عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اعتدنا فى مجتمعاتنا البسيطة عندما تقام الأفراح، وخاصة المحدودة فى قرية فى شارع، أن يجتمع الأهل والمعارف والأصدقاء والأحباب، والكل يشعر بالسعادة والبهجة، ومن الممكن أن تجد شبابًا وشابات، الأصدقاء والأحباب يقومون بممارسة الرقص كلٌ بطريقته، والهدف الأول والأخير هو الفرحة والبهجة ورضاء العريس أو العروسة، والأمر هنا بسيط وتلقائى، لكن عندما يتحول ذلك إلى مأساة وإلى تدمير أسرة فتلك هى المأساة، والسبب ببساطة عدم الوعى أو عدم الإدراك والجهل. فى أحد الأفراح فتاة تقوم بالرقص ابتهاجًا بفرح صديقتها؛ فإذا بـ(س) يقوم بتصويرها ونشرها على النت، وقد تسبب هذا الأمر فى الأذى النفسى للفتاة والأسرة، وأصبحت حديث الجميع وللأسف الحديث بشكل بذئ، وتخرج الشائعات من كل صوب واتجاه، فأصبحت الفتاة غير قادرة على تحمل كلام الناس ونظراتهم. هذه الواقعة تحتاج لتدخل (المجلس القومى للمرأة) إلى جانب تدخل القانون؛ لأن هذا الـ(س) سواء يعلم أو لا يعلم فقد تسبب فى إيجاد حالة من الاضطراب النفسى والمجتمعى لتلك الفتاة ولأسرتها مما يؤثر بشكل سلبى على الفتاة وعلى مستقبلها، وخاصة أنها طالبة فى السنة النهائية بكلية الآداب، ومن المؤكد أن للقانون رأيه فى مثل تلك الحالات.

ما يجب أن نلاحظه أن وسائل التواصل الاجتماعى يجب أن تكون محددة بقوانين ولا تسير حسب أهواء الأفراد، فأى تقدم له إيجابياته، لكن له جوانبه السلبية أيضا، وهذه الجوانب السلبية يجب أن يتم الإعلان عنها بل ولابد من مناقشتها، بل ويجب تدريسها فى المناهج الدراسية. وعلينا أن نتوقف عن تلك الأقوال الرديئة والتى نسمعها فى تلك المواقف، والتى تلقى باللوم على تلك الفتاة، أصوات نكرة كارهة لأى بهجة أو فرحة. الأمر يحتاج لإعادة النظر فى الواقع المجتمعى وأن نسأل: هل لأن معك الموبايل يحق لك أن تقوم بتصوير وتسجيل أى شيء؟ وهل يحق لك نشره؟ علينا أن نعيد النظر فيما يقدم إلى المجتمع وإلى الشباب، علينا أن نجعلهم على علم بما هى حدودهم الشخصية، وعليهم أن يحترموا الحدود الشخصية للآخرين.. علينا ألا نتعدى على مساحة الآخرين ونخترق خصوصياتهم.. علينا أن نعرف أن هناك حالة من التبجح والتطاول التى تحتاج إلى إعادة النظر فى الواقع المجتمعى. نعم هى حالة فردية لكن مثلها الكثير والكثير يحدث كل يوم، وقد تكون النتائج مرعبة، منها خراب البيوت، وقد تصل الأمور إلى القتل.

مثل هذه الحالة وغيرها يمكن أن يلتقطها كاتب وتكون قضية مثارة فى الأعمال الدرامية، وتكون قضية لتوعية الشباب والمجتمع بها.. أيضا تناول النظرة الرديئة للمرأة، فدائما نضعها فى منزلة الاتهام ودائما تتحمل هى النتائج. مثل تلك القضايا يمكن أن تدخل ضمن الكتابات فى الدراما التليفزيونية، وهى من النوع التوعوى، لفت الأنظار إلى ما نفعله تجاه المرأة، وكيف أن العقلية الذكورية تتصرف بشكل مجحف، وتلك النظرة الدونية تجاه المرأة بشكل عام.

وفى اعتقادى أننا عندما نتصرف بوعى واحترام وتقدير للمرأة سيبدأ المجتمع فى التقدم.

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال - أكاديمية الفنون