رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تنطلق صفارة الحكم فتنطلق المباراة داخل المستطيل الأخضر، أنه مستطيل، فهو محدد بأضلعه فلا بد للكرة أن تكون بداخله، فإن هى خرجت توقف اللعب ويعود بعودتها، والمستطيل أخضر فهو يعبر عن النماء، فالخضرة رمز للنماء، والنماء رمز للبهجة والسرور وليس للعبس والنفور.

حينما تنطلق صفارة الحكم تكون الأهداف لكل مجتهد والإنذارات لمن خالف القانون، هكذا يكون الانضباط، فالكل تحت طائلة القانون فمن فاز له أن يفرح، ومن هزم عليه ألا يحزن، فالحياة بين هذه وتلك، فلا فائز دائمًا ولا منهزم دائمًا، فيوم لك ويوم عليك، وعلى ذلك علينا أن نتقبل الأمر وتلك فلسفة التنافس.

إن التنافس الشريف فرصة عظيمة لتحقيق متعة المشاهدة، والتنافس ليس صراعًا ولكنه بذل الجهد للأمام فى إطار قواعد حاكمة، فلا يجب أن يجور طرف على آخر إنما الصفارة حاكمة.

وإذا كانت الصفارة حاكمة فلماذا ينكر البعض ذلك ويتمنى أن تكون الصفارة معه دون الآخر؟ فإذا كانت كذلك فقدت عدالتها واستبدلت بالبهجة والسرور العبس والنفور.

إن التعصب الأعمى يضرب فكرة التنافس الشريف فى مقتل، ويسرق البهجة والسرور ويحولهما إلى عبس ونفور، والتعصب الأعمى آفة شديدة الخطورة، فلا بد أن نقاومها بالدفع بالمعانى السامية من المحبة والتسامح وقبول الآخر مهما كانت درجة الاختلاف معه فهو آخر بالنسبة لك وأنت آخر بالنسبة له.

إن انعدام فلسفة التنافس وعدم قبول الآخر ثقافة سلبية شديدة الخطورة؛ لأنها تنذر بإحداث فتنة بين المتنافسين والمناصرين للفرق المختلفة، فإذا كنا قد قبلنا بفكرة التنافس فى إطار المستطيل الأخضر وتحت حكم الصفارة أى فى إطار القانون، فلماذا لا نقبل نتائج هذا التنافس؟

إن ثقافة التنافس يجب أن تشمل جميع عناصر اللعبة بدءًا من اللاعبين والأطقم الفنية والإدارية والحكام وامتدادًا للجماهير؛ لأن كل هذه العناصر هى التى تكون اللوحة الجميلة للمشاهدة.

إن الإعلام الرياضى يقع عليه العبء الأكبر فى ترسيخ ثقافة التنافس، ولابد أن يمتد هذا الأمر إلى جميع المؤسسات التعليمية والثقافية لترسيخ هذا المفهوم، فلقد شرع الله سبحانه وتعالى التنافس فى أمور الدين والأمر محمود فى مجالات الحياة، ولا شك أن التنافس فى المجال الرياضى له فوائد جمة، ولكن يجب أن يكون وفق القواعد والشروط التى تجعله مصدرًا للبهجة والسرور وليس للعبس والنفور.