رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

معظمنا وإن لم يكن الجميع أصبح يمتلك هاتفًا ذكيًا وإنترنت يمكنه من الوصول إلى المعلومات فى أى وقت، وهو أمر حتى الآن جيد، لكن «الهبد» أصبح سيد الموقف، فنرى من يطلق تعليمات هنا ونصائح هناك، كل هذا ولا تأكل هذا.

دعنى أذكر لك بعض الأمثلة، هناك الكثير من أنواع الأطعمة التى تربينا عليها، وكنا نأكلها كثيرًا دون أن تؤثر على صحتنا، فجأة يخرج أحدهم ليحذر منها وأنها «غير صحية»، وستسبب الأمراض، حتى إن الأمر وصل للتشكيك فى الخضر والفاكهة وحتى «السمن البلدى»، هذا يطالبك بأن تتوقف عن تناول اللحوم وآخر ينصحك بالاعتماد على البروتين، والجميع مبدأه «الهبد»، والبحث عن الترافيك.

الغريب أنه مع انتشار هذا «الهبد»، تنتشر الفيديوهات الخاصة بأكل الشارع والأكل السريع، ويتحدث مقدموها عن حلاوة الأكل فى هذا المطعم أو ذاك، ولم يقتصر الأمر على الطعام، بل امتد إلى نصائح بشأن تناول الأدوية والفيتامينات، وحتى توقيت تناولها، هذا الفيتامين صباحًا، وهذا بعد الأكل، وكأنهم أطباء اطلعوا على التحاليل الخاصة بكل مريض.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، امتدت النصائح إلى التربية، وأن هناك أصول تربية حديثة، وأن القديمة التى تربينا عليها خاطئة، مع العلم أننا آخر جيل يحترم الكبير ويقدره، وباختصار «مايقدرش يتطاول عليه»، ثم دخلنا فى مرحلة هدم الثوابت.

فنرى تيارات تفسر الأديان، بطرق مختلفة عن التى تربينا عليها، حتى تطور الأمر إلى التشكيك فى الثوابت، وبدأ يظهر لنا جيل جديد متدين «تديناً حديثاً»، ما يجعلك تتساءل ماذا يحدث، هل هذه نظريات لا نعلم عنها شيئا، أم أن الهبد هو سيد الموقف؟

وبدأت رحلة ملء أدمغتنا بمعلومات خاطئة لا أول لها ولا آخر، مثل «الكشرى أصله مصرى ولا مش مصرى، الفراعنة مصريين ولا كانوا كائنات فضائية»، وغيرها من المعلومات المتضاربة التى يخرج أصحابها علينا، فى زمن يستلزم منا أن نتحقق من كل ما نقرأه ومن كل ما نشاهده، فاحذر عزيزى القارئ أن تقع فريسة لـ«الهبد».