتيرية أو الفطرية أو الطفيلية، أو نتيجة ردود فعل تحسسية لبعض الأدوية.

‏ وأوصت الدكتورة هبة بضرورة تناول الطعام الصحى الغنى بالخضراوات والفواكه منذ الطفولة وعدم الإفراط فى تناول النشويات والسكريات والدهون الحيوانية والمهدرجة، وتعويد الأطفال منذ الصغر على الأطعمة المشوية والمسلوقة وتجنب المقليات والوجبات السريعة قدر الإمكان والإكثار من شرب الماء، وتجنب زيادة الوزن والسمنة، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، والنوم لفترة كافية وعدم السهر، وفى حالة وجود عوامل تؤثر بشكل مباشر على صحة الشرايين، مثل الضغط والسكر وارتفاع الكوليسترول فيتم التعامل مع هذه الأمراض من خلال المتابعة الطبية المنتظمة، والعلاج الدوائى المكثف للحفاظ على الشرايين، كما أنه حتى الشخص السليم تمامًا ولا يشعر بأى أعراض مرضية لا بد أن يعرض نفسه مرة كل سنة على الطبيب للفحص الدورى وعمل بعض التحاليل الروتينية لاكشاف أى مشكلات صحية مبكرًا، فكلما كان اكتشاف الأمراض مبكرًا كلما كان العلاج أكثر فاعلية وكانت المضاعفات أقل بكثير.

متلازمة القلب الحزين

وتحدثت معنا الدكتورة ريهام أحمد عبدالرحمن، أخصائى الإرشاد النفسى والأسرى، عن العوامل النفسية قائلة: «إن موت الشباب بشكل مفاجئ لا يرجع لأسباب طبية فقط بل من الممكن أن تكون هناك العديد من الأسباب النفسية ومنها: الصدمات العاطفية وما ينتج عنها من توتر وقلق وخوف من المستقبل ما يتسبب فى إصابة الإنسان بمتلازمة القلب الحزين، والتى تعمل على اعتلال عضلة القلب وحدوث الوفاة بشكل مفاجئ.

وتابعت «عبدالرحمن» مشيرة إلى أن ما يحيط بالشباب من ضغوط نفسية على مستوى العمل والعلاقات الاجتماعية تسبب له مشاعر الضيق وعدم الرغبة فى إنجاز الأعباء المتراكمة عليه، وبالتالى افتقاده للتوازن النفسى والقدرة على الانتباه والتركيز، الأمر الذى قد يلجأ معه لمشروبات الطاقة والمنشطات الرياضية والتى ثبت علميًا أنها تؤدى للوفاة بشكل مفاجىء.

وأشارت أخصائية الإرشاد الأسرى، إلى أن عدم وجود مهارات العناية الذاتية فى حياة الإنسان وعيش الحياة بشكل عشوائى وعدم وضع جدول للاهتمام بصحته ونفسيته وفق أولوياته فى الحياة، والتدخين ومجالسة المدخنين( التدخين السلبي)، وعدم الانتظام فى ممارسة الرياضة بشكل يومى، بالإضافة لأمراض الضغط والسكر كلها أسباب تؤثر على صحة القلب والشرايين.

وعن دور مواقع التواصل الاجتماعى، لفتت د. ريهام عبدالرحمن إلى أنها تصيب الإنسان بالعديد من الاضطرابات النفسية كالمقارنة السلبية مع الآخرين والذين ينشرون أفضل ما لديهم عبر هذه المنصات، وبالتالى الشعور بانعدام الثقة بالنفس والدونية، أيضاً هوس التريند والحصول على التفاعلات حتى ولو على حساب صحة الإنسان النفسية والتشهير بسمعته. فكل ذلك يؤثر على مناعة الإنسان النفسية وصحته الجسدية.

ونقلت لنا الخبيرة، دراسة نشرت فى دورية «الكمبيوتر والسلوك البشري»، تشير إلى أن الأشخاص الذين يستخدمون سبعة أو أكثر من منصات التواصل، هم الأكثر عرضة لمستويات مرتفعة من القلق بنسبة تزيد على ثلاثة أضعاف، مقارنة بالأشخاص الذين يستخدمون منصة أو اثنتين من منصات التواصل الاجتماعى.

وهناك أيضاً الأحوال الاقتصادية وانتشار البطالة بين الشباب فهى من الأسباب غير المباشرة للموت المفاجئ، فالشعور بالعجز وعدم القدرة على التوفيق بين الدخل المادى ومتطلبات الحياة اليومية يصيب الإنسان بالقلق والخوف من المستقبل، وربما الاكتئاب والانعزال عن المجتمع.

ووضعت الخبيرة النفسية عدة إرشادات لصحة نفسية أفضل للشباب، منها المحافظة على الصلاة والعبادات الروحية التى تطهر النفس البشرية وتجعلها تشعر بالرضا والسعادة النفسية، والاهتمام بالصحة الجسدية والحفاظ على الوزن المثالى والتمارين الرياضية اليومية كالمشى لمدة ٤٥ دقيقة يوميًا، وعدم التدخين أو مجالسة المدخنين، والكشف الدورى على الصحة النفسية والجسدية، خاصة أمراض الضغط والسكر والشرايين، وتجنب الضغوط النفسية بالحرص على الفضفضة مع أحد المختصين أو الأصدقاء المقربين والحصول على الدعم الاجتماعى، وتنظيم استخدام وسائل التواصل الاجتماعى، وممارسة الاسترخاء والتأمل والتدوين اليومى للأفكار والمشاعر.

واتفقت معها ندى صابر باحثة فى علوم إدارة المنزل واقتصاديات الأسرة، قائلة: إن ظاهرة الموت المفاجئ للشباب انتشرت مؤخرًا بسبب العديد من الأسباب وأهمها: الضغوط النفسية والاقتصادية الناتجة عن البطالة وارتفاع الأسعار، وانخفاض القوة الشرائية للجنيه، والتدخين، وتعاطى المخدرات، وتناول المهدئات والمسكنات بصفة مستمرة، بالإضافة إلى التعرض للتنمر، فكل هذه الأمور تسبب الضغوط النفسية التى قد تؤدى إلى الموت المفاجئ.

وأوضحت صابر أنه يجب التكيف مع الوضع الاقتصادى الحالى، والتفكير فى حل يناسب احتياجات الفرد بدلًا من الشكوى، والبحث عن وظيفة تتناسب مع مؤهلاته، والحرص على اكتساب مهارات جديدة بما يتناسب مع سوق العمل كاللغة الإنجليزية واستخدام برامج الكمبيوتر، والبعد عن التدخين وأصدقاء السوء والاهتمام بالتغذية السليمة التى تنعكس إيجابيًا على الحالة النفسية، وإذا كان هناك تاريخ عائلى للأمراض القلبية يجب المتابعة مع المختصين فى هذا المجال.