رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حمامات السباحة المنفوخة وألعاب الشوارع وسائل الترفيه المتاحة

فى الإجازة.. الأطفال «هايصة» والأهالى «لايصة»

حمامات السباحة المنفوخة
حمامات السباحة المنفوخة

مواطنون حولوا الترع المبطنة لشواطئ مصيفية.. و«الصحة» تحذر من الفيروسات والبلهارسيا

 

 

مع انتهاء الموسم الدراسى، وحلول فصل الصيف، يقبل الكثير من المصريين على الذهاب للمصايف، لتغيير الجو والهروب من حرارة الشمس وضغوط الحياة وظروف المعيشة القاسية. ولكن فى المناطق الشعبية أسر محدودة الدخل، لا يقدرون على استئجار وحدة مصيفية لبضعة أيام ولكنهم قادرون على إمتاع أنفسهم بأقل التكاليف رافعين شعار «فى شوارع الغلابة لسه الألعاب ممكنة». 

تتنوع المصايف ما بين شعبية يرتادها أصحاب الدخول المنخفضة، ومنها مصايف اليوم الواحد التى تكلف الفرد من 150 إلى 200 جنيهًا على الأقل، ووحدات للأسر والمجموعات، وأخرى فاخرة «هاى كلاس» يقيم مرتادوها فى القرى والمنشآت السياحية باهظة الثمن، حيث تيجاوز سعر الليلة الواحد 10 آلاف جنيه وذلك حسب الخدمات المقدمة بها.

«اعمل حسابك نطلع العيال مصيف يروحوا عن نفسهم زى السنة اللى فاتت».. قالتها ربة منزل لزوجها محمود صاحب الـ40 عامًا، ولكن الأخير قابل الطلب بالرفض الشديد، ليس لكثرة أشغاله وضيق وقته ولكن لقلة الفلوس معه، حيث أكد أن راتبه ينفقه على متطلبات الأسرة الأساسية من مأكل ومشرب ودروس خصوصية، قائلًا «هجيب منين؟!».

بات استئجار شقة مصيفية فى الإسكندرية أو مرسى مطروح أو غيرهما من المدن الساحلية، حلمًا يفشل عدد كبير فى تحقيقه، بسبب الغلاء، وذلك حسب آراء عدد كبير من الجمهور، حيث تجاوز سعر الشقة صفًا أول أو ثانيًا على البحر 1250 جنيهًا فى الليلة الواحدة على الأقل، وذلك حسب السمأسرة وسوق العقارات هناك، ولكن المصريين لا يعرفون المستحيل وابتكروا أدوات جديدة للترفيه عن أنفسهم وأطفالهم بأقل التكاليف، منها رحلات اليوم الواحد، كما لجأ بعضهم إلى شراء حمامات السباحة القابلة للنفخ التى توضع أعلى أسطح المنازل ويلهو الأطفال بداخلها، وفى الأرياف لم يجد أهالينا أفضل من الترع المبطنة لتحويلها لشواطئ عامة يستمتع بها الكبار والصغار بدون مصاريف.

استئجار شقة مصيفية أصبح حلمًا يراود محدودى الدخل بسبب الغلاء.. ورحلات اليوم الواحد الحل البديل لرؤية البحر واللعب على الرمل

 

«شاطئ الغلابة».. ترعة منية النصر سابقًا

أهالى قرية ميت الخولى التابعة لمركز منية النصر بالدقهلية، حولوا ترعة البلدة لشاطئ خاص دقوا عليه الشماسى ونصبوا الكراسى واشترى الأطفال العوامات والمايوهات وملئوا جوانب الترعة بالرمال وغاصوا فى المياه، وأطلقوا عليها اسم «مصيف الغلابة».

يقول عم محمد، أحد أهالى القرية إنهم لجأوا لذلك نظرًا لارتفاع أسعار المصايف وتابع: «الناس هنا على أد حالها وعاوزين يفرحوا عيالهم فعلموا كده». وأضاف أنهم تعرضوا لانتقادات كبيرة وتحملوا ذلك لأن الهدف هو إدخال البهجة على الأطفال فى القرية.

وأضافت أم يوسف، إنها تأتى مع أطفالها للتنزه على الترعة، خاصة أنها مبطنة والمياه جارية، والهدف الأساسى أنها مجانية بدون أى مصاريف، وأردفت أنها تأتى فى الصباح مع أطفالها ويتناولون الإفطار والغداء على الشاطئ ويتحركون مع غروب الشمس.

