رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

فى جلسة الحوار الوطنى حول حرية الرأى وتداول المعلومات دارت نقاشات مثيرة جدا حول هذا الأمر. وكنت متمسكًا جدا بأهمية الحفاظ على الأمن القومى باعتباره الرمزية الأساسية فى عملية حرية الرأى وتداول المعلومات.

فى مبادئ العمل الإعلامى والصحفى لابد من التركيز جدا على أهمية ترسيخ ميثاق شرف لدى الإعلاميين والصحفيين لضبط الممارسات المهنية للإعلام فى العالم العربى، من أجل نشر ثقافة محترمة لتخليص المجتمعات من ثقافة الكراهية وتحقيق الاستقرار وصيانة الحقوق للناس. ولتحقيق هذه المفاهيم فى ظل مجتمعات تسودها المواطنة الحقيقية وتفعيل ثقافة قبول الآخر بمفهومها الواسع، وهذا هو الدور المهم للإعلام فى أى مجتمع وهذا ما تسعى إليه مصر جاهدة منذ ثورة 30 يونيو.

ولابد من التأكيد على كافة الحقوق الأصيلة للإعلاميين وفى صدارتها حرية الفكر والرأى والتعبير والإبداع باعتبارها حقا أصيلا لا تكتمل مسئولية الإعلامى بدونه. وككل الرسالات التى تهدف لخير الإنسان، كان ومازال ويبقى الإعلام رسالة هدفها إيجابى فى الأساس يجمع ولا يفرق وأن يدعم قيمة العدل والحق والمساواة وقبول الآخر وتعزيز المواطنة والاندماج والعيش المشترك وهو ما تركز عليه مصر حاليا.

هناك أيضاَ مبدأ مهم وهو نبذ الخطابات التى تهدد مبدأ الحرية الدينية فى اعتناق العقائد وممارسة الشعائر واحترام التنوع والتعدد الدينى، وهذا يلزمه بالضرورة حظر نشر أو ترويج أى خطاب كراهية من خلال تناول محتوى يتعلق بالمقارنة بين الأديان والعقائد والمذاهب، والسعى الى إحقاق العدالة والسلم بين الناس جميعاً ومحاصرة النماذج السلبية فى المجتمعات المصدرة له. وكذلك عدم التهوين من أثر جرائم الحرب والعنف والإرهاب التى يدفع ثمنها الأبرياء وكشف مرتكبيها والابتعاد عن تبنى أو ترويج المواقف التى من شأنها إذكاء الحروب وزعزعة الاستقرار الإنسانى.

وكذلك لابد من مواجهة الصور النمطية المسيئة التى يحاول البعض ترويجها وترسيخها عن الآخر دون أن يكون ذلك قيداً على حق الإعلامى فى ممارسة النقد الهادف، والتأكيد على حرمة الدم بغض النظر عن الدين أو الجنس أو العرق أو اللون، ووقف ترويج الخطابات التى تشرعن للقتل أو تجعل منه قضية جدلية تتحمل الآراء المختلفة ووجهات نظر كما يفعل المتطرفون.. وهناك أيضاً مبدأ مهم يسعى إلى تحفيز صناع المحتوى الإعلامى الإنسانى، لإبراز التجارب الإيجابية المتعلقة بقيم الحوار والتسامح والمساواة ونشر ثقافة الأخوة الانسانية. بالاضافة إلى دعم نموذج الأسرة فى المعالجات الإعلامية باعتباره النموذج الأهم والتركيز على المحتوى الذى يحمى الأسر ويصون بقاءها ويعزز دورها.

هناك آخر لا يمكن تغافله، وهو التفريق بين حرية الرأى والتعبير المصانة فى كافة المواثيق والدساتير الحديثة وبين ازدراء الأديان ورموزها مع أهمية التأكيد على احترام المواثيق والمبادئ الأخلاقية والإعلامية المتعلقة بالطفل وإدانة جرائم المتاجرة بطفولتهم البريئة. هذه نماذج قليلة، ذات أهمية بالغة من نتائج ثورة 30 يونيو.