رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

ياسر المصرى العضو المنتدب لشركة العربى الأفريقى الدولى لتداول الأوراق المالية والسندات:

زيادة مخصصات الصحة والتعليم تحول الزيادة السكانية إلى مورد مهم فى التنمية الاقتصادية

ياسر المصرى العضو
ياسر المصرى العضو المنتدب لشركة العربى الأفريقى الدولى

3 مستهدفات تعزز ريادة الشركة بين الكبار

تذكر ما أنت بارع فيه وتمسك به، كن رائعاً فيما تتمناه، فأنت تستحق، احتفظ بصور الماضى، فهى ما تدفعك إلى الأمام دائما، واصل كفاحك مهما كسرت العقبات قوتك، لا تتوقف عن التطور والتقدم، فهو سر قوتك، عليك أن تعطى أفضل ما لديك، فالإخلاص ثمرة طيّبة.. وكذلك محدثى رغبته فى تحقيق النجاح الدائم يفوق خوفه من التعثر، وهو سر قوته.

تذكر دائماً أن الخيارات لا متناهية، ولست محدوداً بفرصة واحدة، ففى اختياراتك آفاق واسعة، وسعيك المتميز لتحقيق الأفضل هو ما يمنحك التفرد.. وعلى هذا كانت مسيرة الرجل منذ الصبا.

ياسر المصرى، نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة العربى الأفريقى الدولى لتداول الأوراق المالية والسندات.. تفكيره الإيجابى يجعله يرى الطرق المضيئة، اجتهاده جعله قادرا على عبور المطبات، أن يكون سببا فى سعادة الآخرين هو هدفه الدائم، لا ينسى كل من ساهم فى صناعة شخصيته ونجاحاته وأولهم زوجته.

سور خرسانى بتصميم هندسى جذاب، تقع خلفه مساحة عشبية خضراء، 200 متر عبارة عن أشجار كبيرة، عالية، ذات لون أخضر ساطع، أشجار زينة بألوان مختلفة، تملأ المكان طاقة إيجابية، أحواض من الورد والزهور تتوسط المساحات الخضراء، على بعد أمتار يبدو سلم المدخل الرئيسى، وبدا أكثر إبداعا فى الديكور.. لون بيج يمتزج بالألوان الكلاسيكية، والخطوط الذهبية.

لوحات متعددة، وتراث من الريف الهولندى، تجسد حياة الفلاحين، ديكور مكتبى يستحوذ على كل الأركان، أثاث بخطوط ذهبية، الإضاءة القوية، هى السائدة، الهدوء والراحة طاقة إيجابية فى المكان.

على بعد أمتار، تصطدم بشكل جميل مكون من مكتبه، كبيرة، ومجموعة نادرة من الكتب، مكتب، وأثاث بسيط، روايات، والمجلدات الدينية، منظم ومرتب، محدد الأفكار.. هكذا الرجل يتبين من خلال ما يسطره فى أجندة أعماله اليومية، ذكريات يقص حكايته، يصف فى سطورها محطاته بحلوها ومرها.. استمد قدرته على تجاوز الصعب منها بكلمات افتتاحية لوالده بقوله.. «العبرة ليست بطول الأمد إنما فيما تعلمته منك للأبد شكراً أبى وأمى».

هادئ، ومخلص، حماسى فى رؤيته للأحداث، يتوقف كثيرا ليبدى ملاحظات، تعبيراته دقيقة حينما يتحدث عن المشهد الاقتصادى.. يقول إن «الاقتصاد الوطنى يحقق نموا، لكن هذا النمو يلتهمه التضخم، بسبب الزيادة السكانية، وهى أكبر المشكلات التى تواجه الاقتصاد، خاصة أنها مصدر استهلاك، وليس موردا مثل اقتصاديات أخرى، ومن أجل تحويل هذه الزيادة إلى مورد يتطلب الأمر إعادة تأهيل، وهذا يكون من خلال الاهتمام بالتعليم والصحة، وزيادة مخصصاتهما فى الموازنة، وقتها ستكون الزيادة السكانية موردا وليس عبئا».

وتابع قائلا أن «الحرب الروسية الأوكرانية كانت جزءا من أسباب التضخم، والجزء الأكبر بسبب الزيادة السكانية، فرغم زيادة الإنتاج من السلع الرئيسية مثل القمح، إلا أن هذه الزيادة لم تكفِ حاجة السكان، ولعلاج الخلل، لابد من العمل على إنتاج سلع تنافسية تصديرية، وأيضاً الاعتماد على إنتاج الخدمات غير المادية عبر الابتكار، فى الأفكار وقدرتها على خلق منتجات فكرية تنافسية».

