رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتى نلتقي

 

 

 

لا ريب فى أن كرة القدم استحوذت فى العقود الأخيرة على قلوب الجماهير وعقولهم، وباتت المقاهى والبيوت مستودعًا للفرجة الممتعة والانفعالات الجياشة، واحتدمت السجالات حول الفرق الكروية واللاعبين العباقرة والمدربين الفاشلين، يحدث هذا فى المسابقات المحلية والعالمية، فى مصر وفى غير مصر... فى أفريقيا أو أوروبا أو أمريكا، حيث باتت الأقمار الصناعية تنقل لنا ما يدور فى الملاعب فى التو واللحظة.

لكن هناك فرقًا طبعًا بين اللعب عندنا واللعب عندهم. هذا الفرق يتمثل فى أن منسوب المتعة يرتفع كلما خرجنا من المحيط العربي، بينما تتسم اللعبة وما حولها بالرداءة إذا كانت المباريات تجرى بين كثير من الفرق التى ينتمى لاعبوها إلى بلداننا المنكوبة بالفقر والمرض وانتشار الخزعبلات.

ترى ما السر فى هذا الهوس بالساحرة المستديرة وفقًا لتعبير المعلق الرياضى المدهش ميمى الشربيني؟ وكيف نفسر إقدام أكثر من مليارى إنسان على متابعة هذه اللعبة الأكثر شعبية فى العالم؟ والتى لم يقتصر الاهتمام بها على الرجال فقط، فنحن نشاهد الآن كيف تزاحم النساء الجميلات الرجال وتستولى على الكثير من المقاعد فى المدرجات!

فى ظنى أن ثمة خمسة أسباب رئيسة هى التى تفسر هوس الملايين بكرة القدم وشغفهم بها، وتتلخص هذه الأسباب فى الآتي:

1-  العدالة الفورية التى تتحقق فى التو واللحظة أمام الجمهور... فكل فريق يتكون من 11 لاعبًا، أى أن الخصمين متكافئان، وبالتالى لا مجال لفساد أو رشوة أو محاباة، وأنت تعلم شوق البشر الشديد إلى تحقيق العدالة.

2-  الحساب الفورى... مَنْ يخطئ من اللاعبين فى حق الخصم ينلْ عقابه فى الحال وأمام الجميع، ومَنْ يتفوقْ يتلقَّ آيات الإعجاب والفرحة فى الملعب أمام الجمهور، والحساب الفورى غاية يتمناها كل إنسان، لكن، للأسف، نادرًا ما تتحقق.

3-  العمل الجماعى... لا يمكن للاعب واحد فقط أن ينتصر على الفريق المنافس مهما أوتى من مهارات، فاللعبة تتكئ على العمل الجماعي، وهو فضيلة رئيسة فى حياة البشر وتطورهم منذ كانوا يعيشون فى الغابات ويتشاركون فى صيد الحيوانات أو مواجهة الأعداء.

4-  التطور التكنولوجى المذهل المتمثل فى التصوير البديع، فأنت تشاهد المباراة من الزوايا كافة، وأنت ترصد على الفور الحماسة التى تنتاب اللاعبين والانفعال الذى يعترى الجماهير.

5-  مراقبة النجوم كل لحظة أثناء المباراة يحقق للمشاهد متعة خاصة جدًا، فبريق النجم يخطف أعين عشاقه ومحبيه، وقد احتشدت الملاعب بنجوم أفذاذ نذكر منهم بكل حب وفخر واعتزاز النجم المصرى العالمى محمد صلاح صاحب الموهبة الكروية الخارقة.

ترى... هل أدركت الآن سر هوس الناس بكرة القدم وشغفهم بها؟