رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

الحقيقة فين؟.. المجنى عليه فى مواجهة الجانى

بوابة الوفد الإلكترونية

لكل عملة وجهان، ووجها الجريمة جانٍ ومجنى عليه، وبحثًا من جريدة «الوفد»، عن الحقيقة قررت صفحة «وراء الجريمة الأسبوعية»، النزول لطرفى كل قضية وحادث أينما يكونان، للاستماع إلى وجهتى النظر، الجانى والمجنى عليه، ووضع أقوال الطرفين أمام القارئ والحكم له فى النهاية. 

جريمة هذا الأسبوع قضية شهدها مستشفى شبرا العام من 48 ساعة، تسببت فى فقء عين ممرضة بالمستشفى على يد أسرة إحدى المرضى، انتقل محرر «الوفد» لمحل سكن كل من الطرفين للاستماع لروايته والتحقيق فى كواليس الحادث، فإلى التفاصيل:

 

ممرضة شبرا: عينى راحت وحياتى ادمّرت.. مين هيربى ولادى؟!.. عايزة حقى

ممرضة شبرا

مأساة اليوم بطلتها «عائشة» صاحبة الـ27عاما، فمنذا التحاقها بالعمل «ممرضة» وانضمامها لصفوف ملائكة الرحمة- كما يصفون- جعلت لحياتها نظامًا وسيستم معيناً، لكى تتمكن من خلاله من ضبط وقتها والمواظبة على عملها دون التأثير على مهام أعمالها المنزلية وتلبية احتياجات أطفالها وأسرتها..انتهجت «عائشة» نظامها هكذا تواظب من خلالها بين الاثنين دون الإخلال بأحدهما.. تستيقظ  مبكرا لإنهاء أعمال منزلها وأسرتها وتذهب لعملها، وبعد انتهاء موعد عملها تعود مسرعة لبيتها، وخاصة أنها لديها طفل من ذوى الاحتياجات الخاصة يتطلب رعاية ومعاملة  خاصة..

خلال أحد الأيام الماضية لم يمر يوم «عائشة» مرور الكرام، بعدما توجهت إلى عملها بمستشفى شبرا العام «كتشنر»،  تقدم خدماتها المنوطة للمرضى،  وأثناء عملها ضمن طاقم التمريض بالمستشفى، حدث ما لم تكن تتخيل حدوثه، عادت إلى منزلها فاقدة إحدى عينيها (سايحة فى دمائها)، حيث تم التعدى عليها من جانب أحد أهالى المرضى، ولقنوها علقة موت داخل المستشفى التى تحولت بفضل الإهمال وغياب الأمن والرقابة إلى (سويقة).

التقت «الوفد»بعائشة الممرضة (الضحية)، التى تقطن برفقة زوجها وأطفالها داخل شقة متهالكة فوق أسطح أحد العقارات بمنطقة روض الفرج، وسردت تفاصيل المأساة قائلة: منذ أيام قليلة كنت أقوم بعملى كممرضة فى قسم النساء والتوليد مستشفى شبرا العام، وتحديدا فى تمام الساعة 9صباحا دخلت حالة إلى المستشفى للولادة، يسرنا وسخرنا لها كل الإجراءات، رغم أن أوراقهم كانت مش متكاملة، فالأولى إنقاذ المريضة، تمت الولادة (طبيعية) ووضعت الأم جنينها وصحتها بخير، وتم وضع «البيبى» فى  «الحضّانة» لمتابعة حالته الصحية وسلامته، دخلنا الأم فى غرفة المتابعة والملاحظة لوضع محاليل لها وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لها بعد الولادة.

وأضافت عائشة: تفاجأت بأحد أقارب الحالة(بنت عم المريضة) تدعى «سماح» دخلت الغرفة قالتلى: أهو جبنالكم الورق اللى قرفتونا عليه وراحت رمت الفايل بالأوراق فى وشى، قولتلها: دا رد الجميل بعد ما يسرنالكم كل الأمور تعملى كده!!  بعدها فؤجئت بنفس هذه السيدة تطلب استلام «المولود» من «الحضّانة»، وفضلت تزعق فى وشى: «قومى هاتيلى البيبى» بدورها رفضت عائشة طلبها قولتلها «مينفعش مش هقدر أسلمك الطفل دى مسئولية اللى يستلمه أبوه أو أمه»  بعد توقيع وإمضاء أى منهما بالاستلام. 

واستكملت الضحية: لقيتها اقتحمت الحضانة على الرغم من أنه ممنوع دخول الحضانة بتاتًا لأى حد غير الأطباء والتمريض المخصص لذلك، فضلت تزعق فى زمايلى الممرضات المسئولات عن الحضانة، أنا قولتلها أنا هاخد الفايل كله وهدخل للأم فى غرفة المتابعة، صحتها جيدة وهتقدر تمضى وهسلمها ابنها فى غرفة المتابعة، قبل ما أخلص كلامى، اثناء وقوفى على باب غرفة المتابعة، لقيتها بتتعدى عليا وتضربنى هى وأقاربها «شدونى من شعرى ووقعت على الأرض»، وتابعت عائشة: مكنتش دارية بنفسى زميلتى تدخلت عشان تحوشهم عنى ضربوها، وجالها شبه ارتجاج فى المخ.

وتابعت الممرضة المجنى عليها وتنتابها حالة من الحزن والحسرة: المريضة مسكت حامل المحلول وضربتنى به على رأسى، وقريبتها المدعوة «سماح» كملت ضرب فيا وأخرجت آلة حادة من ملابسها ضربتنى بها فى عينى، ما أدى إلى إصابتى بجرح ٣ سم فى عينى، وفقدت عينى اليسرى «على إثر هذه الضربة الغادرة، ووقعت مغمى عليا وسايحة فى دمى»، نقلونى إلى مستشفى الرمد، علمت من الأطباء والتقرير أن الإصابة أثرت على عينى والشبكية ومبشوفش بعينى الشمال.

