رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

ويبقى «التفاؤل والأمل».. مصطلحًا «فَضفاضًا» حدَّثنا عنه علماء النفس والاجتماع، رغم أن الواقع يثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن من طبائع البشر دائمًا وجود حالة من «اليأس» باعتبارها جزءًا من قوانين الحياة.

لذلك، عندما نقول إن كان من حق الإنسان الوصول إلى مرحلة الإحباط القصوى، فإنه من العار أن يتحول ذلك إلى حالة عامة، من اليأس، الذي يعتبر بمثابة انتهاء للحياة وانتحار للقلب والروح.

إذن، يظل «التفاؤل والأمل» سلاحًا ناجعًا لمواجهة أوجاعنا ومراراتنا ومعاناتنا، رغم أن الكتابة عن الأمنيات في بعض الأحايين تعد ضربًا من الخيال أو الجنون، خصوصًا عندما يكون التشاؤم هو الوجه الآخر في حياتنا، وبالتالي تكون المحصلة انهزامًا وانكسارًا.

ربما نعيش الآن أكثر اللحظات الحرجة والحسَّاسة في تاريخنا المعاصر على الإطلاق، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بأحوالنا الاقتصادية والمعيشية، التي تعد في أسوأ حالاتها، أو يمكن القول إنها الأسوأ على الإطلاق، لكن هذا الوضع «المؤقت» يجب أن يدفعنا جميعًا إلى التفكير الجَدِّي في البحث عن المخارج والحلول.

عندما نحاول التفكير بعمق وهدوء عن الحلول المناسبة، المقرونة بالأمل والتفاؤل، يجب أن تنتهي وتتوقف معها محاولات الكثيرين عند إلقاء المسؤوليات على هذه المؤسسة أو ذلك الشخص أو المسؤول، كنوع من تبرئة الذمم، وهروب من المسؤولية.

إذن، المطلوب هو إطفاء الحريق الآن، وليس البحث في أسباب نشوبه، وما عدا ذلك يبدو لي أقرب إلى التفكير العقيم الذي لن يُنتج حلولًا لأحد، في وقت يعتقد فيه الكثيرون أننا نسير إلى الهاوية، خصوصًا عندما نستسهل إلقاء التُّهم جُزافًا على بعضنا بعضًا، دون البدء في تقديم رؤىً جديدة.

نتصور أنه إذا كان البعض يريد حلولًا، فالحل مجتمعي ومشترك، وليس بيد طرفٍ واحد، حيث يظل لدى جميع المؤسسات التنفيذية والتشريعية والنقابات المهنية والأحزاب وجمعيات المجتمع المدني، وصولًا إلى المبادرات الفردية.

إذن، المطلوب الآن جهود جماعية من دون إفراط أو تفريط، أو التنصّل من المسؤولية، أو البحث عن كبش فداء، وذلك بالطبع يجب أن يكون مقترنًا بمحاسبة صارمة لكل متواطئ أو فاسد، أو حتى مهمل، وكذلك حُسن انتقاء الكوادر التي تتمتع بالنزاهة والكفاءة.

إننا بالفعل نمر بظروف بالغة القسوة، ولا أعتقد أن اليأس والقنوط هما طريق للحل، بل يجب تكاتف الإرادات للخروج الآمن الذي لا مكان فيه للخلاص الفردي، لأننا ببساطة في أمسِّ الحاجة لإرادة صلبة وعمل مستمر وتفكير جديد خارج صندوقنا المعتاد!

أخيرًا.. يبقى التمسك بالأمل والتفاؤل فرض عَيْن على الجميع، فليس أسوأ من الشر عندما تضيق معايش الناس، وهنا لا أريد زراعة التفاؤل، ربما ليس وَلَعًا به، لكن كُرْهًا بالإحباط واليأس.

فصل الخطاب:

يقول «وليام شكسبير»: «الإصرار على التفاؤل قد يصنع ما كان مستحيلًا».

 

[email protected]