الناصية
التصوير الفوتوغرافى هو فن تثبيت لحظة من الحياة.. والمصور الفنان هو الذى يستطيع إبداع صور متعددة ومختلفة للشخص الواحد حتى لو كانت اللقطات متتابعة وفى نفس اللحظات.. ولأنه فى الحقيقة يلتقط صورة حية للحياة المتحركة وبحالاتها المتغيرة حتى لم يتغير الشخص!
ومن سنوات.. كان التصوير الفوتوغرافى واسع الانتشار.. مصورون للصحف، ومصورون فى محلات التصوير وغيرهم للأفراح وعلى كورنيش النيل وشواطئ إسكندرية.. ومع انتشار الكاميرات فى الموبايلات أصبح الكل يقوم بالتصوير ولم يعد مقتصر على المصورين المحترفين الذين كانوا عادة من كبار السن.. الآن الأطفال يصورون أنفسهم وغيرهم بالموبايلات!
ورغم ما يبدو للتصوير بكاميرا الموبايل جانب سلبى بأن يقوم من هب ودب بالتصوير الا أن موضوع التصوير استهوى قطاعاً كبيراً من الشباب.. بعضهم كان يبحث عن هواية ووجدها فى التصوير، أو تصور ذلك، ووجده كذلك أسهل وأسرع وأرخص هواية يمكن أن يمارسها وخصوصاً بأن بين يديه موبايل بكاميرا ويمكنه أن يتلقى دروساَ مجانية لتعلم التصوير من على اليوتيوب!
صحيح الكثير من هؤلاء الشباب سقط فى طريق الهواية وتخلى عن التصوير ولكن بعضهم أيضاً استمر فيها ولكن السوق لم يستوعبه والصحف التى كانت إحدى أهم المؤسسات التى يمكن أن تستوعب المصورين الموهوبين الان تراجعت الصحف المطبوعة وقل انتشارها وباتت تعتمد على صور وكالات الأنباء الجاهزة واستغنى الكثير منها عن الكثير عن عدد من المصورين أو على الأقل لم تتوسع فى تعيين مصورين جدد!
فاضطر الكثير من الشباب الذى استهواه موضوع التصوير واستمر فيه إلى التصوير على كورنيش النيل وعلى شواطئ اسكندرية بصورة لافتة.. فقد رأيت عدداً كبيراً من الشباب يحملون كاميراتهم على البلاجات وعلى الكورنيش فى اسكندرية خاصة فى الأماكن التى تشهد تجمعات كبيرة من المصطافين مثل محطة الرمل وكوبرى ستانلى والآن عند نفق سيدى بشر الجديد.. وكأن تجمع هؤلاء المصورين الشباب أعلى النفق على الكورنيش هو الفائدة الحقيقية لإنشاء هذا النفق الذى كان مؤخراً محل استفسار واستنكار كثيرين عن فائدته!
وأعتقد أن مؤسسة ثقافية بحجم مكتبة الإسكندرية يمكن أن تكون مكانًا مناسبًا لاحتضان هؤلاء المصورين الشباب وتنظيم ندوة أو ورشة عمل لمناقشة عودة مصوراتى الشواطئ فى صورة هؤلاء الشباب والبحث فى سبل وأساليب دعمهم بعمل معرض لصورهم وللمصطافين بعد استئذانهم بأن صورهم يمكن أن تعرض بشكل عام.. احتضنوا هؤلاء الشباب قبل أن يحتضنهم الإرهاب أو المخدرات!