رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

عندما نقول إننا نعيش في عالم القطب الواحد، الذي يهيمن على العالم في كافة المجالات، اقتصاديًا وعسكريًا وإعلاميًا.. وغيرها، فإن من الطبيعي أن يكتمل ذلك بـ«الغزو الثقافي»، للسيطرة والتحكم في العقول والأدمغة.

ربما لاحظنا في السنوات الأخيرة، إلغاء الرقابة المسبقة على المحتوى الفني، تزامنًا مع ظهور وانتشار مِنَصَّات رقمية «ترفيهية» تقدم محتوىً بدون حذف رقابي، ملئ بمشاهد إثارة فاضحة، وتتنافى مع قِيَم مجتمعاتنا، ما يجعل من الصعب السيطرة والرقابة أو المنع والحجب.

في الماضي «غير البعيد»، كان روَّاد السينما يشاهدون «تصريحًا» للسماح بعرض الفيلم، مع «صورة الموافقة»، مكتوب فيها «صالح للعرض»، ليتطور الأمر قبل سنوات إلى عبارة تحذيرية «للكبار فقط أو 18+»، تسبق مقدمة الأعمال الفنية، خصوصًا الأفلام والمسلسلات الأجنبية.

كلمات اعتدناها في بداية «العرض المُنتظر»، يُحذّر فيها صُنّاعُ العمل، المشاهدين من أنه يتضمن مشاهد أو كلمات وجُملًا أو حتى أفكارًا، قد لا تُناسب المجتمع، خصوصًا شرائح الأطفال والمراهقين، ولذلك يَحْتَمُون خلف تلك المقدمة المكتوبة لتبرئة ساحتهم من إيذاء المشاهدين أو المَسِّ بمشاعرهم.

الآن، بعد «تحجيم» الحذف والرفض، و«ضياع» مقص الرقيب، الذي كان يشكو منه صُنَّاع الفن السابع، أصبحنا نعيش في عالم افتراضي، الممنوع فيه مرغوب، والإعلام البديل متوفر لدى الجميع، وبات الوضع مختلفًا عن ذي قبل، حيث عصر «الهيمنة الثقافية»، الذي ارتبط بإنتاج «هوليوود»، باعتبارها القوة الناعمة الأكبر عالميًا، لنشهد تطورات متسارعة تواكب عصر المعلومات والرقمنة.

تلك المقدمة الطويلة، ربما كانت ضرورية للحديث عن اللغط الدائر منذ أسابيع، في مصر وعلى امتداد العالم العربي والإسلامي، بشأن عرض الفيلم المثير للجدل «باربي Barbie»، الذي تجاوزت عائداته حول العالم، مليارًا ونصف المليار دولار في أقل من شهر واحد فقط!

الفيلم الصَّاخب أحدث ضجَّة أخلاقية في الدول العربية والإسلامية، لأنه ـ بحسب رافضيه من رسميين ومسؤولين وفنانين ومثقفين ـ يخالف العلاقات الإنسانية الصحيحة، كما يروِّج لأفكارٍ وسياقاتٍ سلوكيةٍ شاذةٍ، ومِثليةٍ جنسية، تتعارض مع القيم الدينية والأخلاقية.

كثيرٌ من «ثِقَاتِ» الوسط الفني، أكدوا أن الفيلم يخالف بمحتواه الآداب والقيم، لا سيما قيمة الأسرة، كما يتنافى مع المبادئ الوِجدانية والأخلاقية والإيمانية التي تُشكِّل الحِصْنَ الحَصِينَ لكافة المجتمعات العربية والإسلامية.. والإنسانية.

أخيرًا.. ما نود التأكيد عليه هو أن كل حرية يقابلها مسؤولية، وأننا دائمًا وأبدًا ننحاز إلى حرية الإبداع والفن والرأي والفكر، لكننا بالمقابل نعتقد أن أي محتوى يدعو إلى عنف أو تطرف، أو قِيَمٍ وأفكارٍ، أو انحيازاتٍ غير أخلاقية أو إنسانية، لا يمكن أن يكون محل جِدال أو نقاش.

فصل الخطاب:

«يظل الفن عمومًا ـ عند العقلاء ـ رسالة نبيلة وراقية، تعبر عن الضمير الجمعي، في آماله وتطلعاته، ورفع وعيه بشأن قضاياه المصيرية».

[email protected]