< إذن.. ماذا عن رؤيتك للمشهد الاقتصادى خلال الفترة القادمة؟

- بثقة ووضوح يجيبنى قائلا إن «التفاؤل يسود اقتصاديات العالم، فى ظل بدء انحسار التضخم التدريجى، ووصوله إلى 18% فى عام 2024، ثم 5% فى عام 2028، مع استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية الدولية، وهو ما يشير إلى تحقيق معدلات نمو فى العامين القادمين بنسبة تصل إلى 5% خلال عام 2024 مقابل 3.7% من العام 2023، بدعم القفزات المتوقعة فى القطاع السياحى، وزيادة التصدير، وبيع جزءا من الأصول القائم، بالإضافة إلى تراجع أيضاً معدلات المخاطر على الدين المحلى، وكلها عوامل تمثل دافعاً قوياً لتعافى الاقتصاد».

بفلسفة لكى تكون ناجحا، عليك مواجهة كل التحديات، ونفس الأمر يرى الرجل السياسة النقدية ممثلة فى البنك المركزى، والذى واجه تحديات كبيرة، بعد الحرب الروسية الأوكرانية، إذ مع بدء الإجراءات الإصلاحية مع موجة التعويم الأولى نوفمبر 2016 شهدت العملة الصعبة وفرة فى السوق المحلى، وبالتالى لم توجد أزمة فى توافر الدولار، لكن مع الحرب الروسية الأوكرانية، وزيادة معدلات التضخم عالميا، راحت البنوك المركزية العالمية تجرى رفعا لأسعار الفائدة، مما نتج عنه عمليات سحب للأموال الساخنة، أثر ذلك فى الاحتياطى النقدى الأجنبى المحلى، وبحسب قوله فإن السياسة النقدية ما هى إلا سياسة مسكنات وليست حلولا جذرية، إلى أن تستطيع الدولة الإنتاج والتصنيع، والتصدير إلى الخارج، وقتها تتمكن من تخفيف الأعباء، وتحقيق التوازن للاقتصاد، وزيادة حصيلة العملة الصعبة.

لا يتوقف عن التفكير، ويسعى إلى أن يقدم حلولاً غير تقليدية، ويتبين ذلك فى حديثه حول المسار الإصلاحى للاقتصاد عبر السياسة النقدية، بقيام البنك المركزى باتخاذ العديد من القرارات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وذلك بإلغاء العمل بنظام الاعتمادات المستندية، والعمل على تحرير المواد الخام، والسلع التى ظلت فترة مكدسة فى الموانئ، مما زاد من معدلات التضخم، والأسعار لقلة المعروض بالسوق المحلى.

رغم الجدل المثار بين الخبراء والمراقبين حول رفع سعر الفائدة، أو خفضه وأيهما أفضل للاقتصاد، إلا أن محدثى له رؤية خاصة فى هذا الصدد تقوم على أن البنك المركزى اضطر إلى رفع أسعار الفائدة طوال الفترة الماضية، أسوة بالبنوك المركزية العالمية، وذلك حتى يحافظ على ما يمتلك من أموالاً ساخنة، وكذلك محاولة جذب استثمارات محفظة جديدة، وكذلك مواجهة الدولرة فى السوق، وكان الاختيار أمام الحكومة هو رفع أسعار الفائدة.

< هل ترى أن استمرار الاقتراض الخارجى له تأثير سلبى على الاقتصاد الوطنى؟

- لحظات صمت وتفكير ترسم على ملامح الرجل قبل أن يجيبنى قائلاً إن «كلمة السر فى الاقتراض هى التدفق النقدى، وتوافره سوف يسمح للدولة بسداد التزاماتها، عبر إيراداتها المتاحة من السياحة، وقناة السويس، وتحويلات العاملين فى الخارج، ورغم أن الدولة مضطرة لذلك يجب أن تكون هناك عملية ترشيد فى الاقتراض الخارجى».

