اتجاه
نُذكِر الدكتور أيمن مختار، محافظ الدقهلية، أن المرة الأولى التى خاطبناه فى هذا المكان، كانت فى أواخر شهر يوليو 2021، عندما تحدثتا عن انهيار الخدمات تماماّ، فى عموم قرى الوحدة المحلية بالعمارنة، وعدم قدرة الناس على التكيف، سواء مع التراخى، فى شأن تهالك مرافق مياه الشرب والصرف الصحى والكهرباء، أو مع الإهمال، فبما يتعلق بترعة الطوابرة- حادوس، التى هى الآن، عبارة عن مزرعة لتوليد الفيروسات والأمراض القاتلة، نتيجة التلوث الذى تشارك فيه وزارة الموارد المائية والرى نفسها، منذ أن توقفت عن استكمال أعمال التغطية، وبالتالى تحولت إلى مخزن للقمامة من ناحية، ومصيدة تقتل الأطفال، من ناحية أخرى.
الإهمال الثانى، الذى خاطبنا المحافظ عن خطورته، كان الطريق الواصل ما بين قرية الطوابرة وبحر حادوس- لا يتعدى طوله الـ5 كيلومترات تقريباّ- وباعتبار أنه الشريان الحيوى الوحيد، الذى يخدم سكان عشرات القرى، وطريق تجارى يربط بين محافظات الدقهلية والشرقية وبور سعيد، ورغم أهميته فى تعظيم المنفعة التنموية والاقتصادية للمنطقة، غير أن هذا الطريق، لم تمتد إليه أى عمليات إصلاح، بل حولته وزارة الرى إلى ممر ضيق، بسبب نواتج تطهير الترعة المجاورة، زادت حالته سوءاً، إلى جانب ما فيه من سوء الحفر والمطبات، التى تجعله خارج الخدمة والصلاحية، وطريق موت بسبب ما يقع عليه من حوادث
ورغم المخاطر، التى طرحناها أمام ناظرى المحافظ، إلا أنه لم يظهر أى استجابة، منذ المخاطبة الأولى، قبل عامين، ولو حتى من باب جبر خواطر أبناء المنطقة، الذين من صلب عمله أن يتعامل مع مشكلاتهم، على أن حلها حق دستورى، يبدأ من الالتزام الحكومى، وينتهى بمسئوليته عن التنفيذ، وبالطبع نعرف حجم المشاغل الضخمة، التى تستحوذ على وقت وجهد المحافظ، فى أن يباشر متابعته لما يجرى فى محافظة واسعة، مثل محافظة الدقهلية، فى حدودها 110 وحدات محلية، تنتشر فى21 مركزاّ ومدينة، فضلاّ عن 336 قرية و2072 عزبة، وهو ما يفسر- ربما- التباطؤ فى حل بعض مشكلات المرافق والخدمات، لكنها مسئوليته وطاقمه التنفيذى.
هذا الكلام لن يكون مبرراً، لأن يصرف المحافظ «أيمن مختار»، النظر عن ضرورة دراسة ملف ترعة الطوابرة، والعمل على استكمال تغطيتها، وأيضاً ملف الطريق، الذى يحتاج لإجراء عاجل بتطويره ورصفه، وحتى يقتنع بضرورة القيام بذلك، إما يتفضل بزيارة شخصية، ليقف على حقيقة الوضع السيئ فى المنطقة، أو يكلف لجنة من المحافظة، تنقل له الحالة المزرية، التى عليها كل من الترعة والطريق، وأنا على يقين، بأنه فى الحالتين، سيتخذ القرار العادل، بسرعة استكمال تغطية الترعة، فى المسافات القليلة المتبقية، بالتوازى مع أعمال رفع القمامة ونواتج الحفر عن حرم الطريق، التى يجب أن تجرى مع أعمال التوسعة والرصف.
وأظن أن الخطة الاستثمارية، يمكن أن تغطى حاجة مراكز وقرى المحافظة من مشروعات، إذا ما كانت هناك أولويات عادلة، تستوعب حق من يدفعون الضرائب والرسوم الحكومية، فى مرافق وخدمات كفؤة، خاصة أن ميزانية هذا العام 2023، ارتفعت إلى 7 مليارات جنيه، لتمويل 493 مشروعاً تنموياً، بزيادة 12.9% عن العام الماضى، عندما كانت 6.2 مليار جنيه، و333 مشروعاً فقط، لذلك يستحق الناس هنا، أن تتحصل منطقتهم على نصيبها الدستورى، من هذه الميزانية الضخمة، التى ينفقها المحافظ على مشروعات تطمس معالم النيل فى مدينة المنصورة، فيما يترك القرى تعانى من مرافق وخدمات منهارة.. حان وقت العدالة فى الإنفاق.