«أصل الحكاية».. دراما تشرح المجتمع المصرى بجرأة محمد أمين

يعود المخرج محمد أمين للسينما من جديد بفيلم «أصل الحكاية» والذى يقدم فيه دراما كوميدية اجتماعية، تتمحور حول عائلة تضم أكثر من فرد وكل منهم يعانى مشكلة معينة وتكشف الأحداث ما سيحدث لكل فرد منهم بجرأة، والفيلم هو تجربة جديدة من تجارب المخرج والكاتب الكبير محمد أمين البارع فى تشريح القضايا الاجتماعية من خلال تشريح لطبقات المجتمع المصرى، حيث يناقش عدة قضايا منها العنوسة وتعدد العلاقات والختان.

ما يقرب من عام ونصف العام قضاها أمين فى التحضير لتجربته الجديدة، قبل أن يبدأ التصوير نهاية مايو الماضى، وحرص خلالها على طرح قضية جديدة حول ردود فعل الإنسان العربى تجاه الغرائز الأساسية عند الإنسان بشكل كوميدى، وما هى تصرفاته وأزماته وكيفية علاجها.

وعلق المخرج محمد أمين، على تجربته الجديدة قائلاً إنّ فيلم «أصل الحكاية»، يختلف نوعًا ما عن أفلامه السابقة، إذ أنّ الأحداث لا تدور فى توقيتٍ واحد، أو موقع تصوير مُحدد، موضحًا أنّ الفيلم اجتماعى لايت ولا يعتبر كوميديا سوداء، ولكن به بعض من الكوميديا.

وحاول تناول كل أعماله لكوميديا سوداء قال: «لا أشترط أن يتضمن العمل الكوميدى «الإيفهات»، لكنه يكون اجتماعيًا لايت، وبالتالى لا يجوز معالجته إلا بهذه الطريقة الكوميدية الطريفة، والأمر نفسه بالنسبة للجرأة فى مناقشة الأعمال، ومن بينها فكرة فيلم «أصل الحكاية» التى تحمل تناولًا جريئًا إلى حد ما، لكن جرى تحضيره بطريقة يتم استيعابها من قِبل الجمهور، لا سيما أنه يطرح موضوعًا اجتماعيًا مهمًا».

وأضاف محمد أمين أنّ الميزة الموجودة بالمشروع، أنه يضم 13 بطلاً، والذين يملكون خبرات ضخمة فى الكوميدى والتراجيدى، بجانب مجموعة من الأطفال والشباب، إذ لدينا رغبة فى تقديم قضية ما من خلال فيلم سينمائى يهم الجمهور، وبشكلٍ مسلٍ وليس مُعتم.

وأضاف أنّ مُشاركة هذا العدد من النجوم فى فيلمٍ واحد، ليس أمرًا سهلًا وشديد الصعوبة، لا سيما فيما يتعلق بتنسيق المواعيد وجمعهم فى توقيت واحد، خاصة وأن تصوير العمل يتم فى فصل الصيف، فى فترة الاجازات، متابعًا أنّ مشاركة هذا العدد من النجوم يُعطى نوعًا من الثراء للعمل.

وأضاف أن كل فريق العمل اخترتهم بعناية شديدة وجارٍ اختيار أسماء أخرى من بينهم، خالد الصاوى، وشيرى عادل، وبيومى فؤاد، وهالة فاخر ومحمود حافظ، وحمزة العيلى، يوسف عثمان، عابد عنانى، وائل الترك، علاء مرسى، محمد محمود وعدد آخر من الفنانين.

