رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قلم صدق

أتذكر- وأنا صاحب ذاكرة السمك- حينما أخذنى والدي- رحمة الله عليه- لكى يصورنى للتقديم لدخول المدرسة، وكانت آلة التصوير حينها على شكل صندوق، ويُدِخل المصور رأسه داخل الصندوق، مغطيًا إياها بقماشة سوداء، ليبهرنا بصورة أبيض وأسود، ما أنزل الله بها من سلطان، وكانت هذه الآلة بالشارع، لا داخل استديو.. فرحتى وقتها لم تسعنى، لمَ لا، وأنا سأقابل مجتمعًا جديدًا على، فقد شغفنى حبًا من كثرة كلام إخوتى عنه.. فهو البيت الثانى لى، والمعلم والمربى الذى يصقل شخصيتى، ويقوى ثقتى بنفسى، ويقوِّمها، ويُغنى مهارتها، ويبرز مواهبها، ويوجهها إلى جادة الطريق.

سيادة وزير التربية.. المدرسة عندى هى التى تشارك والديّ فى تربيتى، وتزودنى بالقيم المثلى، وتَبنى شخصيتى، وتظهر قدرتى المختلفة فى شتى المجالات، وتُعَدُّ أول رحلة لى لكى أواجه فيها الحياة الاجتماعية، بعيدًا عن منزلى وأهلى، كما أننى من خلالها أعيش الواقع، ولا أنفصم عنه.

سيادة وزير التربية.. المدرسة جدرانها حائط الصد لكل فكر خاطئ وهوى.. وحوش المدرسة وألعابها الرياضية العمود الفقرى والصحى لأولادنا، وسبورتها صورة الحياة أمام أطفالنا، فإن أغلق عليهم شيء فيها، فمعلمهم هو بوصلة الاتجاه الصحيح لديهم، والكتاب دليلهم إن ضلوا الطريق أو مالوا عنه.

** سيادة وزير التعليم، المدرسة هى التى تمدنى بالعلم والمعرفة، وهى التى تقضى على الروتين والملل، الذى أشعر به حال بقائى فى منزلى يوميًا، فينعكس على شخصيتى.

فى المدرسة يستوى الجميع فى التعليم، فهم أمام مدرس واحد.. سبورة واحدة.. شرح واحد.. لا صراع على أولوية الحصول على العلم والتعلم، وإلغاء الفروق الاجتماعيّة بين الطلبة.. فيخرج مجتمع سوى لا حقد طبقيًا فيه.

سيادة الوزير، المدرسة تساعد على اكتشاف المواهب وتطويرها.. فينتفع المجتمع بالطالب ويرتقى.

سيادة الوزير.. التعليم عن بعد لا يخرج لنا نشئًا سويًا يبنى مجتمعًا.. فأبناؤنا يعكفون على الأجهزة فى الغرف المغلقة ليل نهار.. التوحد وصفهم.. والانعزالية طبعهم.. والجهل المجتمعى سمتهم.. سيادة وزير التعليم.. العلم لزيم الواقع لا ينفصم عنه، ورديفه المعمل، لا ينفك عنه.. فكبرى الدول تعتمد على التعليم التطبيقى جنبًا إلى جنب مع التكنولوجيا؛ لذا ضع طفلًا نشأ بين جدران المجتمع المدرسى مستعينًا بتكنولوجيا متوسطة فى الميزان أمام طفل (أون لاين) حبيس جدران الغرف المنعزلة؛ مستعينًا بأكثر التكنولوجيا حداثة.. بمن ستستفيد أكثر فى رفعة الوطن؟

سيادة الوزير لا تدَّعِ تطويرًا وهميًا بدون عودة المدرسة كمن سبقك.. فالمدرسة ثم المدرسة.. ولأن تترك التطوير عامًا أو عامين استثناء متفرغًا لعودة الانضباط للمنظومة التعليمية خير من تخبط كل هذه السنوات دون ثمرة لهذا التطوير، بذلك ستدخل التاريخ لنجاحك فيما فشل فيه الآخرون.

فإن أنت أعطيتنا مسكنًا بتصريح هنا، أو تصريح هناك عن أهمية جدران المدرسة فى تنشئة الطفل، وكان كل هذا عن الواقع ببعيد سيذهب تطويرك للتعليم سدى.

قالها الدكتور طارق شوقى وزير التعليم السابق: «عدم السماح للطالب الذى لم يحقق نسبة حضور فى المدرسة قدرها (85%) من عدد أيام الدراسة الفعلية على الأقل بدخول الامتحان»، والنتيجة صفر.

وفى تصريح آخر: «مش هنسمح لطلاب الثانوية العامة 2023 إنهم مايجوش المدرسة، وستكون هناك عقوبات مشددة على أى طالب من طلاب الثانوية العامة 2023 يغيب عن مدرسته العام الدراسى المقبل»، والنتيجة صفر.

وقالها الدكتور الهلالى الشربينى، وزير التعليم الأسبق «لا تهاون مع أى طالب أو معلم يغيب دون إذن»، متخذًا النظام الإلكترونى فى إثبات الحضور والغياب، وإثبات 10 درجات لحضور طلاب الثانوية العامة لعودة الانضباط للمنظومة التعليمية، والنتيجة صفر.

سيادة الوزير لقد قطعت جهيزة قول كل خطيب حينما أرسلت لك برسالة قالها أمير الأدب الفرنسى فيكتور هوجو: «من يفتح باب مدرسة يُغلق باب سجن»، فى دلالة على أهمية دور المدرسة فى التنشئة والحدِ من انتشار الجريمة فى المجتمعات.اللهم احفظ مصر وارفع قدرها.