رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتى نلتقى

كلى أمل أن ينتبه صناع السينما والدراما لدينا إلى ما يكتبه المصريون فى السنوات الأخيرة من روايات جميلة تستحق الالتفات إليها والعمل على تحويلها إلى أفلام ومسلسلات تمتع الجمهور وتثير عقول المشاهدين.

الأمر ليس غريبًا، فجزء لا بأس به من تاريخ السينما المصرية يستلهم الروايات التى صدرت فى كتب، سواء كتبها مصريون أو أجانب، وها هو فيلم (زينب)، الذى أخرجه محمد كريم بصياغة صامتة عام 1930، كان مأخوذًا عن رواية بالاسم نفسه للدكتور محمد حسين هيكل باشا صدرت سنة 1914. وفى عام 1952 عاد محمد كريم إلى إخراجها مرة أخرى بعد أن أنطق الممثلين.

كذلك اقتبس يوسف وهبى الكثير من الروايات والمسرحيات العالمية وتولى تمصيرها كما فعل نجيب الريحانى وبديع خيرى وحسن الإمام وغيرهم. وفى عام 1950 أقدم محمود ذوالفقار على تحويل رواية يوسف السباعى «أرض النفاق» إلى فيلم باسم (أخلاق للبيع) ولعب بطولته مع فاتن حمامة، ثم أعادوا إنتاجه عام 1966 بالاسم الأصلى للرواية، فكانت البطولة من نصيب فؤاد المهندس وشويكار.

أما إحسان عبدالقدوس، فقد حظى بنعمة تحويل رواياته بانتظام إلى أفلام منذ منتصف الخمسينيات (أنتجت السينما المصرية نحو 68 فيلمًا فى سنة 1954 فقط). كذلك انتبهت السينما إلى روايات عبدالحميد جودة السحار، فقدمت له (أم العروسة) و(الحفيد)، كما كان للروائى محمد عبدالحليم عبدالله حظ كبير مع السينما، فصنعت له (شجرة اللبلاب) و(غصن الزيتون) وغيرهما.

ويوسف إدريس استمتع كثيرًا وهو يرى فاتن حمامة تؤدى دور البطلة المقهورة فى روايته الفاتنة (الحرام) عام 1965. أما عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين، فقد تشرفت السينما المصرية بإعداد ثلاثة من كتبه لتغدو أفلامًا جميلة هى (الوعد الحق، وقد تحول إلى فيلم باسم ظهور الإسلام عام 1951)، ثم (دعاء الكروان/ 1959)، وأخيرًا (الحب الضائع/ 1970).

صحيح أن السينما لم تنتبه مبكرًا إلى عبقرية نجيب محفوظ الروائية، إذ إن صلاح أبوسيف لم يقدم على إخراج أول فيلم عن رواية لصاحب نوبل إلا عام 1960، وهى (بداية ونهاية) التى صدرت سنة 1949، لكن سرعان ما انهمرت الأفلام المأخوذة عن روايات محفوظ.

وصحيح أيضًا أن الأفلام المستلهمة من روايات لم تكن كلها جيدة الصنع، وصحيح كذلك أن السينما هرولت إلى إنتاج أفلام مستوحاة من روايات بائسة الحال، كما فعلت الدراما الأمر نفسه، إلا أن الفيلم أو المسلسل الذى يتكئ على نص أدبى جيد يظل يحمل فى جنباته منطقا فنيا متماسكا من حيث بناء الشخصيات وطبيعة الصراعات بينها وتصاعد الأحداث إلى آخره، الأمر الذى سينعكس بالإيجاب على جودة النص البصرى، سواء جاء فيلمًا أو مسلسلاً.

فى ربع القرن الأخير أصدر المبدعون المصريون مئات الروايات، الكثير منها فاتن وخلّاب، والكثير منها يستحق الحفاوة والاهتمام، فليت صناع السينما والدراما لدينا يلتفتون إليها، عسى أن ننجز أعمالا سينمائية ودرامية أكثر جاذبية وجمالا وتأثيرًا.