عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شنت صحيفة فورين بوليسى الأمريكية والتى تُعد من كبريات الصحف العسكرية الاستخباراتية داخل الولايات المتحدة هجومًا على مصر ورئيسها؛ وذلك من خلال مقال منشور بتاريخ 2 يوليو يحمل مانشيت «دروس مستفادة للربيع العربى القادم» والذى يقدم قراءة مشوهة للأحداث التاريخية، التى شكلت مستقبل البلاد، مدعيًا أن أوباما أعطى الجيش المصرى الضوء الأخضر للإطاحة بـ «أول رئيس منتخب ديمقراطيًا فى البلاد» مطالباً الإدارة الأمريكية بعدم تكرار هذا الخطأ إذا تكررت أحداث الربيع العربى مرة أخرى. للأسف هذا الهجوم ليس الأول ولن يكون الأخير، حيث إن هذه المجلة غير المهنية تتعمد دائمًا التدخل فى الشأن المصرى وتنشر الشائعات بقصد إثارة البلبلة بين النظام ومواطنيه لصالح جماعة إرهابية حكمت مصر عامًا واحدًا فأحدثت بها خرابًا لن تكفى مائة عام لإصلاحه. عندما تقرأ مانشيت المقال المشبوه داخل هذه الجريدة يتأكد لك من أول وهلة أن من يكتب هذه الكلمات ما هو إلا مجرم موجه يريد نشر سمومه، وليس بكاتب يريد نشر العلم والمعرفة، ماذا يقصد كاتب المقال عندما يكتب عنوانا يحمل اسم (دروس مستفادة للربيع العربى القادم)؟ هل هذه رسالة إلى من يهمه أن تحدث فوضى فى مصر خلال الفترة القادمة بأن يستعد ويجهز نفسه ويربط أحزمته، أم أنها رسالة تهديد للرئيس السيسى ونظامه إذا لم يستجب لمطالبهم والوقوف فى صفهم عليه بأن ينتظر ثورة على نظامه كما حدث لمن سبقوه خصوصا بعد أن أعلن السيسى وقوفه وتضامنه مع روسيا العدو اللدود لأمريكا؟ أرى هذا المقال المسموم الخالى من المصداقية ما هو إلا تلميع لجماعة إرهابية ومحاولة قذرة لإيقاظ أتباعها كى ينشروا الفوضى والشغب من جديد فى دولة باتت مستقرة، دولة تبنى نفسها بسواعد أبنائها المخلصين وفى نفس الوقت تُطهر أرضها من الخونة والمجرمين. 

هذا الهجوم فى هذا التوقيت بالذات يثير الشكوك لدى أى صاحب عقل بأن ثمة رسالة مشحونة بالغضب وليس بالعتاب تريد واشنطن أن تبعث بها للرئيس للسيسى الذى بات اليوم حليفًا وصديقًا مقربًا من موسكو، والذى تتهمه دوائر القرار السياسى الغربى بأن للتقارب المصرى مع موسكو أثره البالغ على نفسية دول الجوار بالذات السعودية والإمارات العربية، اللتين ولأول مرة تتمردان على السياسة الأمريكية، وذلك بفتح علاقات مع روسيا والمصالحة مع إيران.

هذا بالإضافة إلى بعض القضايا الأخرى، لجأت واشنطن إلى أسلوبها المعتاد فى بعث رسائل التهديد ناحية من تراهم تمردوا عليها، أسلوبها هذا هو الذى كان الرئيس الأمريكى السابق ترامب يعبر عنه بصورة مباشرة فى خطاباته كلما أراد بعث رسالة إلى الشرق الأوسط وبالذات نحو دول الخليج العربى، والأمر الذى يؤكد تعمد الصحيفة وارتباط ما ينشر فيها تجاه مصر بالذات مع دوائرها الاستخباراتية ومع مهندسى السياسة فى واشنطن، وإذا كان عندنا بعض الشك فيما ذكرنا، أصبحنا اليوم متأكدين تمام التأكد من صدق ما ذكرناه وذلك بعدما رفضت تلك المجلة نشر رد وزارة الخارجية المصرية على ما هو مكتوب داخلها حاولت من خلاله الوزارة التعليق على ما ورد فى المجلة لترفض الأخيرة وتماطل فى نشر الرد المصرى أكثر من مرة، مما دفع الخارجية المصرية إلى نشر الرد فى وسائل الإعلام المصرية، وعبر منصات مواقع التواصل الاجتماعى مسنودا بالتوضيح الذى تطرق إلى رفض المجلة الأمريكية نشر الرد وتخليها عن أهم مبادىء مهنة العمل الصحفى وهو كفالة حق الرد بموجب القوانين والأعراف الصحفية المتعارف عليها على مستوى العالم. 

قد يكون ما قامت به هذه الجريدة مجرد مناورة على شكل تهديد، لكن لا يُستبعد أبدا أن تكون هذه رسالة إلى الخوارج كى يخرجوا من جحورهم ليكونوا أداة تستخدمها أمريكا لتنفيذ تهديدها ووعيدها للرئيس السيسى ونظامه إذا لم يعدل عن السير فى الطريق الذى يسلكه منذ فترة هو ومن معه، والذى يراه السيد  الرئيس طريقًا للحرية الحقيقية وذلك بالتخلص من وصايا أمريكا التى تفرضها على الدول خصوصا دول الشرق الأوسط، ونؤكد لمن وراء هذه الجريدة أن مصر ستظل رمزا للتضامن العربى وستظل رأس حربة الأمة العربية ورمانة ميزانها وخط الدفاع الأول وحارس عرينها مهما كاد لها الكائدون، كما نؤكد على أن عودة الجماعة الإرهابية لن يحدث إلا على جثثنا. مصر لها جيش يحمى أرضها وجيش مصر له شعب يقف وراءه ويدعمه، فموتوا بغيظكم لا تشغلنا أبواقكم. 

حفظ الله مصر جيشا وشعبا وقيادة