رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتى نلتقى


ليت علماء الاجتماع لدينا يبحثون فى إجابة عن السؤال التالى: لماذا نعشق منظومة التفخيم والتعظيم، فنهرع لإطلاق المبالغات على الشخصيات المهمة أو الأعمال الفنية؟ وأظن أن علاقتنا بفقه المبالغات قد يعود إلى ما قبل رمسيس الثانى بقرون، فهذا الحاكم التاريخى أطلق على زوجته الملكة نفرتارى لقب (جميلة الجميلات التى تشرق من أجلها الشمس.(
هذا الشغف بالمبالغات اللطيفة ظل مستمرًا من قرن إلى آخر، يطلق المصريون تلك المبالغات على الحكام والكبراء والنوابغ، فهذا ولى النعم، وذاك عميد الأدب، وهذه كوكب الشرق وهذا موسيقار الأجيال وهكذا.
صحيح أن بعضًا من هذه الأوصاف لا تعد مبالغات، بل حقائق خاصة إذا كان الأمر مقترناً بأسماء لامعة فى حياتنا الثقافية والفنية أمثال شوقى وطه حسين وأم كلثوم وعبدالوهاب وفاتن حمامة، لكن هناك أيضاً الكثير من الأوصاف والألقاب التى تندرج تحت بند المبالغات الفجة الممجوجة. 
لذا عندما عرف الناس الطريق إلى السينما لم يكن غريبًا أن تزين المبالغات وعبارات التمجيد أفيشات الأفلام التى تعلق على الجدران فى شوارع مصر وحواريها، من باب الترويج للفيلم وإثارة فضول رجل الشارع. 
خذ عندك الدعاية المرافقة لفيلم «خلف الحبايب «الذى أخرجه فؤاد الجزايرلى عام 1939، ولعب بطولته والده فوزى الجزايرلى وابنته إحسان الجزايرلى، وكان فوزى الجزايرلى مشهورًا بتجسيده لشخصية كوميدية اسمها »بحبح»، فكتبوا فى أعلى الأفيش هذه العبارة اللطيفة : له حق بحبح يتباهى لأنها جابت له خلف الحبايب! 
أما فيلم دنانير) الذى أخرجه أحمد بدرخان عام 1940، فقد كتبوا فى الإعلانات: (كبيرة مطربات الشرق أم كلثوم فى فيلمها الغنائى الجديد دنانير وهو فيلم شرقى يمثل عصر هارون الرشيد بفخامته وترفه.
ولما ماتت أسمهان عام 1944 قبل عرض فيلمها الأخير غرام وانتقام، كتبوا فى الإعلانات: نجم مصر الأول يوسف وهبى وفقيدة الفن أسمهان فى غرام وانتقام.
وفى فيلم  الهانم الذى أخرجه بركات عام 1946، كتبوا :فيلم جديد على السينما المصرية مبتكر فى قصته الإنسانية النبيلة. وفى العام نفسه جاءت الدعاية المصاحبة لفيلم الملاك الأبيض هكذا: (دراما عنيفة. كوميدى. رقص. غناء. استعراض). 
كذلك ازدانت عبارة (إنتاج سينمائى ضخم لم تعهده السينما المصرية من قبل) أفيشات فيلم (غزل البنات الذى أخرجه أنور وجدى عام 1949 لزوجته ليلى مراد، وكان آخر أفلام نجيب الريحانى). 
حديث العالم العربى... هو الفيلم الجبار الذى يحتوى على كل جديد مبتكر) هذا ما كتب بالحرف فى إعلانات فيلم (دهب) الذى أخرجه أنور وجدى عام 1953، كما كتبوا فى إعلانات أخرى للفيلم نفسه: أعظم فيلم ظهر حتى اليوم... فيلم جديد نظيف فى عهد جديد نظيف. 
من ألطف عبارات الدعاية أيضاً تلك التى رافقت فيلم (بنت باريز) الذى أنجزه حلمى رفلة عام 1950، حيث كتبوا: (ساعتان ونصف فى الجنة... مع ملكات الجمال الراقصات فى رومانيا وأجمل بنات الدنيا). 
حقا... ما أجمل السينما... ومبالغاتها اللطيفة.