رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

فى يونيو 2006 خرجت علينا كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة بمصطلح جديد وغريب لم نسمع عنه من قبل، وهو مصطلح الشرق الأوسط الجديد.. لم يكن هذا المصطلح مجرد جملة عابرة فى مؤتمر صحفى، ولا كلمات دبلوماسية متناثرة خرجت ضمن تصريحات اعتادت الوزيرة عليها فى إطار عملها الدبلوماسى، ولكن الذى حدث كان شيئًا آخر، فالمصطلح كان بداية لمشروع جديد لتدمير الشرق الأوسط، ويمثل امتدادًا لمشروع سايكس بيكو الذى أطلقوا عليه مشروع الشرق الأوسط الكبير.

مصطلح رايس كان يحمل العديد من الرسائل وقت إطلاقه خاصة فيما يتعلق بالمكان والزمان، فقد دشنت الوزيرة الأمريكية مشروعها من تل أبيب ليكون امتدادًا لمشروع الشرق الأوسط الكبير، وفى ذلك دلالة على أنه سرطان جديد فى جسد الشرق الأوسط الضعيف والهزيل، وفى نفس الوقت يمثل شريان الحياة لإسرائيل، فهو مشروع هدم للكيان العربى فى المنطقة.

قالت رايس فى مؤتمرها الصحفى: إن ما نراه هنا يجسد ألم المخاض لشرق أوسط جديد. وكانت تتحدث عن تدمير لبنان بالهجمات الإسرائيلية الغادرة لسلاح الجو الإسرائيلى.

دشنت كونداليزا رايس مشروعها وبعد عامين والنصف تركت منصبها وعادت إلى الجامعة، لكن مشروعها لم يتوقف يومًا واحدًا.. تدمير وخراب ودمار وهدم للأوطان، والغريب أن هذا كله كان بأيدينا نحن من خلال ثورات مدمرة أطلقوا عليها ثورات الربيع العربى.

ذهبت كونداليزا وبقى مشروعها الذى هو فى الحقيقة مشروع أمريكا وإسرائيل.. ذهبت الوزيرة الأمريكية وأكمل الآخرون رسالتها من ضياع دول كانت آمنة مطمئنة حتى أصابتها لعنة كونداليزا ومن سار على نهجها من قادة الولايات المتحدة الأمريكية.

سقطت الدول العربية التى شملها مشروع الشرق الأوسط الجديد الذى جرى تنفيذه بتخطيط أمريكى وتنفيذ مشترك مع قادة أوروبا.

كان هذا فى السابق، أما اليوم فقد عاد مشروع الشرق الأوسط الجديد ولكنه مختلف تمامًا عن مشروع كونداليزا رايس، إنه مشروع بناء لا هدم، مشروع قوة ووحدة للأوطان وليس تفرقًا وضعفًا، مشروع نهضة وليس مشروع سقوط وتدمير، مشروع لتحقيق السلام والأمن والاستقرار وليس مشروعًا للفوضى والخراب والدمار.. مشروع يحقق الرخاء والازدهار وليس الفقر والجوع والهوان.. مشروع يجرى تنفيذه من خلال قوى إقليمية جديدة بدأت تتشكل بعد أفول النفوذ الأمريكى الأوروبى فى المنطقة.

المشروع يسير بخطى ثابتة رغم بعض المعوقات التى يحاول البعض وضعها على الطريق من خلال الترويج لبعض النظريات القديمة التى لم يعد لها وجود وأصبحت جزءًا من الماضى. المشروع يسير فى طريقه رغم عبارات اليأس التى تتردد بين الحين والآخر، والتى تحاول أن تصور الولايات المتحدة على أنها قوة لا تغيب وأنه لا بديل عن العيش فى كنفها، ونسى هؤلاء أن قوة الولايات المتحدة والغرب ترجع أساسًا إلى ضعفنا واستسلامنا من ناحية وغياب التكتلات العالمية من ناحية أخرى.

إن ما يحدث الآن من تسوية الخلافات بين دول المنطقة وفتح آفاق جديدة والانفتاح على تكتلات إقليمية مؤثرة يمهد الطريق أمام شرق أوسط جديد يصلح ما أفسده الآخرون ويحقق طموحات وآمال الشعوب العربية.