واشتهر المخرج محمد أمين بتقديم الكوميديا السوداء فى أعماله السينمائية، حيث قدمها فى أفلام «فيلم ثقافى» بطولة أحمد رزق، أحمد عيد، فتحى عبدالوهاب وروبى عام 2000، وفيلم «ليلة سقوط بغداد» بطولة أحمد عيد وبسمة وحسن حسنى عام 2005، وأيضاً فيلم «بنتين من مصر» بطولة زينة وصبا مبارك، «فبراير الأسود» بطولة خالد صالح، طارق عبدالعزيز، ميار الغيطى وأمل رزق عام 2013.، و«التاريخ السرى لكوثر» الذى توقف تصويره دون سبب،وأخر اعماله فى السينما العام قبل الماضى خلال فيلم 200 جنيه والذى شارك فى بطولته مجموعة كبيرة من النجوم، وعلى رأسهم إسعاد يونس، أحمد السقا، ليلى علوى، أحمد آدم، أحمد رزق، هانى رمزى، خالد الصاوى، بيومى فؤاد.

وعلى جانب آخر، أبدت الفنانة شيرى عادل، حماسها الشديد للمُشاركة فى الفيلم حيث تجسد شخصية فتاة على استعداد للتنازل عن اى شىء فى مقابل تنفذى وجهه نظرها، وقالت، كان لدى رغبة منذ سنواتٍ طويلة بالعمل مع المخرج محمد امين فهو مخرج خاص، وصاحب وجهة نظر خاصة جدًا، ويُقدم الفيلم بطريقة مُختلفة، لذلك أعتبر تعاونى معه بمثابة حلم وتحقق.

وشددت شيرى عادل، على أهمية القضية التى يتناولها الفيلم مشيره الى إنّه يُناقش قضية مهمة من وجهات نظر كثيرة ومختلفة، من خلال عائلة كاملة وكل فرد منهم ينظر للحياة من وجهة نظر مختلفة عن الآخر، مُشيدة باللغة المكتوب بها العمل والكوميديا التى يتناولها المؤلف محمد أمين مشيرة إلى أن الجمهور سيتفاعل مع الفكرة بطريقة جيدة.

الفنان بيومى فؤاد أكد أن ما جذبه للعمل هو المؤلف والمخرج محمد أمين، بعد ما وجد السيناريو مختلفًا عن أعماله السابقة التى قدمها، بالإضافة إلى اختلاف دوره أيضًا، الذى تم كتابته بطريقة مميزة، ويقول: «لمست أن المخرج لم يتعجل فى كتابة السيناريو وتأنى فى كل التفاصيل، وهو ما يظهر أيضًا فى اختياراته للممثلين فى الفيلم؛ لأن كل شخص منهم ملائم لدوره، وأجسد شخصية «صلاح» وهو كبير العائلة ولديه ابنة يحبها ويخاف عليها كثيرًا، كما يحب أشقاءه إذ تربطه بعائلته علاقة وطيدة».

ويضيف بيومى الفيلم دراما واقعيه تحتوى على الكوميدى والأكشن والتراجيدى، من الطبيعى أن كل الأفلام والمسلسلات الاجتماعية يكون فيها مواقف مضحكة، أنا ضد الضحك الذى يتم حشوه فى المشاهد الجادة أو التراجيدية واعتبره استخفافًا بعقل المشاهد، وهناك مواقف كوميدية فى حياتنا ولا نقول الإفيهات فيها، وبالتالى أدعم الكوميديا التى تصنعها الحالة نفسها».

وأشار التحدى فى الفيلم يكمن فى جمع كل هؤلاء الممثلين فى عمل واحد، وكيفية أن يكون كل واحد فيهم مختلفًا عن الآخر.

وقال محمود حافظ، ان المخرج والمؤلف محمد أمين وضعه فى منطقة مختلفة تماماً، من خلال الشخصية الجديدة التى يقدمها فى الفيلم، مشيرا انه سبق وتعاون معه فى فيلم 200 جنيه، مؤكداً مين ليه طبيعة خاصة فى أفلامه، وقضاياه مختلفة عن اللى بنشوفها على الساحة، ويقدر يطلعنى مختلف.

وأضاف أنه تعلم منه فى تجربتهما السابقة 200 جنيه قيادة التريلات الكبيرة بنفسه، وقال كنت متخوف جداً وأنا أسوق آلة كبيرة، ومن المقرر أن يعرض الفيلم نهاية العام الحالى فى موسم رأس السنة.