وأثناء حديثنا مع عائشة انهارت فى البكاء الهيستيرى متحسرة على نفسها وما جرى لها: عايزة حقى.. عينى راحت.. حياتى ادمرت.. ووجهت حديثها للمتهمة: أنا معملتش حاجة عشان تعملى فيا كدة ذنبى إيه أرجع بيتى بعين واحدة والتانية راحت..حرام عليكى..مين هيربى ولادى.

وناشدت عائشة فى ختام حديثها النائب العام المستشار حمادة الصاوى بفتح تحقيقات موسعة فى الواقعة وإنصافها لاسترداد حقها بالقانون من الجناة كما وصفتهم.

والتمست من وزير الصحة إصدار تكليف عاجل بعلاجها، حيث إن عينها تحتاج أكثر من عملية جراحية كما قال لها الأطباء وتابعت: اتمرمطت واتبهدلت فى المستشفيات بقضى اليوم وأنا تعبانة فى التأمين الصحى دون فائدة.

 وظلت تصرخ.. ماليش غير ربنا ينصفنى.. عايزة حقى.. عايزة حقى.. نفسى عينى ترجع زى الأول وأشوف ولادى..أنا معايا طفل معاق مين هيربيه وياخد باله منه!.    

المتهمة بفقء عين ممرضة شبرا: ننتظر تفريغ كاميرات المستشفى والمخطئ ينال جزاءه

داخل ممر ضيق يكفى بالكاد لمرور شخص واحد متفرع من شارع السيدة عائشة التابعة لمنطقة الشرابية بالقاهرة، يقع منزل أسرة «سماح» المتهمة بالتعدى على ممرضة مستشفى شبرا، وإحداث إصابتها فى عينها، وحرصا من جريدة «الوفد» على الحياد والمهنية التقت بالطرف الثانى للواقعة وتدعى «سماح» والتى نفت تعديها على الممرضة والتسبب فى إصابتها بفقء إحدى عينيها.

وروت «سماح» تفاصيل الواقعة قائلة: روحت مع بنت عمى «بوسى» مستشفى شبرا العام عشان أقف معاها واكون فى ظهرها وهى بتولد وأطمن عليها، بنت عمى دى غلبانة خالص يتيمة (أبوها وأمها متوفيان) ملهاش حد غيرى وبعتبرها أختى، وعن تفاصيل المشاجرة داخل حرم المستشفى تابعت سماح: بعد ما بنت عمى ولدت دخلوها غرفة للملاحظة والمتابعة، وأنا كنت عايزة أدخل أطمن عليها وخاصة أنى عرفت أنها كانت تعبانة وعندها نزيف، وعندما طلبت من الممرضات «عائشة» وزميلاتها رفضن يدخلننى لها، فضلت أصرخ وأرجوهن «دخلونى لبنت عمى أطمن عليها حرام عليكم»، وتابعت: مرضيوش يدخلننى قلن لى ممنوع، وعليها نشبت مشادة كلامية بينى وبين الممرضة عائشة، تحولت إلى خلاف ومشاجرة وتشابك بالأيدى، ضربتنى هى وزميلاتها، حاولت الدفاع عن نفسى.

ونفت سماح ضربها للممرضة بآلة حادة، كنت بدافع عن نفسى، وتابعت: بعد ما شدونى من شعرى وقعت على الأرض ضربننى وتدخلت إحدى أقاربى عشان نفس المشكلة وفضلت تشيلنى منهم وتبعدنى عن الضرب، مكنش معايا غير تليفونى مسكته فى إيدى وبدافع به عن نفسى، وأضافت: مدرتش بنفسى غير لما الشرطة جاءت إلى المستشفى وخدونا على القسم وحررنا محضراً بالواقعة والعرض على النيابة والإجراءات القانونية واستجوبنى وكيل النيابة وقلتله: أنا مضربتهاش بآلة حادة هما اللى ضربونى. 

وقالت «بوسى»: روحت مستشفى شبرا عشان أولد وبعد ما ولدت دخلونى غرفة للمتابعة العلاجية.. كنت نايمة تعبانة على السرير مش حاسة بالدنيا فى المستشفى، واتفاجأت بصراخ وصوت عال فى طرقة المستشفى عرفت أن الممرضات تعدوا على بنت عمى ومعاها أحد أقاربنا، ونفت تعديها أو مشاركتها فى التعدى على الممرضة مستنكرة «إزاى يا أستاذ أنا لسه خارجة من العمليات وغرفة الولادة وعندى نزيف وهقدر أقف على رجلى وأتخانق!!».

وقال زوج (بوسى) الحالة المريضة: إحنا ناس غلابة وملناش فى المشكلات أنا خرجت أجيب ورق من البيت كان ناقص (قسيمة زواج)، رجعت لقيت المشكلة والخناقة، مطالبا بتفريغ كاميرات المراقبة «فرغوا الكاميرات هى اللى هتحكم بينا وهتبان من ضرب مين والمخطئ ينال جزاءه»، كما التمس من جهات التحقيق بعرض بنت عمه «سماح»على الطب الشرعى لإعداد تقرير بإصابتها. 

وفى وقت سابق، كانت جهات التحقيق بالقاهرة، قد قررت إخلاء سبيل المتهمة بفقء عين ممرضة مستشفى شبرا العام، إثر مشادة نشبت بينهما، ادعت فيها المجنى عليها بقيام المتهمة بالتعدى عليها بآلة حادة بعد منعها من اصطحاب طفل من داخل المستشفى لعدم كونها قريبة من الدرجة الأولى له.