البنك المركزى يفتح باب الترخيص للبنوك الرقمية

الرقمنة آمنة.. وتناسب احتياجات فئات المجتمع

تجلس فى مكانك، بيتك، سيارتك، مكتبك، تجرى عمليات مصرفية متعددة مثل: فتح حساب، الحصول على قرض، تحويل الأموال، دون أن تذهب لفرع البنك أو تتكبد عناء المواصلات أو الزحام.

فتح البنك المركزى المصرى الباب للترخيص للبنوك الرقمية، وذلك بعد أكثر من عامين من صدور القانون. فما البنوك الرقمية وماذا تقدم وكيف سنتعامل معها؟ وهل ستكون آمنة؟

البنك الرقمى؛ هو بنك يقدم خدمات مصرفية عبر القنوات أومنصات رقمية باستخدام التقنيات التكنولوجية الحديثة، فدخول عالم الرقمنة والذكاء الاصطناعى ليس خياراً، وإنما أصبح إلزاماً على كل الدول، حتى تستطيع مواكبة التطورات العالمية فى صناعة التكنولوجيا المالية وتلبى احتياجات العملاء بالسوق المصرى.

ويؤكد البنك المركزى أن الترخيص للبنوك الرقمية يدعم تحقيق رؤية الدولة للتحول إلى مجتمع أقل اعتماداً على النقد، كما يعمل على تعزيز الشمول المالى، وخلق مناخ داعم لصناعة التكنولوجيا المالية، حيث تقوم البنوك الرقمية بتطوير وإتاحة المنتجات والخدمات المصرفية بشكل متميز عن بعد وبجودة عالية تتناسب مع احتياجات كل فئات المجتمع، بما فيها الشركات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة وفئة الشباب، بهدف تيسير الحصول على هذه المنتجات والخدمات بطريقة سريعة وسهلة.

وماذا تقدم؟ ستقدم البنوك الرقمية كثيراً من وظائف البنوك التقليدية مثلاً: فتح حسابات جارية أو توفير والسحب النقدى والإيداع وإدارة الحسابات والفواتير، وأيضاً التمويل مثل القرض الشخصى أو تمويل السكن أو السيارة. كما تقوم بتمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة متناهية الصغير.

كيف ستعمل البنوك الرقمية؟ البنوك الرقمية ليست اختراعاً مصرياً، وهى موجودة فى دول متعددة من العالم ووفقاً لموقع «عربية نت» فقد تصدر بنك Nubank مقره البرازيل البنوك الرقمية العالمية الأكبر خلال عام 2021، بعد سجل تقييمه نحو 25 مليار دولار. وتأسس بنك Nubank عام 2013، ويبلغ عدد عملائه حالياً نحو 35 مليون عميل. فى المرتبة الثانية جاء بنك Chime الذى تأسس بالولايات المتحدة عام 2013 ويصل تقييمه لنحو 14,5 مليار دولار وعدد عملائه 12 مليون عميل، أما بنك Sofi الذى تأسس عام 2010 فى الولايات المتحدة فقد جاء فى المرتبة الثالثة بتقييم يبلغ 9 مليارات دولار، ويصل عدد العملاء إلى 7,5 ملايين. وجاء رابعاً Tinkoff الذى تأسس فى روسيا عام 2006، بتقييم بلغ 6,3 مليارات دولار، ويصل عدد عملائه 13 مليون عميل. وحل فى المرتبة الخامسة بنك Revolut الذى تأسس عام 2015 ومقره بريطانيا، وبلغ تقييمه 5,5 مليارات دولار، وعدد عملائه بلغ 15 مليوناً.

وتقوم هذه البنوك باستخدام شبكة الإنترنت فى تقديم كل الخدمات المصرفية، ويتعامل العميل مع أى بنك عبر أى جهاز يحمله مزوداً بخدمة الإنترنت.

هل ستكون البنوك آمنة؟ هذه البنوك تخضع لرقابة وإشراف ومتابعة البنك المركزى المصرى، وبالتالى ستكون آمنة حيث ستخضع لكثير من الإجراءات قبل منح الترخيص، إلى جانب المتابعة المتواصلة بعد الحصول على الترخيص وتقديم خدماتها للعملاء،

وتتضمن اشتراطات الترخيص للبنوك الرقمية التى أصدرها البنك المركزى المصرى ألا يقل رأس المال المصدر والمدفوع عن مليارى جنيه فى حالة ممارسة كل أعمال البنوك، باستثناء تمويل الشركات الكبرى، مع إمكانية تمويل تلك الشركات شريطة زيادة رأس المال إلى 4 مليارات جنيه وكذلك أن يكون المساهم الأكبر مؤسسة مالية ذات سابقة أعمال فى أنشطة مماثلة بنسبة لا تقل عن 30% من إجمالى قيمة رأس المال.

كما يشترط الحصول على التراخيص الواردة تقديم دارسة جدوى مفصلة تتضمن تحديد الشرائح المستهدفة والمنتجات المخطط إتاحتها، وكذلك خطط تكنولوجيا المعلومات، وخطط واستراتيجيات الأمن السيبرانى.

وأكد البنك المركزى أن البنوك الرقمية تخضع لذات القواعد والضوابط الخاصة بالرقابة والإشراف المطبقة على البنوك العاملة فى مصر، وذات القوانين والضوابط الخاصة بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، بالإضافة إلى بعض المتطلبات الأخرى بما يتسق مع طبيعة عملها.

ويتوقع أن تحصل بنوك مصرية تقليدية على ترخيص بنك رقمى قريباً خاصة أن هناك بنوكاً تقدمت لهذه الرخصة، ومنها: مصر والأهلى والقاهرة وQNB وABC والإمارات دبى وفيصل الإسلامى المصرى.