رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إن التعود يلتهم الأشياء، فحين يتكرر ما نراه نستجيب له بشكل تلقائى كأننا لا نراه، حيث لا تستوقفنا التفاصيل المعتادة كما استوقفتنا فى المرة الأولى، فنمضى وتمضى الحياة كأنها لا شيء، فليس أضر على الإنسان من التعود على النعم، فحين يألف الإنسان النعم وكأنها ليست نعمًا هنا يفقد الإنسان الإحساس بها، وكأنها حق مكتسب. فعلينا ألا نجعل الحياة ترغمنا على أن نألف النعم ونتعود عليها، بل يجب علينا أن نألف الحمد والشكر، فإن الشكر يحبس النعم كما قال تعالى «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ «فَأَنَّىتُؤْفَكُونَ» الآية 3 سورة فاطر، وقال تعالى «لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ».. الآية 7 سورة إبراهيم.

كثيرًا ما تعترينا الهموم والأحزان بسبب زوال النعم وفقد ما كنا نرجو بقاءه كالأهل والمال وغيرهما، والإنسان فى هذه الحالة يحتاج إلى ما يضمد جراحه ويداوى أحزانه، وهنا لابد للإنسان أن يتسلح بسلاح الصبر والدعاء كما قال تعالى «وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ» الآية 45 سورة البقرة.

إن نعم الله لا تعد ولا تحصى، وهذه النعم جميعًا لا تجتمع لأحد وإنما جرت سنة الله سبحانه وتعالى فى خلقه أن يرزق من يشاء بما يشاء من نعمه، بحيث يكون الإنسان راضيًا وقانعًا بما رُزق، ولا ينبغى للمرء أن ينظر فى النعم إلى من هو فوقه، وإنما ينبغى أن ينظر إلى من هو دونه، فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «انْظُرُوا إلى مَنْ هو أَسفَل مِنْكُمْ وَلا تَنْظُرُوا إلى مَنْ هُوَ فَوقَكُم؛ فهُوَ أَجْدَرُ أن لا تَزْدَرُوا نعمةَ اللَّه عَلَيْكُمْ».

إن رحلة الحياة ابتلاء، فالدنيا دار ممر وليست دار مقر، فعلينا أن نأخذ العبرة من أسلافنا ونقرأ التاريخ لكى نحصن أنفسنا فلقد مر آباؤنا وأجدادنا فى حياتهم بظروف قاسية ولكنهم صبروا وشكروا فجزاهم الله على صبرهم وزادهم الله لشكرهم.

إن الطاقات البشرية لا حدود لها، إذا أُحسن استخدامها واستغلالها أتت بكل خير، والدولة لا يمكن أن تتقدم، وأن تأخذ مكانها بين الأمم إلا بسواعد أبنائها، فعلينا أن نكون على قلب رجل واحد حتى تسير القافلة إلى هدفها ولا يتخلف منها أحد حتى لا يهلك، فالذئب يأكل القاصية من القافلة والصحراء شاسعة والظروف قاسية والهدف عظيم والسفر بعيد، فعلينا أن نجمع طاقاتنا حتى نتقدم إلى الأمام ونعبر هذه الظروف الطارئة بإذن الله. والتاريخ يذكرنا أن مصر العظيمة قد مرت فى عصورها المختلفة بظروف قاسية ولكنها بفضل الله ثم بسواعد أبنائها قد عبرت إلى بر الأمن والأمان. إنها مصر العظيمة والعصية على المحن.