كل شىء يستحق الحصول عليه لا بد العمل من أجله، ونفس الأمر بالنسبة للسياسة المالية بحسب رؤيته، إذ يرى أن وزارة المالية مضطرة فى الاعتماد على الضرائب كمورد مهم، بعد انحسار الموارد والإيرادات، لكن ذلك يتطلب آليات وطرقاً جديدة لتخفيف العبء عن المواطنين، بالإضافة إلى ضرورة العمل على استقرار قانون الضرائب لفترة زمنية محددة، حتى يتمكن المستثمر من دراسة الجدوى الخاصة بمشروعاته الاستثمارية، حتى يتمكن من وضع خطط لتحديد فترة لاسترداد رأس مال المشروع، بالإضافة إلى العمل على ضم المهن الحرة المختلفة كخطوة أولى، لاستقطاب هذا القطاع، ثم الاتجاه على القطاعات المختلفة، فى الاقتصاد غير الرسمى، وتوفير كافة المحفزات التى تعمل على فتح شهية هذه القطاعات بالانضمام للاقتصاد الرسمى، والعمل على ثبات القوانين.

تحليل الأمور بدقة، والحرص على التفكير الدائم من السمات التى تميزه، ويتبين ذلك فى الحديث عن الاستثمار، حيث يعتبر أن مشكلة استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة تتمثل فى حل أزمة سعر الصرف، وبمجرد الانتهاء من هذه المشكلة سوف تتدفق الاستثمارات، مثلما كان قبل ثورة يناير 2011، وعلى الدولة فى هذا الملف التشديد على تطوير المناخ التشريعى، والقانونى، بالإضافة إلى ضرورة تسهيل الإجراءات أمام الاستثمار المحلى فيما يتعلق بإعادة النظر فى العديد من أسعار الخدمات مثل الطاقة، بالإضافة إلى العمل على دعم القطاع الخاص المحلى، حتى يتمكن من استكمال دوره فى التنمية المستدامة، من خلال المنافسة الحيادية، بعدم مزاحمة القطاع الحكومى للقطاع الخاص، واكتفاء القطاع الحكومى بالإشراف والمتابعة فقط.

< ما تعليقك على ملف الطروحات الحكومية.. وهل الوقت مناسب لتنفيذ الطروحات؟

- علامات تعجب ترتسم على ملامحه قبل أن يجيبنى قائلا إن «الحكومة اتجهت إلى طرح بعض الشركات لمستثمر استراتيجى، حتى تستطيع توفير دولارات سريعة، تتمكن خلالها من تغطية احتياجات السوق من عملة صعبة، بالإضافة إلى طرح نسبة بسيطة للمستثمرين فى السوق، فى ظل توافر السيولة، وارتفاع أحجام التداولات بالسوق».

ادفع نفسك بنفسك فلن يفعل ذلك أحد من أجلك، فلا أحد يمكن أن يحطم أحلامك.. بهذه الفلسفة كانت مسيرة الرجل فى محطاته المتعددة، نجح فى كل مكان عمل به فى أن يترك بصمة، وبفكر ناجح تبنى استراتيجية احترافية وقت الأزمات قائمة على الحفاظ على الشركة والبقاء، ومع تحرك السوق ونشاطه انتهج الرجل استراتيجية توسعية تقوم على النمو، والاستفادة من حركة ونشاط السوق، بإضافة أنشطة جديدة، تتصدرها رخصة شهادات الإيداع الدولية «G D R» ورخصة السندات، بالإضافة إلى نشاط جديد قائم على التكنولوجيا «آلية تفاعل تطبيق التنفيذ عن بعد مع العملاء»، وهو ما ساهم فى تحقيق قفزات فى أرباح الشركة وصلت إلى 200%، خلال النصف الأول من العام الجارى 2023.

الناجحون واجهوا المصاعب، وعرفوا الخسارة، لكن فى نفس الوقت عرفوا الطريق يصل بهم إلى أحلامهم، وهو ما حققه، ويستكمل ذلك عبر مستهدفات من شأنها تعزيز مكانة الشركة بين الكبار فى السوق، تقوم هذه المستهدفات على 3 بنود رئيسية منها السعى لتحقيق مركز متقدم ضمن العشر شركات الكبار، فى البورصة، وبيع خدمة عالية الجودة للعملاء، بدلا من العملات الصفرية التى تقوم عليها بعض الشركات، وذلك من خلال إدارة أبحاث مالية، وفنية أكثر احترافا، ومسئول حساب مؤهل تكون مسئوليته خدمة العميل، وكذلك التركيز على العملاء ذات الملاءة المالية العالية، وسرعة أداء الخدمة لعملاء الشركة.

دائماً ما يقدم العمل المتميز، من خلال روح الفريق، وهو سر نجاحه، يحرص دائماً على أن يقدم النصيحة للآخرين، ومنهم أولاده وأحفاده بالاجتهاد والتواضع، لكن يظل شغله الشاغل فى الحفاظ على قوة وريادة الشركة فى السوق مع مجلس الإدارة.. فهل ينجح فى تحقيق ذلك؟