رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

الكتابة عن العظماء أو الكبار، شأنٌ يختصُّ به رجال التاريخ أكثر من غيرهم؛ لأنهم يُخَلِّدون الشخصيات والأحداث والوقائع، بموضوعية وإنصاف، ويحفظون هذه السجلَّات؛ لنقلها جيلًا بعد جيل.

في كل زمانٍ تظهر شخصيات مؤثرة بالتاريخ الإنساني، إيجابية كانت، لسيرةٍ عطرةٍ، أو إبداعٍ أو اختراعٍ أو اكتشافٍ ترك بصمته على البشرية، أو سلبيةٍ لحروب شَنُّوها أو معارك خاضوها، أو كانوا طغاةً مستبدين، أو خونةً مفسدين في الأرض.

لكننا بصدد الحديث عن شخص مُلْهِم، حفر اسمه بالتاريخ الحديث. عندما يتردد ذكره، تشعر بالتسامح يَسري في وجدانك.. الحق عنده ليس له لون أو عقيدة؛ ليُحاربَ الجميع من أجل إعلاء القيم الإنسانية، ويعيش حرًا في عالم يرفض أن يُساوي بين الألوان.

رغم زَجّه بالسجن قرابة ثلاثة عقود، إلا أنها زادته نقاءً على نقاء، حيث آمنَ هو ومَن على شاكلته من الأنقياء، بأن الله لا ينظر إلى اللون، بقدر ما ينظر إلى الروح.

الحرية عنده لا تُعطَى على جرعات؛ لأن الإنسان إما أن يكون حرًّا، أو لا يكون، لذلك كانت أفعاله ـ قبل أقواله ـ مُلْهِمة لشعوب العالم، في تعزيز قيم العدالة الإنسانية.

سيرته ومسيرته تفسِّران سرّ جاذبيته وعصاميته وروحه المرحة، إضافة إلى تسامحه المطلق، وعدم رغبته في الانتقام من جلَّاديه، كما أن تسلسل حياته المدهش جعله أيقونة مختلفة بطعم الحرية والتسامح، وإلهامًا للتغيير.

إنه الزعيم الأشهر بالعصر الحديث، نيلسون مانديلا، المناضل العظيم، الذي ترك بصماتٍ واضحةً على فِكر الشعوب الحيَّة، ليُعلَّمها أن الحرية قد يقلّ اتباعها وأتباعها، لكن المهم هو تحقيقها والدفاع عنها.

ألَمَّ واهتم بكل أوجه وتفاصيل حياة الناس، فعلَّم الكثيرين أن الحرية مثل المبادئ لا تتجزأ، ليهتم بالجانب المتعلق بنظرة المجتمع للحرية، ونظرة الحرية للمجتمع، فكان بمثابة أبٍ ومُعَلِّم ومُرَبٍ، تعلمت الأجيال منه عبر الزمن.

«المسيرة الطويلة من أجل الحرية».. كلمات تلخص قصة نضال نيلسون مانديلا، التي امتدت على مدى 27 عامًا داخل أقبية السجون، جعلته مُلهْمًا للعالم في الكفاح من أجل الحرية، وتحدِّي سياسات الفصل العنصري، وتغيير مستقبل وطنه إلى الأفضل.

لعل أهم أقوال مانديلا الخالدة التي تُكتب بحروف من ذهبٍ، هي: «من السهل أن تُكسر وتُدمَّر، لكن الأبطال هم أولئك الذين يبنون ويصنعون السلام».. فكان احتفاء العالم بيوم مولده في الثامن عشر من يوليو مناسبة لتجديد التأمل بحياته وتراثه، وتحقيق رسالته في جعل العالم مكانًا أفضل.

أخيرًا.. إن نيسلون مانديلا بالتأكيد لم يقضِ حياته فقط لمحاربة التمييز العنصري فحسب، بل كَرَّس حياته، لإحقاق الحق وترسيخ السلام والمحبة.. إنه زعيم حقيقي أسَرَ القلوب بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

فصل الخطاب: يقول الإمام عليّ: «لا تكن عبدَ غيركَ وقد جعلكَ الله حرًّا».

[email protected]