رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

مراجعات

على وَقْع الذكرى السابعة عشرة لهزيمة «إسرائيل» في يوليو «تموز» 2006، على أيدي المقاومة اللبنانية، خلال حرب الـ33 يومًا، يعيش «الكيان الصهيوني» على صفيحٍ ساخن، يُنْذِر بنشوب حرب أهلية، قد تندلع في أي وقت.

توترٌ متصاعدٌ بين أنصار معسكري «اليمين واليسار»، في ظل استمرار تظاهرات حاشدة، رافضة للتعديلات القضائية التي تنوي «حكومة نتنياهو» تمريرها، وأحداث أخرى كاشفة، بدءًا برفض مئات جنود الاحتياط التطوع، ومرورًا بتراجع شعبية الحزب الحاكم «الليكود»، وليس انتهاءً باتساع الهوة بين «إسرائيل» وأمريكا.

أحداث ساخنة، لم تهدأ منذ شهور، رغم محاولة «القيادة الصهيونية» إشغال الرأي العام الداخلي، بالاعتداء الوحشي على جِنين، وغضّ الطرف عن استمرار تكرار اقتحام المستوطنين باحات الأقصى، ونزع ملكيات أراضٍ، وهدم بيوت الفلسطينيين أو الاستيلاء عليها.

ورغم محاولات الكيان المحتل امتصاص حِدَّة تلك الأحداث، بالتعتيم على ما يجري داخل فلسطين المحتلة، إلا أن الواقع يبرهن على أن زَخَم المعارضة «الإسرائيلية» بات أكثر تشدُّدًا وشراسة، الأمر الذي يجعل دولة الاحتلال تعيش حالة غليان وفلتان، غير مسبوقتين.

نتصور أن تلك الأحداث كاشفة لاستشراف مستقبل هذا «الكيان»، الذي نراه «أوهن من بيت العنكبوت»، حيث إن تصاعد الاحتقان، يعطي مؤشرات قوية لأزمة حقيقية، تصل إلى مرحلة الفوضى، قد تؤدي إلى حرب أهلية مقبلة لا محالة.

المشهد في «إسرائيل» وصل إلى نقطة اللاعودة، بعد الانقسامات العميقة، والشرخ السياسي والمجتمعي الداخلي، وربما العُزلة الخارجية ـ إلى حدٍّ كبير ـ التي تزداد ألمًا وفجيعة مع ذكرى الهزيمة الساحقة في حرب يوليو «تموز» 2006.

تلك الحرب التي مرَّ عليها سبعة عشر عامًا، كانت بحق نقطة تغير مهمة في الصراع الوجودي، العربي ـ الصهيوني، على خلفية قتل «حزب الله» اللبناني، 4 جنود «إسرائيليين»، وأَسْر جنديين آخرين.

اللافت آنذاك أننا تابعنا بعض الأنظمة والأقلام تتبارى في تثبيت وَهْم أن الكيان الإسرائيلي قوة لا تُقهر، وأن جيشه قادر على الفتك بمَن يريد، وفي أي مكان، وأن لا عاصم من أمره إلا من استسلم.. وهي أقوالٌ توارت مع تحقق «الوعد الصادق» للمقاومة.

لقد أثبتت وقائع الصمود الأسطوري للأبطال المقاومين أن مقولة «الجيش الذي لا يُقْهَر» مجرد وَهْم، بحسب ما أكده تقرير «فينوجراد»، الذي كرَّر كلمة «فشل» 156 مرة، خلال التحقيقات التي تلت حرب «تموز»، لتطيح بالحكومة ورئيسها إيهود أولمرت إلى مزابل النسيان.

أخيرًا.. نعتقد أن «الكيان الإسرائيلي المحتل» سيظل عدوًا هشًا، ولن تنقذه اتفاقيات سلام أو معاهدات أو تطبيع، وستظل مقاومته هي الخيار الأنجع؛ لأن المقاومة ثمنها دائمًا أقل من ثمن الخضوع، خصوصًا أنها ما أوْهَنَها قصفٌ ولا أخْضَعَها حصار. 

فصل الخطاب: 

يقول «تشي جيفارا»: «لستَ مهزومًا.. ما دمتَ تقاوم».

[email protected]