رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لم أتوقف طويلًا عند اللغط الدائر حول تزايد معدلات الغش الجماعي في امتحانات الثانوية العامة 2023، لكونها تعد ظاهرة مجتمعية قد تتزايد مع مرور الزمن، على الرغم من واجب وزارة التربية والتعليم في المنع والحزم. 

ولن ألتفت كثيرًا عند تشكك البعض في تسريب امتحانات الثانوية العامة 2023، لكن عند الاعتراف الرسمي من الوزارة بأن أحد أعضاء لجنة مراجعة امتحان الفيزياء يعطي دروسًا خصوصية بمخالفة القانون، وقد تم معرفة ذلك بالصدفة، فإن هذا الأمر لا بد أن يستوقفنا جميعًا. 

ربما كما ذكرت وزارة التربية والتعليم أن تهمة تسريب امتحان الفيزياء لم تثبت على عضو لجنة مراجعة الامتحان الذي يعطي دروسًا خصوصية، لكن المنطق يحدثنا عن شخص خائن للأمانة، فهل مثله يكون ثقة في عدم منح طلابه أسئلة حتى في السر؟ ولماذا توقف الأمر عند هذا الحد ومر كأن شيئًا لم يحدث؟ فقد كان بالأحرى التحقيق مع كل من تسبب في حدوث هذا الخلل الذي يضر بمصلحة الطلاب ويخل بمبدأ تكافؤ الفرص. 

لقد خرجت امتحانات الثانوية العامة 2023 عن المألوف، فشبهة تسريب امتحان الفيزياء أو على الأقل اكتشاف عضو لجنة مراجعة غير أمين يثير شكوك الكثير حول نزاهة العملية الامتحانية، لكن ليت الأمر توقف عند هذا الحد، فقد تسربت نتيجة الثانوية العامة 2023 بشكل كامل وعلى جميع منصات التواصل الاجتماعي قبل الإعلان الرسمي لها. 

وبمجرد إعلان نتيجة الثانوية العامة 2023 وقعنا في شباك العجب، إذ ظهر خلل بين نسب التفوق في المواد التي أعلنتها وزارة التربية والتعليم في بيان رسمي، وأعداد الحاصلين على الدرجة النهائية الموجودة في كشف الإحصائيات. 

فقد أعلنت وزارة التربية والتعليم بشكل رسمي نسبة الطلاب المتفوقين الحاصلين على أكثر من 95 في المائة في كل مادة دراسية، لكن فوجئنا عند فحص إحصائيات النتيجة أن عدد الطلاب الحاصلين على الدرجة النهائية في مادتي الكيمياء والأحياء يزيدون على إجمالي عدد الطالب الحاصلين على ما يزيد على 95 في المائة بحسب بيانات الوزارة الرسمية. 

وربما يبرر البعض بأن وزارة التربية والتعليم ذكرت في البيان الرسمي لها نسبة الطلاب الحاصلين على درجة أعلى من 95 في المائة دون الدرجات النهائية، بالرغم من أن صياغة البيان ذكرت "الحاصلين على أعلى من 95%" أي بشكل مطلق، لكن إن وضعنا هذا التبرير في الاعتبار فإنه يبرز وجود خلل في نتيجة الثانوية العامة 2023. 

فعندما يكون عدد الطلاب الحاصلين على الدرجة النهائية في الكيمياء نحو 38 ألف طالب وطالبة، وعدد الحاصلين على أعلى من الـ95 في المائة يبلغ نحو 11 ألفًا فقط، وعدد الحاصلين على أعلى من 95 في المائة بمادة الأحياء نحو ألف طالب وعدد الحاصلين على الدرجة النهائية نحو 17 ألفًا، فهو دليل قاطع على انحراف نتيجة الثانوية العامة 2023 عن المسار الصحيح. 

لم تقف حالة التعجب عندي بمفردي، فقد تسببت نتيجة الثانوية العامة 2023 في حالة من الذهول لدى أولياء الأمور بعد أن تفاجأوا بنتائج أولادهم التي لا تتفق مع مستواهم العلمي والدراسي، في حين تفوق طلاب كان تقييم معلميهم أنهم دون المستوى، فضلًا عن ظهور كشوف لنتائج عائلات تفوق جميع أبنائهم، ووجود تقارب بين مجاميع الطلاب في اللجنة الواحدة مختلف المحافظات. 

ختامًا.. ربما أصابع الاتهام تلقى تجاه ظاهرة الغش المعتاد حدوثها، لكن من المخجل أن ترتدي وزارة التربية والتعليم ثوب البراءة المطلقة وتتبرأ من كل المشكلات التي تجلت في امتحانات الثانوية العامة 2023، تحت شعار "كله تمام"!