رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هوامش

إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ، فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ، ولابُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلى، ولابُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ.

فى حياة الأمم والشعوب أيام ليست كغيرها من الأيام يكاد الزمن عندها يتوقف، احتراماً لإرادة الأمة عندما تريد الحياة، ومن هذه الأيام ٣٠ يونيو عام ٢٠١٣، ذلك اليوم الذى سيتوقف أمامه التاريخ طويلاً باعتباره يوماً خالداً فى ذاكرة الشعب المصرى بل والعالم بأسره، عندما رفض هذا الشعب العظيم العبث بمقدراته، واختار فيه الدولة المدنية الحديثة بهويتها المصرية الوطنية المتسامحة والمنفتحة على العالم. 

لقد مر على الشعب المصرى عام من أسوأ الأعوام هو عام حكم الإخوان مصر ومحاولتهم التحكم فى مفاصل الدولة وتمكين أعوانهم فى كافة القطاعات وتغيير الهوية المصرية، وفشلت حكومة الإخوان فى تحسين الوضع الاقتصادى والسياسى فى مصر، ولم تستطع تلبية مطالب المواطنين بتوفير العمل والخدمات العامة، والحفاظ على الأمن والاستقرار.

وشهدت مصر فى هذه المرحلة حالة من الاستقطاب، ونشبت خلافات داخلية بين الإخوان المسلمين، بسبب شهوة السيطرة، ومن لم يكن معها فهو فى خانة الأعداء، وتعرضت الجماعة لانتقادات واسعة من قبل العديد من أعضائها والمؤيدين لها، مما أدى إلى تقويض قوتها وتفككها.

وانتهكت حكومة الإخوان حقوق الإنسان والحريات العامة فى مصر، وحاولت إقرار قوانين وتشريعات تقيد حرية التعبير والصحافة والتجمع، وتفاقم الصراع السياسى فى مصر، وازداد التوتر بين الحكومة والمعارضة.

وشهدت مصر فى تلك الفترة ارتفاعاً فى الوعى السياسى لدى المواطنين، وتجمعت كافة الطوائف على قلب رجل واحد، وتحولت الانتفاضات الشعبية إلى حركات احتجاجية كبيرة، بعد أن ضاق الشعب بهذه الحياة فخرج غاضباً إلى الشوارع معلناً رفضه حكم الإخوان الإرهابية، وطالب بالتخلص من أسر الفاشية الدينية، ومن قبضة الفساد والظلام والإرهاب.

لقد أعادت هذه الثورة الخالدة كتابة تاريخ مصر والمنطقة كلها، فسقطت جماعة الإخوان الإرهابية إلى غير رجعة، وفر رموزها إلى خارج البلاد، وبدأنا فى بناء جمهورية مدنية جديدة، استلهمت إرادتها من ٣٠ يونيو فحققت نجاحات وما زالت تواصل التقدم والصمود، رغم كل الصعاب والمؤامرات من قوى الشر والظلام والإرهاب التى تسعى للنيل من  الدولة المصرية، ولكننا على يقين أن مصر العظيمة بشعبها وقائدها وجيشها الباسل وشرطتها الوطنية لديها القدرة على إسقاط كل هذه المخططات الشيطانية.

والمتابع المشهد السياسى فى المنطقة يدرك جيداً أن مصر لم تجن وحدها  ثمار ثورة 30 يونيو، بل الأمة العربية، حيث رفعت العديد من الدول ولأول مرة شعارات سقوط حكم الفاشية الدينية داخل حدودها بعد أن انكشف مخطط الربيع العربى.

ولا أبالغ إذا قلت إن هذه الثورة المجيدة أعادت رسم خريطة الشرق الأوسط والمنطقة بأسرها، وأعادت لمصر هويتها وريادتها، وأطلقت للإنسان المصرى قدراته وإمكاناته الهائلة التى يشهد لها العالم كله.

ويجدر بنا ألا ننسى توجيه الشكر لجيش مصر العظيم الذى وقف إلى جوار الشعب، وألا ننسى العظماء من أبطالنا الذين ضحوا بحياتهم من أجل أن يمنحونا نعمة الوطن التى نحمد الله عليها ليل نهار، فى الذكرى العاشرة للثورة المجيدة نتذكر شهداءنا الأبرار من أبناء الشعب والقوات المسلحة والشرطة، ونقول لأسرهم وذويهم إن أبناءكم أحياء عند ربهم يرزقون، وأحياء فى قلوبنا وفى وجدان هذا الوطن الأصيل الذى أبداً لا ينسى فضلهم.