رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

رغم تأكيد حكومة السويد، مؤخرًا، إدانتها إحراق أحد الأشخاص، نسخة من القرآن، أمام مسجد ستوكهولم الكبير، وأنَّ مَن قام به «معاديًا للإسلام»، إلا أنها نسيت أو تناست، علمها المسبق وموافقتها الرسمية على هذا الفعل الشنيع، تحت شعار «حرية التعبير حقٌ محميٌّ دستوريًّا»!

تأكيدٌ لا قيمة له، جاء ردًّا على غضب شعبي إسلامي، أعقبه بيان هزيل لا قيمة له أيضًا، أصدرته منظمة التعاون الإسلامي، تدعو فيه أعضاءها الـ57، إلى «اتخاذ إجراءات لمنع تكرار أفعالٍ مماثلة»، و«تطبيق القانون الدولي لحظر الكراهية الدينية»!!

نتصور أن هذا الأمر سيمر مرور الكرام، وستُطوَى صفحته سريعًا، كما حدث مع تكرار الإساءة إلى النبي محمد، لكن طوفان «مَوْجات الكُرْه» الممنهجة، وتوظيف ظاهرة «الإسلاموفوبيا» المتنامية ـ للمسلمين وحدهم على امتداد العالم ـ لن تتوقف في المستقبل القريب.. أو حتى البعيد!

ربما لم تبرح الذاكرة، ما حدث في يناير الماضي، بالسماح للزعيم الدانماركي، اليميني المتطرف، راسموس بالودان، بإحراق نسخة من القرآن، أمام سفارة تركيا في ستوكهولم.. والذي لم يكن حادثًا عابرًا، أو غير قابل للتكرار!

فأن تسمح سلطات السويد، أول أيام عيد الأضحى، بتظاهرة لإحراق نُسَخٍ من القرآن الكريم، فذلك يعكس ما وصلت إليه تلك الحكومة ونظيراتها الغربية، من إفلاس أخلاقي وسياسي، واستفزاز لأكثر من ملياري مسلم حول العالم.

لقد أصبح جرح الغرب لمشاعر المسلمين «أمرًا اعتياديًا»، كما يأتي في سياق سلسلة من التطاول المشين على الإسلام ومقدساته ورموزه، ولذلك فإن استمرار تلك التصرفات الحمقاء والسماح بها، يزيد انتشار الخطاب الشعبوي في الغرب، القائم على الكراهية والعنصرية والتحريض والإساءة للأديان والمقدسات.

خلال العقدين الماضيين، لاحظنا تزايدًا كبيرًا في تنامي التطرف الأصولي الغربي، لتتعالى صيحات العنصرية البغيضة من أفواهٍ كريهة، بما تحمله من أفكار ونظريات حاقدة، باعتبار الإسلام «خصمًا»، و«مصدرًا رئيسًا للعنف والإرهاب»!

ما حدث مؤخرًا، من تحقير وإهانة للمسلمين ورموزهم ومقدساتهم، سيساهم في انتشار وتأجيج مشاعر الكراهية، خصوصًا في ظل «الممنوع» و«المسموح»، حيث رفع علم النازية «ممنوع»، والتشكيك بالمحرقة «ممنوع»، وحرق علم الشواذ «ممنوع».. أما حرق القرآن الكريم فذلك «حرية تعبير»!

إن السماح رسميًا بتظاهرة لإحراق نُسَخٍ من القرآن، يدل على الحقد والكراهية والعنصرية، في تلك البلدان «المتحضرة»، وجريمة متعمَّدَة للتحريض، لا تمت بِصِلَة، لحرية الرأي والتعبير والمعتقَد، التي صدَّعت رؤوسنا بها الدول الغربية!

أخيرًا.. آن الأوان لكي يتحمل الجميع مسؤولياتهم الأخلاقية والإنسانية ـ سواء أكانت حكومات أو منظمات دولية ـ من خلال وقفة جادَّة تُجَرِّم كافة أشكال الكراهية والتطرف ومحاسبة مرتكبيها، وكذلك من يدعمهم أو يؤيدهم.

فصل الخطاب:

يقول الشيخ محمد الغزالي: «ما أصاب الإسلام في عصرنا والعصور السابقة، لا يُسأل عنه أعداؤه بقدر ما يُسأل عنه أبناؤه».

[email protected]