رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تناولنا فى المقال السابق عدة عوامل كانت منها الأسباب الحقيقية لبداية نهوض المملكة كقوة ‏إقليمية وعالمية، والتى تمثلت فى القرارات الشجاعة والقوية لسمو الأمير محمد بن سلمان، أما ‏السؤال الأهم فهو كيف تخلصت المملكة من دولاب الجهاز الحكومى البيروقراطى المستمد ضمنيا ‏من الهيكل الوظيفى من الجهاز الحكومى المصري؟

تلك هى المعضلة الكبيرة التى تواجه القيادة السياسية المصرية فى مشوار التنمية التى تحاول ‏القيام به؛ لأن دولاب الجهاز الحكومة المصرى بمثابة عقل جمعى صلب منفصل تمامًا عن ‏الثورة العلمية ومشتقاتها المختلفة التى تعمل من خلالها أنظمة الحكم فى كل دول العالم، فلا ‏يعقل أن يقود ذلك العقل الصلب المتجمد أى عمل للتنمية لأنه يمثل مكمن مشاكل مصر ‏وأوجاعها، ومن هنا سنطرح ما قامت به السعودية من خطة عمل ممنهجة وقوية كإحلال ‏وتجديد للتخلص من بيروقراطية وعتاقة دولاب الجهاز الحكومى القديم.

قامت رؤية المملكة 2030 على عدة محاور عملية لقيادة العملية التنموية بكل مكوناتها ‏والعمل عن تنوع مصادرها، ولا يمكن القيام بذلك فى ظل بيروقراطية جهاز حكومى مترهل ‏متشبع بالتراخى والإهمال كما هو فى مصر الآن، فوضعت خطة «الجودة ‏الإدارية» التى كان من ضمن أهدافها التحول الكلى فى كل قطاعات الدولة إلى العمل بالرقمنة ‏والحوكمة، وللتحول إلى ذلك لا يمكن الاعتماد على عنصر بشرى داخل دولاب أجهزة الدولة ‏البيروقراطية؛ لأنه بدوره سيقاوم ذلك ويكون عائقًا كبيرًا أمام التطبيق.

ولذلك اعتمدت الرؤية على خطة عمل رائعة قائمة على التوليد والتبديل، وقد ‏نجحت نجاحًا كبيرًا، وأتمنى أن تقتدى بها مصر، فقد قامت المملكة بتكوين شركات ‏ومؤسسات عمل شبه حكومية بعيدًا عن لائحة العمل والأجور التى تقود أجهزة الدولة ‏الحكومية، فكل الوزارات والهيئات الحكومية أسست لها شركات وهيئات شبه حكومية ‏تضم شبابًا من أجيال الثورة الرقمية أصحاب الخبرات والكفاءات الكبيرة، يكون دور تلك ‏الشركات والهيئات المساعدة بأداء دور الوزارات الهيئات الحكومية بشكل علمى مخطط له.

‏ومع مرور السنوات بدأ يتقلص ويتراجع دور البيروقراطية الحكومية ويتسع دور المؤسسات ‏شبه الحكومية لتحتل وتتواجد فى المكان القديم، وتنصهر كل مؤسسات المملكة فى القطاع الخاص ‏والعام داخل الحوكمة والرقمنة التكنولوجية، ومعها اختفت كل مسببات البيروقراطية واختفت ‏مظاهر الفساد بكل مشتقاته وأنواعه، مع تراجع وتحجيم دور العنصر البشرى.‏

والان تنطلق المملكة نحو القمة عن طريق رؤية 2030 والشق الاقتصادى فيها القائم على ‏تحويل الرياض إلى مركز مالى واقتصادى للشرق الأوسط، وبالفعل بدأ رجال الأعمال ‏يتوافدون على المملكة بعد أن وجدوا فيها كل متطلبات الاستثمار الآمن، ومشروع ‏نيوم التاريخى وما سيمثله من نقلة قوية وكبيرة ليس للمملكلة فقط بل لكل دول المنطقة، لما ‏يمثله من فكر مستقبلى سيحكم العالم، والقائم على متطلبات الطاقة النظيفة مع متطلبات ‏مكونات الذكاء الاصطناعي، وقد صرح رجل الأعمال المصرى الشهير سميح ساويرس ‏بتطلعه لتنفيذ مشروع على غرار مدينة الجونة المصرية فى المملكة.

ولمن لا يعلم فإننى ابن شركة أوراسكوم للتنمية السياحية المملوكة لرجل الأعمال المصرى ‏سميح ساويرس والتى قامت بإنشاء مدينة الجونة فى مصر وسويسرا، وكان لى شرف ‏الاشتراك فى إنشاء مدينة الجونة بمصر، وقد عملت بها فى بداية حياتى منذ عام 1994 إلى ‏عام 2000 تقريبا كمدير للموارد البشرية بمواقعها العملية، وما أود طرحه أن تلك الشركة ‏لما تمتلكه من عنصر بشرى وخبرات عملية هى من أفضل الشركات فى العالم، ووجودها فى ‏السعودية سيكون إيجابيًّا ومؤثرًا لما تمتلكه السعودية من معطيات عملية ستستفيد من خلالها ‏أكبر استفادة عملية من إمكانيات تلك الشركة العملاقة والتى أجزم أن المملكة ستعمل من ‏خلالها على توطين خبرات وطنية فى ذلك المجال، وستوفر لها المناخ الملائم لتكون قاطرة ‏صناعة السياحة فى المملكة.‏

[email protected]