عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

بعد خطابه التاريخى فى القمة الروسية الإفريقية أصبح إبراهيم تراورى، رئيس بوركينا فاسو، حديث الساعة.. فالشاب الذى يبلغ من العمر 35 عاماً ويعد أصغر حاكم فى إفريقيا أصبح أيقونة بلاده، حيث خرجت الحشود الهادرة من الشعب تستقبله استقبال الأبطال، وذلك فى أعقاب عودته للبلاد من القمة الإفريقية الروسية التى عقدت مؤخراً فى سان بطرسبرج، لتعلن تأييدها لما جاء فى خطابه الذى ألقاه أمام القادة الأفارقة.. وهو الخطاب الذى جذب الأنظار وكشف عن قيادة شابة من طراز جديد، قيادة ربما تلعب دوراً كبيراً فى تغيير قواعد اللعبة فى القارة السمراء.

طرح الرئيس الشاب عدة أسئلة أمام قادة إفريقيا أثارت انتباه العالم أجمع وليس شعوب القارة السمراء وحدها.. فعلى الرغم من كون هذه الأسئلة بسيطة ومنطقية ويعرفها الجميع، إلا أن طرحها بهذه القوة والصراحة والوضوح وفى هذا التوقيت بالذات أعطاها أهمية كبرى وزخماً كبيراً. 

فاجأ تراورى - القادة والشعوب - معاً بخطاب قوى يمثل رسالة واضحة للدول التى تنهب إفريقيا ليل نهار. 

قال تراورى اسمحوا لى أن أطرح عدة أسئلة: إننا لا نفهم كيف لقارتنا الإفريقية صاحبة الطبيعة الخلابة والغنية بثرواتها الطبيعية ومواردها المائية أن تكون أفقر قارة فى العالم؟ كيف لهذه القارة التى تمتلك كل هذه الثروات أن تكون جائعة؟ وكيف لنا نحن رؤساء هذه الدول الغنية أن نتسول؟ 

ووجه الرئيس الشاب حديثه إلى القادة متسائلاً: هذه أسئلة لا نجد لها إجابة حتى الآن.. وبعد انتهائه من طرح تلك الأسئلة التى تلخص حال القارة المظلومة، لفت رئيس بوركينا فاسو الأنظار إلى وجود فرصة قوية فى هذه المرحلة لبناء علاقات جديدة تساهم فى رسم مستقبل أفضل للشعوب المنكوبة. 

الأسئلة كانت قوية ومزلزلة وفيها دعوة إلى مواجهة المتآمرين على القارة الذين عبثوا بثرواتها - وما زالوا يفعلون - بلا وازع من ضمير.

يبدو أن خطاب الرئيس الشاب سيكون بمثابة الشعلة التى تضىء الطريق، حيث يمثل تراورى جيلاً جديداً من الشباب الأفارقة الرافضين للاستعمار الجديد.. ما فعله رئيس بوركينا فاسو فى سان بطرسبرج سيكون البداية، خاصة إذا علمنا أن أول قراراته عقب توليه منصب الرئيس كان حظر تصدير اليورانيوم إلى فرنسا وأمريكا وطرد الفرنسيين الذين استولوا على مقدرات البلاد عقوداً طويلة.

وأعتقد أن الخطاب جاء فى توقيت يحمل دلالات كثيرة تؤكد أن القارة السمراء تنتفض، فقد تزامن ذلك مع اتساع رقعة الغضب ضد فرنسا وطردها من أكثر من دولة إفريقية كانت أسيرة لعمليات السطو والنهب. والسؤال الآن: هل ستكون القارة على موعد مع فجر جديد بعد عقود حالكة السواد؟.. هذا ما ستجيب عنه الأيام القادمة.