وواصل أسامة أحد الأهالى الحديث قائلًا: «بنحاول نفرح نفسنا وعيالنا، القعدة على الترعة مش مكلفة، وبتكون 3 أيام فى الأسبوع وهم الأربعاء والخميس والجمعة»، وعن سبب ذلك قال إن المياه يتم تطهيرها باقى الأيام، وتابع أن «الأهالى محددين أماكن فى الترعة للأطفال والكبار والعائلات علشان الكل يستمتع»، وأجمع أهالى القرية أن مصاريف المصايف غالية جدًا وإنهم يحاولون إسعاد أنفسهم وأولادهم بأقل التكلفة. 

مديرية الصحة بالدقهلية، تفاعلت مع هذا الحدث الذى قام به أهالى البلدة، وشنت عدة حملات لتوعيتهم من الأمراض التى تنتج بسبب الاستحمام فى مياه الترع.

وقال الدكتور شريف مكين وكيل وزارة الصحة بالمحافظة، أنه كلف إدارة مكافحة الأمراض المتوطنة، بوضع خطة لتحصين أهالى القرية ضد مرض البلهارسيا، وتوعيتهم بمخاطر الاستحمام فى مياه الترع، وأشار إلى أنه يتم عقد لقاءات مع الأهالى من قبل الأطباء المختصين، لتوعيتهم بخطورة تصرفهم.

الملاعب الخماسية متنفس الشباب فى الإجازة.. والساعة الصباحية بـ150 جنيهًا وعلى الأضواء الكاشفة بـ200

رحلات اليوم الواحد «صد رد» وكله بيتراضى

تبدأ أجواء مصيف الغلابة الذى لا يستغرق إلا يومًا واحدًا، بالترتيب لليوم الموعود قبلها بأسابيع، ويشترى الأطفال الغواصات وألعاب البحر، وتجهز الأمهات «السندوتشات وترمس الشاي» والمشروبات الغازية، لينطلقوا فجر اليوم الموعود ليستمتعوا بالبحر منذ الصباح الباكر على أن يغادروا الشاطئ مع غروب الشمس.

بورسعيد من المدن الساحلية التى يستمتع المصطافون بها، ويكون سعر الكرسى الواحد على الشاطئ 10 جنيهات يوم الجمعة نظرًا لكونه إجازة ولكثرة عدد المصطفين، بينما يتنافس مؤجرو الشماسى والكراسى على الشواطئ فى العروض لجذب المصطفين، حيث يبدأ سعر 4 كراسى وشمسية وطاولة من 100 جنيه فأعلى على الشواطئ الشعبية وينخفض السعر إلى النصف فى باقى أيام الأسبوع.

الأسر والعائلات يقصدون شواطئ الغلابة المعروفة برخص أسعارها، حيث يبدأ سعر الكرسى على البحر 5 جنيهات كحد أدنى فيجلس الآباء والأهالى وينطلق الأطفال للشواطئ للسباحة مرتدين العوامات البلاستيكية الملونة.

تقول الحاجة أمينة صاحبة الـ 65 عامًا أنها تحرص على أن تذهب مع بناتها لقضاء يوم لطيف يستمتعون فيه بجو البحر وأكلة السمك المخصوص والجلوس على الشاطئ بينما يلهو الأطفال أمامهم.

الطائرات الورقية والبلياردو والكرة فى شوارع الغلابة «لسة الألعاب ممكنة»

 

حمامات السباحة المنفوخة.. البحر فى البيت

فى ظل ارتفاع أسعار إيجار الوحدات المصيفية، استغل التجار حاجة المصريين للهروب من حرارة الجو وتنزيه الأطفال، وأعلنوا بيع حمامات سباحة منفوخة بأحجام مختلفة أكبرها متران ونصف المتر فى متر و60 سنتيمترًا تكون سهلة النفخ والتفريغ، بسعر لم يتجاوز ألف جنيه، وتوجد مقاسات أخرى حسب المساحة بأسعار أقل، ووصل أقل سعر فى هذه الحمامات المنفوخة نحو 550 جنيهًا، واتجه عدد كبير من المواطنين لشراء تلك الحمامات المتنقلة لإرضاء أطفالهم وإدخال البهجة فى نفوسهم وكبديل رخيص للفسحة بدلًا من المصايف باهظة الثمن.

