رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

لا أدرى ماذا تريد المنظمات الأوروبية التى تهتم بحقوق الإنسان من البلاد العربية؟، ولا أدرى هل توقفت حدود العالم عند منطقة الشرق الأوسط دون سواها؟، ولا أعلم لماذا تقوم الدنيا ولا تقعد إذا تناثرت أقاويل من هنا أو من هناك حول وجود تجاوزات ارتكبتها دولة من الدول العربية أو من دول منطقة الشرق الأوسط، بينما تسود حالة من الصمت التام تجاه أى جريمة ترتكبها أى دولة فى العالم طالما لا تقع فى نطاق منطقة الشرق الأوسط وطالما أنها ليست عربية.

إنها سياسة الكيل بمكيالين التى تنتهجها المنظمات الأوروبية والأمريكية، والتى تصدع رؤوسنا ليل نهار بحقوق الإنسان وحريته وكرامته.. تلك الحقوق التى تظهر فقط عندما يكون طرف الشائعة التى تتردد حول الاعتداءات إحدى الدول العربية.

الغريب أن هذه المنظمات تلطم الخدود وتشق الجيوب تجاه الوقائع التى يتناولها الإعلام الغربى بشيء من التضخيم حول وجود اعتداءات على الحقوق والحريات فى إحدى الدول العربية، والتى يتبين فيما بعد أنها مجرد كلام مرسل لا يستند إلى أى وقائع.

وكان آخر مثال على هذا هو التقرير الذى أصدرته منظمة هيومان رايتس ووتش حول مزاعم اعتداء قوات حرس الحدود السعودية على مهاجرين أثيوبيين ونشرته وسائل الإعلام الغربية وسلطت الضوء عليه لغرض فى نفس يعقوب.

استند التقرير المرسل والذى يخلو من أى وقائع مثبتة إلى كلام مرسل لأشخاص تم منعهم من دخول الحدود السعودية وأطلقوا على رحلتهم هذه رحلة الموت.

بداية.. الوقائع التى تضمنها التقرير تمثل وقائع وهمية وأحاديث فارغة لا يمكن الاعتماد عليها؛ لأن المتحدثين من وجهة نظر المنظمة ضحايا ومن وجهة النظر السعودية أو غيرها من الدول ذات السيادة معتدون ومجرمون.

قال تقرير المنظمة إن القوات السعودية أطلقت النيران على إثيوبيين لمنعهم من دخول أراضيها، وهو ما نفته السلطات السعودية، ولكن إذا افترضنا أن هذا قد حدث فهل دفاع القوات عن الوطن وحماية حدوده أمر يجرمه القانون الدولى؟.. وهل المجرمون من الإثيوبيين الذين يريدون اقتحام الحدود السعودية من الحدود اليمنية لم يرتكبوا أى جرائم، وإنهم كانوا يمارسون حقًا من حقوقهم؟ وهل المطلوب من الجندى السعودى المكلف بحماية الحدود هو استقبال المجرمين المتسللين بالأحضان والورود؟

وهل تصور المجرم الذى تحدث لوسائل الإعلام المغرضة ووصف رحلته بأنها رحلة الموت كان يظن أن اقتحامه لحدود دولة أخرى واعتداءه على سيادة أراضيها يمثل نزهة خلوية؟

هذا ما تفعله المنظمات إياها مع الدول العربية.. وفى المقابل تتجاهل الاعتداءات التى ترتكبها الدول الأوروبية والتى تطلق الرصاص الحى على المتسللين وهو ما يتسبب فى غرق المراكب التى تحمل مئات المهاجرين كل يوم.

وعندما اندلعت المظاهرات والاحتجاجات الأخيرة فى فرنسا بعد مقتل شاب جزائرى بدوافع عنصرية.. لم نسمع لهذه المنظمات صوتا وكأن الأمر لا يعنيها.

وعندما همت بريطانيا بتجميع اللاجئين على أراضيها لنفيهم إلى جزيرة فى دولة أفريقية لم تتحرك هذه المنظمات وكأن الأمر يحدث فى بلاد الواق واق.

إنها سياسة الكيل بمكيالين التى تهدد العدالة الدولية وتكشف الوجه الحقيقى للمنظمات الحقوقية.