رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

كاريزما

فى نهاية سنوات الثمانينيات من القرن الماضى.. كنت أنا وصديقى الشاعر الراحل خالد عبدالمنعم فى سهرة ليلية فى أحد منتديات مدينة المهندسين بالقاهرة؛ وكنا نتبادل قراءة قصائدنا.. أنا أكتب الفصحى وخالد يكتب بالعامية المصرية، وفوجئنا بالكاتب الكبير الدكتور يوسف إدريس يتلفت من على مقعده وينظر باهتمام شديد لنا.. ثم دعانا لننتقل ونجلس معه ثم أشاد بكتاباتنا وتعرّف على عملنا فقلت له: أنا أعمل صحفيًا ثقافيًا فى جريدة الوفد.. ثم أضفت له أننى أجريت معه حوارًا فى مجلة الكواكب عن رواياته التى تحولت إلى أعمال فنية.. وكان هذا فى بدايات الثمانينيات ومنذ أكثر من سبع سنوات وضحك وحاول أن يتذكر.. أما خالد فقال له انه لا يعمل وليست لديه وساطة تشفع له أن يرتبط بأى عمل مناسب.. ودعانا لزيارته فى مكتبه بجريدة الأهرام بعد أسبوع؛ لأنه سيبدأ فى رحلة عمل خارج القاهرة فى اليوم التالى.

وفى الموعد كنا فى ضيافته.. وفوجئت بحماس سريع يطلب حسين مهران رئيس هيئة قصور الثقافة، وكان قد تسلم منصبه منذ أيام – فى ذلك الوقت- وهنأه على المنصب الجديد ثم طلب منه تعيين الزميل خالد عبدالمنعم فى هيئة قصور الثقافة.

وخلال أيام تسلم خالد عمله، وبقى داخلنا هذا الإحساس الفارق الذى لا يمكن أن ننساه أمام هذا الرجل الجليل.

وبعد أيام فوجئنا بالدكتور يوسف إدريس يتكلم عن الأدباء الجدد فى إذاعة الشرق الأوسط، ومن بين من تحدث عنهم كنا نحن الاثنان، خالد وأنا.

وبعد أيام قرأت رأيًا له فى حوار نشرته جريدة القدس العربى وكتب عنى سبعاً وخمسين كلمة فى حواره حرصت أن أنشرها فى الغلاف الأخير لديوانى.

أتحدث اليوم عن أستاذى المفكر العالمى الدكتور يوسف إدريس.. الذى كانت المصادفة وحدها سبباً فى لقائى معه والتعرف على إنسان راقٍ المشاعر ولديه من الإحساس بالآخرين ما لا يعرفه كثيرون.. يوسف إدريس كاتب ظلمته سهام الحقد والمنتمون إلى الأفكار الرجعية.. كان سباقًا بفكره ورائدًا فى إبداعاته الروائية والمسرحية وقد دخل بها إلى السامر الشعبى.. أما القصة القصيرة فقد اختط لها خريطة إبداعية فريدة انطلقت بها إلى الإمام.

أما عنوان المقال الذى أكتبه حاليًا، فكما هو معروف اسم اختاره بعبقرية يوسف إدريس ليكتب عن حادثة مقتل مدرب الأسود محمد الحلو بمخالب الأسد الذى رباه منذ ميلاده واسماه سلطان. وكيف انتحر سلطان بعد أيام من الحادث؛ ليعاقب نفسه ردًا على ما فعله فى لحظة غضب..

ورحل أستاذى يوسف إدريس بعد شهور من لقائى الثانى معه فى المنتدى الليلى.. رحل فى العاصمة الإنجليزية لندن فى الرابعة والستين من عمره فى مايو ١٩٩١.

[email protected]