رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

اليوم.. ذكرى أعظم ثورة فى التاريخ بمناسبة مرور 10 سنوات على ثورة 30 يونيو التى أنقذت مصر من براثن عصابة إرهابية قفزت على السلطة فى ظروف ملتبسة بعد الانهيار الأمنى الذى أعقب ثورة 25 يناير، وجاءت «يونيو» لتعيد الوطن إلى أصحابه الحقيقيين وهو الشعب المصرى الذى يؤمن بأن مصر دولة ذات سيادة، موحدة لا تقبل التجزئة، نظامها جمهورى ديمقراطى، والشعب المصرى جاء من الأمة العربية كما جاء فى نص المادة الأولى من الدستور.

فى هذه المناسبة العظيمة نتذكر العظماء من أبطالنا من أبناء القوات المسلحة والشرطة المصرية الذين ضحوا بحياتهم فى مواجهة الإرهاب البغيض من أجل يمنحوننا هذه النعمة الغالية.. نعمة الوطن التى نحمد الله عليها.. نتذكر شهداءنا الأبرار الذين هم عند ربهم أحياء يرزفون، وأسرهم وأبناؤهم ينعمون فى هذا الوطن وفى رعاية الدولة والشعب مرفوعى الرأس لأنهم قدموا فلذة أكبادهم فداء للشعب المصرى الذى دعاهم للوقوف إلى جواره فى إنهاء حكم المرشد الإرهابى.

الإخوان لا يعرفون مفهوم الدولة بمعناها الدستورى، اختاروا أن يكونوا منظمة تعمل تحت الأرض وتصدر الإرهاب على أن تكون سلطة تعمل فوق الأرض وتحترم الدولة، هم لا يحبون الدولة المصرية، لأنهم مشروع يقوم على إقامة دولة الخلافة المرتبطة بالدين وليس الوطن.

فى 30 يونيو عندما نزل أكثر من 33 مليون مواطن مصرى حر للميادين يطالبون بإنهاء سلطة الإخوان، لم ينقذوا مصر فقط الإرهاب، وأن كان هذا هو الهدف الأسمى، ولكنه أنقذوا العرب جميعًا، لأن الوطن العربى كان من المفترض فى حالة استمرار حكم الجماعة أن يقسم إلى دويلات عديدة حال سقوط مصر.. الإخوان خلال الـ368 يومًا التى حكموا فيها مصر عملوا على ضياع الهوية الوطنية المغروسة بنفوس المصريين من خلال بث أفكارهم المتطرفة بعقول الشباب، التى كانت تتضمن عداءهم لبلدهم ومؤسساتها، تمهيدًا لخلق ميليشيات تكفيرية ظنًا منهم بأنها ستنجح فى فرض السيطرة على الشعب.

الجماعة وضعت مصر على أول مخططاتها الشيطانية باعتبارها البوابة الكبرى للسيطرة على الوطن العربى، لكن المصريين عن طريق عزيمتهم وإرادتهم أنهوا المخطط الإخوانى الجبان وتخليص البلاد من قبضتهم.

لا يخفى على أى متابع أن جماعة الإخوان يدعمون مخططًا أمريكيًا يسعى لتفتيت الدول العربية واختارت أمريكا لتنفيذ أجندتها التى سعى إليها جميع رؤساء أمريكا لإنشاء الشرق الأوسط الجديد، تحويل مصر لدولة الخلافة الكبرى، ثم القضاء عليها تمامًا عن طريق تقسيمها وإلغائها تمامًا.

وفى ذلك قال هنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكى الأسبق: «إن أكبر ضمانة لبقاء إسرائيل فى المنطقة العربية هو تفتيت المنطقة لدويلات عرقية وطائفية عن طريق الربيع العربى». ولكن ثورة 30 يونيو حافظت على تماسك الدولة الوطنية المصرية، ودافع المصريون عن حقهم فى هوية ودولة مصرية تعبر عن كل المصريين، وتمسكوا بالدور الوطنى لقواتهم المسلحة الباسلة فى مواجهة أعداء الوطن وقوى الظلام.

مخطط الإخوان الإرهابى لاسقاط مصر بدأ من أول يوم وصلوا فيه إلى القصر، حيث عملوا على أخونة مؤسسات الدولة، وممارسة الاستبداد السياسى، وتحصين قرارات الرئيس الإخوانى بإعلان دستورى معيب، وزرع الانقسام داخل المجتمع المصرى، ودفع الأقباط إلى الهجرة من مصر، وتغيير تركيبة المجتمع المصرى وتنوعه الفريد الصامد عبر التاريخ، وافتعلوا أزمات مع القضاة لإرهابهم، واتجهوا لإصدار قرارات إدارية لتسكين كوادر الجماعة فى المراكز القيادية بالوزارات والمصالح الحكومية، لإفساح المجال أمام سيطرة العشيرة والقبيلة التى كان يحلو للإرهابى مرسى أن ينادى جماعته بها لن تعلو عليها أى إرادة أخرى، السيسى هو هدية وفخر لمصر والوطن العربى الذى حارب الإرهاب وفى نفس الوقت زرع مصر، بالمشروعات العملاقة وحافظ على تماسك الوطن، وأرسى الأمن والاستقرار، ومعه استردت مصر مكانتها. عندما استطاع إعادة بناء مصر الحديثة من الداخل، وجعلها تتبوأ مكانتها الدولية، وتكون ندًا لأكبر الدول فى المنطقة، وتساعد جيرانها من الدول العربية الشقيقة التى حاول الإرهاب تمزيقها عندما شجعتهم على اللجوء للحلول السياسية لمشكلاتهم الداخلية، ومازال السيسى يبنى الجمهورية الجديدة، دولة المواطنة، والديمقراطية التى تتسع للجميع.