رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

عقب عزل «مرسى» اعتصم عدد من أنصاره وعناصر من جماعة الإخوان ببعض الميادين أشهرها «رابعة العدوية» و«النهضة»، وأصبحت تلك الاعتصامات تهدد الأمن القومى، وارتكبت العديد من الجرائم بداخل اعتصام رابعة تنوعت بين القتل والشروع فى القتل والتعذيب والتعدى بالضرب والاحتجاز وكذلك التعدى على المارة من المواطنين العزل وخطف بعضهم ومن بينهم رجال وأفراد شرطة أثناء قيامهم بتأدية واجبهم، بالإضافة إلى إحداث شلل مرورى كامل وإغلاق شوارع بكاملها وترويع سكانها والتعدى عليهم واتخاذهم كدروع بشرية والتخريب والإتلاف للمتلكات العامة والخاصة، واستمرت منابرهم الإعلامية فى التحريض والإثارة، كما استمر نهجهم العدوانى فى التصعيد حيث حرضوا على احتلال مزيد من الأرض وتوسيع رقعة الاعتصام بمنطقة رابعة العدوية ومحيطها، فشملت كافة الشوارع المؤدية إلى الميدان وتحصنوا خلف سواتر أسمنتية أقاموها بعرض الطريق بعد أن قاموا بإتلاف أرصفة الشوارع.

كل المعطيات كانت تؤكد ضرورة فض اعتصام رابعة، بعدما حوله الإخوان إلى وكر لتجميع السلاح وصدروا الأطفال والنساء فى المشهد، وقطعوا الطرق، واستولوا على الشقق المجاورة للاعتصام، وعانى أهالى مدينة نصر الأمرين من بلطجة وعنف الجماعة الإرهابية، قبل فض الاعتصام أصدرت وزارة الداخلية بيانين متعاقبين حذرت فيهما المعتصمين من انتهاج العنف مع القوات ودعتهم للخروج الآمن وإخلاء الأطفال، مؤكدة أن الأجهزة الأمنية لن تلاحق إلا المطلوبين قضائيًا. وناشدت وزارة الداخلية المعتصمين بالاحتكام إلى العقل وتغليب مصلحة الوطن وإنهاء اعتصامهم فورًا، وأكدت وزارة الداخلية أنها حريصة كل الحرص على سلامة كافة المعتصمين وعدم إراقة نقطة دم واحدة، وناشدت المعتصمين بالخروج الآمن من منفذ طريق النصر المؤدى إلى شارع الاستاد البحرى، كما ناشدت المعتصمين بالنهضة بالخروج الآمن من منفذ شارع الجامعة باتجاه ميدان الجيزة. وحذرت المعتصمين من اتخاذ الأطفال والنساء وكبار السن كدروع بشرية أو القيام بأعمال عنف أو استخدام السلاح ضد القوات والذى سيقابل بمنتهى القوة والحزم وفقًا لقواعد الدفاع الشرعى، وأكدت أن مقاومة قوات فض الاعتصام يعرض حياة المعتصمين للخطر وللمساءلة القانونية وفقًا لمقتضيات القانون، ونبهت وزارة الداخلية إلى أن عملية فض الاعتصام مراقبة ومصورة بشكل كامل، وسيتم رصد المخالفين وأى مخالفات ترتكب ضد القانون، كما أكدت أن عملية فض الاعتصام تتم بقرار من النيابة العامة وبحضور وسائل الاعلام والمنظمات الحقوقية والمجتمع المدنى، وأن قوات الأمن تناشد سكان المنطقة بإغلاق جميع الشرفات والنوافذ والالتزام بالتواجد داخل المنازل أثناء فض الاعتصام، حرصًا على سلامتهم.

بعد استنفاد كل سبل إنهاء الاعتصام سلميا ورفض كل المبادرات التى طرحت فى هذا الخصوص من قادة جماعة الإخوان، قامت الأجهزة الأمنية بانتهاج خطة تدريجية لتجنب إراقة الدماء ووقوع ضحايا من أبناء الوطن، حيث تدرجت الخطة فى استخدام القوة ضد المعتصمين بدءًا من الإنذار واستخدام سيارة الطنين والمياه والغاز، ولم تلجأ إلى استخدام الرصاص الحى إلا بعد وقوع أكثر من قتيل ومصاب بين صفوفها، فاستدعت المجموعات القتالية للرد على مصادر إطلاق النار عليها، وجرى تبادل اطلاق النار بين قوات الشرطة والمسلحين الذين اتخذوا من بعض المتجمعين دروعًا بشرية، وتنقلوا بينهم فأصابتهم نيران الطرفين «الشرطة والمسلحين» ووقع منهم عدد من القتلى والجرحى، وتمكنت قوات الأمن من الوصول إلى ميدان رابعة فى حوالى الثالثة عصر يوم 14 أغسطس وهو يوم فض الاعتصام، وأحكمت سيطرتها وأخلت مسجد رابعة فى السادسة مساء ثم سمحت لبعض المواطنين بنقل الجثامين وانتهت من ذلك فى الثامنة مساء.

وثبت من الخطط المضبوطة مع قيادات الإخوان بعد فض الاعتصام أنها كانت تخطط لمواجهة الدولة بالمقاطعة الاقتصادية والاجتماعية، وتعطيل أجهزتها وإنشاء حكومة موازية، وإرهاق أجهزة الأمن وكسر وزارة الداخلية لإسقاط النظام، وتشكيل قوة للدفاع الشعبى للقبض على عدد من رجال القضاء ورجال النيابة والقيادات الأمنية ومحاكمتهم علنا، كما تم ضبط خطة لتقطيع أوصال الدولة بقطع الطرق ووسائل المواصلات، وخطة إعلامية تتبنى استراتيجية الإلحاح فى تكرار الخبر أو المعلومات حتى تصبح حقيقة يصعب نفيها، والتواجد بكل وسائل الاعلام للنفى الفورى لكل ما يتسرب من حقائق للإعلام، كما بثوا صورًا ومواد فيلمية لأحداث وقعت بالخارج على أنها حدثت فى مصر، وأشخاص يدعون الإصابة وعلى ملابسهم الخارجية ما يشبه الدماء، وبكشف الملابس الداخلية يتبين خلوها من أية آثار لدماء أو جروح.

لقد مرت 10 سنوات على فض اعتصام رابعة الذى بدأ فى السادسة من صباح يوم 14 أغسطس 2013 حتى نهاية اليوم، ومازال الإخوان لا يتوقفون عن الكذب ولى الحقائق الدامغة التى تؤكد أن أجهزة الأمن لم يكن هدفها قتل أحد وكانت تحرص على عدم إراقة نقطة دم واحدة ولكنها فوجئت بأن الاعتصام مسلح بل مفخخ وأن البلتاجى وحجازى دعوا المعتصمين إلى الصمود والمواجهة، آخر كذب الإخوان الفيلم الذى أنتجه قيادى إخوانى لعرضه فى العاصمة البريطانية لندن فى الذكرى العاشرة لفض الاعتصام وتناول الفيلم المفضوح المفبرك «ذكريات مذبحة» ويعرض فى مركز ثقافى بريطانى وهو ترويج لأكاذيب الإخوان وتغطية على جريمتهم عندما حولوا «رابعة» إلى وكر لتخزين السلاح للتمهيد لإقامة دولة داخل الدولة! وعندما فشلوا واجهوا قوات الأمن بالنيران.