عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المتتبع لتاريخ مصر والسودان يجد أن البلدين عاشا تاريخاً مشتركاً منذ أقدم الأزمنة وحتى العصر الحالي، إلى الدرجة التى يتعذر معها الحديث عن تاريخ مستقل بمصر أو تاريخ مستقل بالسودان، وهذه الحقيقة التاريخية تؤكد أن التاريخ المشترك بين البلدين قد أوجد قدراً كبيراً من الامتزاج بين أفراد الشعب العربى فى مصر والسودان؛ لذلك دائما ما توصف العلاقات المصرية السودانية بأنها أزلية وتاريخية.

فبين مصر والسودان علاقات متميزة فى الماضى والحاضر، لا مثيل لها فى تجذر وعمق الروابط التى ربطت بين الشعبين والدولتين على مر العصور، وإيمان كل منهما بوحدة الدم والتاريخ والثقافة والمستقبل والمصير.

البعض قد يستغرب هذه المقدمة التى يعلمها جميع المصريين ولكن كان يجب عليّ أن أكتب هذه المقدمة كى أذكركم وأذكر بعض المصريين الذين رأيتهم يتناولون موضوع أزمة الأخوة السودانيين النازحين إلى مصر بعنصرية شديدة ورفض تام لوجودهم بالبلاد لما سوف يترتب عليه من آثار سلبية على المقدرات الغذائية للبلاد واقتصادها، وأيضا أثر هذه الهجرة على أسعار العقارات، وتتدرج درجة الرفض والاعتراض على هذا التواجد ما بين الهدوء والتشدد والتعصب والعنصرية، ويضرب البعض المثل بأن إحدى الدول الأوروبية اتخذت إجراءات مشددة أمام الهجرة غير الشرعية ل٣٠٠٠ مهاجر غير شرعى. وفى رأيى أن هذا نوع من التنمر على هؤلاء، وأيضا خلع عباءة الرحمة والرأفة لبلد ابتلاه الله بكارثة.

أقول لأصحاب هذا التنمر: هل نسيتم ما فعلته دول الخليج معنا إبان أزمة ٢٠١١ وما تلاها من سنوات وأزمات مالية كادت أن تعصف بالبلاد وتحولها لحروب أهلية؟ هل نسيتم مافعله شاه إيران وهوارى بومدين من مساعدة مصر فى مشكلة البترول أثناء حرب أكتوبر وتحويل مراكب إلى مصر مباشرة؟ وهل نسينا أن السودان هو العمق الاستراتيجى لمصر وهى من منابع مياه النيل التى نقاتل عليها الآن مع أثيوبيا؟ 

مصر الكريمة لا تبخل على من يحتاج للمساعدة، واسألوا التاريخ، فهو بلد الخير والكرم، ولما لا وهى أم الدنيا التى تحنو على الجميع وتحتضنهم، فما بالكم بالسودان الشقيق. 

حفظ الله مصر جيشا وشعبا وقيادة.