رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتى نلتقي

حين صافحت فريد شوقى للمرة الأولى فى أحد أيام خريف 1980 أذهلتنى دماثة الرجل وطيبته وابتسامته الودود، كما أدهشنى وجهه المشرب بحمرة وباروكة شعره الشبابية رغم أنه كان فى الستين من عمره آنذاك.

حدث هذا اللقاء فى بهو المسرح القومى قبل 43 عامًا، وبالتحديد فى ليلة افتتاح مسرحية (رابعة العدوية) التى كتبها يسرى الجندى وأخرجها شاكر عبداللطيف، وقد لعب أدوار البطولة كل من السيدة سميحة أيوب ويوسف شعبان ورشوان توفيق وناهد سمير وإحسان شريف ونبيل الدسوقى وحمزة الشيمى ووحيد عزت وغيرهم من نجوم المسرح القومى المتميزين.

كان فريد شوقى فى ذلك الوقت واحدًا من أبرز رجال السينما وأهمهم، لا فى مصر فحسب، بل فى العالم العربى أجمع، حتى تجاوزه فطارت نجوميته إلى تركيا ليغدو نجم السينما الأول فى أنقرة وإسطنبول. تخيل.

الحق أن فريد شوقى ظاهرة تستحق عشرات الدراسات والبحوث، (الناقد الشاب سامح فتحى أصدر كتابًا مهمًا عنه)، فالرجل ترك لنا رصيدًا وافرًا فى بنك السينما، كما كان له نصيب معتبر فى بنوك المسرح والإذاعة والتليفزيون.

تذكر معى أدواره المدهشة فى أفلام (الأسطى حسن/ 1952)، و(صراع فى الوادي/ جعلونى مجرمًا/ 1954)، و(الفتوة/ 1957)، و(بداية ونهاية/ 1960)، و(كلمة شرف/ 1971)، و(السقا مات/ 1977) وغيرها، كما تذكر مسرحياته الكوميدية (الدلوعة/ البكاشين/ صاحبة العصمة) وغيرها، وقد شاهدت هذه المسرحيات فى التليفزيون قبل عقود طويلة. كذلك يجب ألا ننسى مسلسلاته التليفزيونية والإذاعية، وكثير منها حقق شهرة مدوية عند عرضها أو إذاعتها.

أما شغفه بالإنتاج وكتابة القصص السينمائية فأكبر مما نتخيل، فقد كشفت مقدمات (تترات) أفلام كثيرة عن فريد شوقى بوصفه المنتج والمؤلف لقصة الفيلم.

اللقاء الثانى مع فريد شوقى والذى أذكره جيدًا كان فى مسرح (متروبول) بوسط البلد سنة 1981، حيث قدم الفنان القدير عبدالرحمن أبوزهرة، رعى الله أيامه ولياليه، مونودراما بعنوان (سهرة مع الضحك)، والمونودراما تعنى أن يقتصر العرض على ممثل واحد فقط. وأشهد أن الأستاذ عبدالرحمن قدم عرضًا كوميديًا بالغ الروعة، حتى أن فريد شوقى الذى اتخذ مقعده فى منتصف الصف الأول لم يتمالك نفسه طوال العرض من الضحك الشديد، وقد جلست خلفه مباشرة فى الصف الثانى أرقب ردود أفعاله، وبعد العرض سألته عن أهم أفلامه التى يعتز بها، لأنشره فى مجلة (أوراق) التى كنا نصدرها آنذاك على نفقتنا.

اللقاء الثالث المهم مع فريد شوقى كان فى جنازة الكاتب الراحل سعد الدين وهبة (رحل فى 11 نوفمبر 1997). ساعتها كنت مكلفًا بتغطية الجنازة لصحيفة البيان الإماراتية. وقفت على مدخل جامع عمر مكرم بميدان التحرير، وجاء فريد شوقى يسير بتمهل وقد بدا أن وحش الشيخوخة ينهب منه حلاوة الحياة، فسألنى من أين، فمددت له يدى ليستند إليها وهو يصعد الدرجات القليلة نحو الجامع، ودار حوار قصير بيننا، وتلك قصة أخرى.

فى ذكرى رحيلك أيها النجم القدير... لروحك السلام.