رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تأملات

من المفترض خلال الشهور القليلة المقبلة أن تصبح العاصمة الإدارية حقيقة ماثلة على أرض الواقع، صحيح أنها ربما كانت كذلك من قبل، لكن فكرة أن تنتقل إليها الوزارات لتدب الحياة فيها تعطى معنى ومذاقا آخر لفكرة العاصمة الإدارية، هو تحول يجعلها عاصمة بحق وحقيق، عاصمة من شحم ولحم.. الوزراء والقيادات والموظفون الذين سيملأون ساحات وطرق ومبانى تلك الوجهة الجديدة فى مصر المعاصرة.

ولأن التجربة ضخمة ومهولة، فإن الآمال كذلك ضخمة وكبيرة بحجم التجربة، ليس ذلك بل إن المخاوف كذلك أيضا. فهناك من يضع يده على قلبه من ألا يكون المخاض بحجم الألم الذى صاحب فكرتها وصاحب إنشائها وهذا ربما يكون طبيعيا فى كل التحولات الكبرى أيا كانت سياسية أم اقتصادية أم خاصة بانتقال بشر.

من بين هؤلاء يجب أن نفرق بين من يزرع اليأس ومن يحاول أن ينير الطريق، أو ينبه لحجر عثرة فى هذا الطريق. من بين النقاط التى أشار اليها البعض تلك المتعلقة بانتقال الموظفين إلى مقار عملهم فى العاصمة الإدارية فى ظل صعوبة استيعابهم جميعا على الأقل فى هذه المرحلة بالعاصمة أو بمعنى أصح فى حدائقها.

بكل شفافية، أقول شخصيا أن خطة ربط العاصمة بقطار كهربائى خفيف وخط مونوريل مع القاهرة القديمة، ربما تمثل مظهرا من مظاهر أساسية للتخطيط العمرانى السليم. وربما يجب عليك، اذا لم تكن قد استخدمت هذا القطار أن تستخدمه ولو من قبيل التنزه لتفخر بمثل ذلك الإنجاز فى مصر. وإن كان ذلك لا ينفى ان المسالة لن تمر دون صعوبات ربما تتطلب إبداع القائمين على التخطيط للتطبيع السكانى والإسكانى مع العاصمة. لماذا؟

هذا ما تكشفه التجربة العملية.. فقد تخيل صاحبنا خلال هذه التجربة أنه من سكان الدقى وقرر التوجه إلى العاصمة. من قلب محطة مترو الدقى ومن على رصيف المحطة كان التحرك العاشرة صباحا بالضبط، استغرقت رحلة المترو كمترو فقط إلى العتبة عشر دقائق ورحلة المترو من العتبة إلى عدلى منصور اربعون دقيقة والقطار من عدلى منصور إلى العاصمة أو بالأحرى محطة مدينة الثقافة والفنون – داخل المحطة وليس خارجها–ساعة بالتمام والكمال وعندما نظر صاحبنا فى الساعة كانت الثانية عشر وربع ظهرا، ليكون إجمالى حركة المواصلات ساعة وخمسون دقيقة اضافة إلى خمسة وعشرين دقيقة تنقل وانتظار ما بين المتروهين والقطار، ليصبح اجمالى الوقت ساعتان وربع الساعة اذا اضفنا اليها ربع ساعة تحرك من المنزل بالدقى وانتقال من محطة العاصمة إلى مقر الوزارة التى يعمل بها الموظف أصبحت رحلة الذهاب تستغرق بالضبط ساعتان ونصف الساعة، واذا كان من المنطقى أن رحلة العودة ستستغرق الوقت ذاته يمكن لنا القول بأن الرحلة من الدقى حيث يقبع مدير الإدارة أو الموظف فى أى وزارة إلى العاصمة تستغرق ذهاب وعودة خمس ساعات، وهو ما يقل قليلا ربما عن الوقت الذى من المفترض ان يقضيه هذا الموظف فى قضاء مهام أعماله.

طبعا للأمانة هناك أعمال فى وجهات أخرى تستغرق الوقت ذاته.. ولكن أظن أن للمسالة وجوه اخرى ربما تقصر المساحة هنا عن تناولها بالتفصيل. وللحديث بقية إن شاء الله.

[email protected]