عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تحل علينا الذكرى العاشرة لثورة 30 يونيو المجيدة، لتعيد إلى الأذهان ذكرى انتصار إرادة الشعب المصرى على غرور وغطرسة جماعة الإخوان الإرهابية، تلك الجماعة التى تاجرت بالدين من أجل الوصول إلى الحكم، فمنذ اليوم الأول من وصول مرشح الجماعة، محمد مرسى، للحكم، شعر المصريون أنه ليس رئيساً لكل المصريين، فقد استهل خطابه الأول بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية، معلناً بداية عصر جديد ودولة جديدة، الحكم فيه «للأهل والعشيرة».

لم يتوقف الرئيس الإخوانى المعزول عن استفزاز الشعب المصرى بكل فئاته، فقد صنعت الجماعة عدواً فى كل شبر من أرض مصر، ففى 8 يوليو 2012، أصدر محمد مرسى قراراً جمهورياً بعودة مجلس الشعب المنحل، فى تحدى صارخ لحكم المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية قانون الانتخابات، فكان مسماراً فى نعش الإخوان، حيث أثار ذلك غضب قضاة مصر والقوى السياسية والشارع المصرى، وطعن كثيرون على قرار مرسى وقضت المحكمة الدستورية العليا بوقف القرار بعودة مجلس الشعب.

واستكمل الإخوان خطتهم الدنيئة لإقصاء كل المخالفين لهم، ومنهم أقباط مصر، الذين أعلنوا انسحابهم من الجمعية التأسيسية لوضع الدستور، مؤكدين أن الدستور الذى أعده الإخوان لا يعبر عن التوافق الوطنى وهوية مصر التعددية، كما يمثل انتقاصاً لحقوق المواطنة، وهو الموقف الذى لم تهتز له الجماعة، فقد استمر التيار الإسلامى فى سيطرته منفردا على اللجنة التأسيسية لوضع الدستور، وسط تزايد حالة الاحتقان بين كافة أطياف الشعب.

وفى واحدة من محاولات السيطرة على مقاليد الدولة، أصدر المعزول فى 22 نوفمبر 2012، إعلاناً دستورياً مكملاً، منح نفسه مزيداً من السلطات وحصن قراراته من الطعن عليها قضائياً، ومنع حل مجلس الشورى والجمعية التأسيسية لوضع الدستور الجديد، وهى الخطوة التى أشعلت فتيل الاحتجاجات فى الشارع المصرى مرة أخرى، لترد الجماعة على ذلك بحشد أنصارها فى مظاهرات مؤيدة أيضا لتضع الشعب المصرى فى مواجهات فى جميع ميادين مصر، وانتهت بالأحداث الأكثر دناءة فى حكم الإخوان، وهى أحداث قصر الاتحادية، والتى دعت فيها المعارضة الشعب للخروج بشكل سلمى إلى الشارع والاعتصام، فتحرك المتظاهرون باتجاه الاتحادية وتظاهروا فى محيطه، ليرد أعضاء جماعة الإخوان بالاحتشاد والاعتداء على المتظاهرين السلميين فى اشتباكات عنيفة حاملين أسلحة مما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات على رأسهم الصحفى الحسينى أبوضيف.

استمرت الجماعة الإرهابية فى استفزاز شعب مصر فى كافة المناحى فى محاولات محمومة للسيطرة على مفاصل الدولة، مثل القرار بتعيين النائب العام من بين أعضاء السلطة القضائية بقرار رئاسى لمدة 4 سنوات، مما يعد تعدياً صارخاً على استقلال السلطة القضائية، وإقرار دستور 2012 فى غياب تام للتوافق، وغيرها من القرارات التى اعتبرت خطر داهم على الأمن القومى المصرى.

كما عانى المواطن المصرى خلال حكم الإخوان من تدنى الخدمات بشكل ملحوظ، فقد تفاقمت أزمة الكهرباء فى كل ربوع مصر، وانتشر الظلام الدامس، وامتدت طوابير البنزين، وهو ما فسره اكتشاف بيارات للوقود، فجماعة الإخوان لجأت لكل الحيل لتصدير هذا الوقود لحلفائها، فى الوقت الذى يئن فيها المواطن المصرى.

كل هذه الأحداث وأكثر خلقت يقيناً فى نفس كل مصرى، أن مصر تدار من مكتب الإرشاد القابع فى منطقة المقطم، وبات معروفاً أن القرارات والقوانين تأتى من مكتب الإرشاد، رغم أنه ليس له أى حيثية قانونية، لكنه مبدأ السمع والطاعة الذى يلزم كل عضو داخل الجماعة بتنفيذ ما يراه المرشد فقط، دون مراعاة لمصلحة الوطن والمواطن.

وكانت نقطة التحول فى انتقال تصنيف الجماعة من جماعة دينية وصلت إلى السلطة إلى جماعة إرهابية تدعم الجماعات الإرهابية ضد الجيوش النظامية، عندما اختطف 7 جنود، قبل أن يفرج عنهم فى ظروف غريبة، حيث تدخلت الجماعة للإفراج عن الجنود عبر وساطات أكيدة مع الجهاديين، وهنا كان التصريح الغريب للمعزول، الذى وقفت عنده كل الأقلام والصحف، وهو مطالبته لأجهزة الأمن والجيش بالحفاظ على سلامة المخطوفين والخاطفين!

وجاءت ثورة 30 يونيو المجيدة لتكتب كلمة النهاية للعام الأسود الذى حكمت فيه الإخوان مصر، وامتلأت الميادين بملايين المصريين لتنتصر إرادة الشعب ضد الإرهاب الأسود وتسقط الجماعة التى تلوثت أيديها بدماء المصريين، وهددت بقتل وسحل كل من يعارضها، لتحمى الثورة الهوية المصرية من الاختطاف ومحاولات تشويهها وطمسها.

ومن هنا نوجه التحية والتقدير للقائد الزعيم الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى حمل روحه على كتفه وأنقذ مصر من بطش الإخوان، حينما كان وزيرا للدفاع، حيث انحازت القوات المسلحة المصرية للشعب ورفضت الوقوف ضد إرادة المصريين أو رفع السلاح فى وجه الشعب، وتحية وتقدير للقوات المسلحة والشرطة المصرية الذين خاضوا معركة ضروساً ضد الإرهاب الغاشم وتصدوا له حتى نجحوا فى القضاء عليه.. وجاءت الثورة المجيدة لتعود مصر لحضن شعبها وتستعيد عافيتها لنفخر بها طول العمر ونفخر بجيشنا ورئيسنا.

كل عام ومصر وشعبها بخير وأمان.

 

 

عضو مجلس الشيوخ

عضو الهيئة العليا بالوفد