عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صواريخ

غداً الذكرى العاشرة لثورة الثلاثين من يونيو التى سطر فيها الشعب المصرى ملحمة بطولية أدهشت العالم، واستطاع إزاحة جماعة الإخوان الإرهابية عن حكم البلاد، وإسقاط كل السيناريوهات التى أعدت سلفاً لمصر والمنطقة العربية، بعد حالة الفوران والثورات التى شهدها كثير من الدول العربية، وكشف العديد من الوثائق السرية سواء لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون أو غيرها من المسئولين الأمريكيين والغربيين عن المخطط الاستراتيجى الذى أعد لدعم تيارات الإسلام السياسى فى الدول العربية وإسقاط النظم الحاكمة بهدف وصول هذه التيارات إلى الحكم كخطوة أولى، على أن تتبعها خطوات أخرى بعد أن تستقر السلطة فى قبضة هذه الجماعات، إلا أن المصريين بذكائهم الفطرى أيقنوا منذ الوهلة الأولى لقفز جماعة الإخوان المسلمين على السلطة أنها جماعة فاشية إرهابية لا تنتمى لهذه الوطن ولا تؤمن بالدولة الوطنية، وكشف قادتها برعونتهم وتصريحاتهم المستفزة للمصريين عن هويتهم الحقيقية، وجاءت ممارستهم للسلطة كاشفة عن مخططاتهم للقبض على مفاصل الدولة ومحاولة أخونتها، وفشلوا فى إدارة أصغر الأزمات التى تمثل عصب الحياة للمواطن ورأينا الطوابير على المخابز ومحطات الوقود، وباتوا بمثابة كابوس للمصريين يجب التخلص منهم.

< الحقيقة أن المصريين لم يستغرقوا وقتاً طويلاً لاكتشاف نوايا الجماعة التى لا تعترف بمفهوم الدولة الوطنية، ولا تعمل إلا لتحقيق مصالحها الخاصة وأهدافها فى إعادة إحياء مشروع الخلافة الإسلامية التى سعت تركيا لتحقيقه وهو الأمر الذى يحقق نفس أهداف المشروع الأمريكى لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط الجديد، وإعادة تقسيم الدول العربية إلى دويلات صغيرة، وعلى رأسها مصر والسعودية، بحيث تصبح إسرائيل هى القوة العظمى فى المنطقة، بعد تقسيم الدول العربية إلى كيانات صغيرة على أساس عرقى وطائفى لن ينتهى الصراع فيها والاقتتال الداخلى وتصفى بعضها بعضاً.. إلا أن وعى الشعب المصرى فاق كل التصورات والسيناريوهات، وأدرك بفطنته أن هذه الجماعة الفاشية، ما هى إلا ذراع لقوى دولية واقليمية، وعلى الرغم من إدراك المصريين لحجم التحديات فى مواجهة الخارج، وأيضاً فى الداخل ومواجهة ميليشيا الجماعة المدججين بالأسلحة إلا أن دفاعهم عن وطنهم وهويتهم لم يتزعزع، والحقيقة أن التهديدات التى واجهناها من قيادات وعناصر الجماعة كانت من الأسباب التى دفعتنا إلى أن يكون يوم الثلاثين من يونيو يوماً له تاريخ، وبالفعل سطر المصريون فى هذا اليوم أعظم ملحمة وأكبر حشد جماهيرى عرفه العالم، وكالعادة أكدت المؤسسة العسكرية الوطنية انحيازها للشعب المصرى، وجاء خطاب الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع آنذاك مؤيداً ونافذاً لإرادة الشعب، وتحقق مصر المعجزة فى حماية ذاتها وحماية باقى الدول العربية من المخطط الشيطانى.

< مؤكد أن مصر شهدت تحولات غير مسبوقة على شتى المستويات فى سنوات قليلة بعد أن عاد لها الاستقرار، واستعادة مؤسساتها كامل قدراتها، وباتت مصر واحدة من أهم دول العالم أمناً واستقراراً طبقاً لكل التقارير الدولية، وانطلقت مصر فى سباق مع الزمن لإعادة بناء بنيتها الأساسية من خلال مشروعات عملاقة فى شبكات الطرق والكبارى والمواصلات وأصبحت تضاهى مثيلاتها العالمية الحديثة، كما استطاعت مصر أن تضاعف المساحة المعمورة لديها من 7٪ إلى نحو 15٪ بعد أن قامت بإنشاء عشرات المدن الحديثة التى تمثل الجيل الرابع فى شتى أرجاء الوطن وعلى رأسها العاصمة الإدارية الجديدة لتستعيد مصر من جديد وجهها الحضارى الذى ميزها سابقاً على كثير من الدول، كما انطلقت مصر فى المشروعات الاقتصادية العملاقة فى شرق بورسعيد والسخنة وشرق العوينات وغيرها من المناطق الصناعية، واتجهت مصر نحو زيادة رقعتها الزراعية بنحو ثلاثة ملايين فدان جديدة فى الدلتا الجديدة وتوشكى وسيناء، ولم تتوقف مصر عن العمل برغم الأحداث العالمية الكبيرة بسبب جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية التى خلفت أزمات اقتصادية هائلة، ولم يغفل الرئيس السيسى علاقات مصر الخارجية واستعادة دورها الاقليمى والدولى وكانت البداية من أفريقيا واستعادة مصر لدورها المؤثر فى القارة السمراء، واستطاعت مصر أن تفرض التوازن الاستراتيجى فى منطقة الشرق الأوسط.. باختصار مصر تحقق قفزات هائلة برغم كل المعوقات العالمية، وليس أدل على ذلك من ارتفاع عوائد السياحة وقناة السويس وزيادة الصادرات والتحضر والحداثة التى تشهدها البلاد.

حفظ الله مصر