وفى المناطق الشعبية أسر وشباب لا تسمح ظروفهم الاقتصادية وقدراتهم المادية بالاشتراك فى النوادى ومراكز الشباب غالية الثمن، لكنهم يقضون أوقاتهم على طريقتهم الخاصة من خلال ألعاب شعبية جماعية لها رونقها وجمالها.. ومن أبرز تلك الألعاب الكرة والبلياردو والبينج بونج والبلى واللهو بالطائرات الورقية وركوب الدراجات الهوائية «العجل».

يقول فريد أحد شباب منطقة الساحل، إن أطفال المنطقة يقضون أوقاتهم فى لعب الكرة بالشوارع، وتطيير الطائرات الورقة والتنافس مع بعضهم البعض فى ذلك، بالإضافة إلى لعب البلياردو، حيث كثرت ترابيزات البلياردو والبينج فى شوارع المنطقة، فضلا عن الألعاب الإلكترونية «البلايستيشن».

وتابع أن أهالى المنطقة قادرون على إسعاد أنفسهم وأطفالهم فى ظل إمكانياتهم المحدودة، حيث يستمتع الأطفال باللعب مع بعضهم البعض بالدراجات الهوائية ولعب «البلي» بالشوارع والبلياردو والبنج ويتنافسون مع بعضهم على الفوز.

محمد أحمد صاحب الـ22 عامًا قال أنه يستمع مع أصحابه بلعب كرة القدم، خاصة أنهم يستأجرون ملعب نجيل صناعى لمدة ساعة أو أكثر للعب والتنافس فيما بينهم، مؤكدًا أن السعر يبدأ من 150 جنيهًا للساعة الصباحية ويكون 200 فى الفترة المسائية. 

خبير اقتصادي: تحسين حالة المواطن المزاجية تدفع عجلة الاقتصاد والتنمية.. وإهمالها يزيد معدلات الجرائم والانتحار

خبير اقتصادي: شواطئ خاصة لمحدودى الدخل

الدكتور وائل النحاس الخبير الاقتص

وتعليقًا على هذا يقول الدكتور وائل النحاس الخبير الاقتصادى، فى تصريحات خاصة لـ«الوفد» إنه لا بد من الاهتمام بالمواطن البسيط وتحسين حالته النفسية؛ لأن الحالة النفسية هى القادرة على صنع الفاروق وإنجاز المهمات الصعبة فى شتى المجالات فلا يستطيع أى فرد أن يعمل بكفاءة وجودة وحالته النفسية ليست على ما يرام، وتابع قائلًا: إن إهمال حالة المواطن المزاجية تزيد من حدوث حالات الانتحار وترفع معدلات الجريمة. 

وطالب النحاس الجهات المعنية والمسئولين بتوفير وحدات مصيفية ورحلات ليوم واحد تكون بأسعار مخفضة شاملة تكاليف الانتقالات، حيث أكد أنه توجد شواطئ تسمح بتأجير الكرسى بـ10 جنيهات للفرد الواحد، ولكن فى العموم تكون مصاريف الانتقال والتحضيرات أكبر بكثير، وتابع أنه لو كانت أسرة مكونة من 5 أفراد فتكون تكلفة انتقالها وقضائها يومًا واحدًا عالية جدا، حيث إن مصاريف السوبر جيت والسيارات الخاصة مرتفعة. وعليه تكون التكلفة النهائية كبيرة على الشخص محدودى الدخل، وتصبح رحلة اليوم الواحد نفسها مستحيلة بالنسبة له ولأسرته.

وأشار إلى أنه لابد من عودة المشروعات التعاونية ومصايف النقابات التى تكون بمبالغ رمزية وبالتقسيط تسمح لمحدودى الدخل بقضاء مصيف سعيد، كما طالب بتخصيص شواطئ خاصة فى المدن الساحلية تكون فى متناول أيدى محدودى الدخل وبأسعار رمزية لهم.

وعلق الخبير الاقتصادى على استخدام الأهالى للترعة كشاطئ خاص، مؤكدًا أنه لو توافرت لديهم رحلات ووحدات مصيفية بأسعار مخفضة لما فعلوا ذلك، مطالبًا المسئولين، بضرورة فتح مراكز الشباب أمام هذه الطبقة من الغلابة ومحدودى الدخل، وإنشاء حمامات سباحة مؤهلة تستوعب طاقاتهم.

واقترح إنشاء أحواض من الفايبر بجانب الترع تكون مياهها جارية يستخدمها الأهالى كحمامات سباحة، بدلًا من النزول فى مياه الترعة الراكدة التى تزيد من خطورة إصاباتهم بالفيروسات والبكتيريا.