الركود يضرب سوق الأضاحي بالفيوم بسبب إرتفاع الأسعار

شهدت أسواق بيع الأضاحي في محافظة الفيوم قفزة كبيرة في الأسعار، مما تسبب في حدوث ركود في حركة البيع والشراء، وعزوف غالبية المواطنين عن الشراء.
وتباينت آراء المواطنين حول كيفية توفير الأضحية مع ضمان سلامة اللحوم، وخاصة بعد الارتفاع الجنوني في الأسعار وانتشار العديد من الأمراض الوبائية بين الأبقار والأغنام، بعد ضبط عددا من الجزارين يقومون ببيع لحوم غير صالحة للاستهلاك الآدمي.
وكانت غالبية شوادر اللحوم الخاصة بالجزارين خلال السنوات الماضية تقوم بالإعلان عن أسعار الأضاحي قبل قدوم عيد الأضحى بشهر أو شهرين، ولكن هذا العام شهدت المحافظة عزوف عدد كبير من الجزارين عن الإعلان عن فتح الشوادر الخاصة بالأضاحي، وذهب الأهالي إلى اشتراك عددا من الأسر في الأضحية، وذبحها بالمنازل لضمان خلوها من الأمراض، والتأكد من مطابقتها لمواصفات الأضحية الصحيحة حسب الشريعة الإسلامية، ولم يختلف الحال كثيرا في أسواق الماشية، بعد أن شهدت الاسواق ركودا كبيرا في عملية البيع والشراء، لعدة أسباب يأتي على رأسها إرتفاع الأسعار الجنوني وإصابة الماشية بالأمراض الوبائية خلال الفترة الماضية، بالإضافة إلى الانتظار إلى ماقبل العيد مباشرة، طمعا في نزول أسعار الماشية والخراف الحية، بسبب اضطرار المربين إلى البيع حتى لايفوتهم الموسم .
في البداية يقول شعبان أحمد السيد تاجر ماشية، أن حركة البيع والشراء تشهد ركود كبير، على غير المعهود خلال هذه الفترة والتى تعد موسم رئيسي للتجار والمربين، الذين يقومون بتربية الماشية خلال الفترة الماضية، وينتظرون موسم عيد الأضحى للبيع بأسعار مرتفعة تعوضهم عن إرتفاع التكلفة بسبب الارتفاع الجنونى في اسعار الأعلاف، مضيفا بأن أسعار اللحوم فى رؤوس الأبقار تتراوح بين 135 الى 140 جنيها للذكور و127 إلى 133 جنيها للإناث، بينما يصل سعر الكيلو فى الخروف إلى 150 جنيها.
عزوف المواطنين عن شراء اللحوم بسبب إرتفاع الأسعار وأمراض الماشية
ويضيف مصطفى شعبان صاحب أحد شوادر اللحوم، أن هناك تراجعا كبيرا في عملية شراء اللحوم، بسبب إرتفاع الأسعار التى تسببت بها أسعار الأعلاف باهظة الثمن، بالإضافة إلى مطالبة المواطنين للجزارين بالذبح أمامهم حتى يتم التأكد من خلو اللحوم من الأمراض، وكذلك تطالبنا مديرية التموين ومديرية الطب البيطرى بضرورة الالتزام بالذبح من خلال المجازر الحكومية، لذلك عزف الكثير من أصحاب الشوادر عن شراء الأضاحي وعرضها هذا العام، حتى لا يتحمل الخسائر بسبب عدم الشراء من الشوادر، وذهاب المواطنين الى فكرة الاشتراك فيما بينهم في شراء الأضحية، وذبحها بالمنزل، وكذلك قرر عدد كبير من الجزارين القيام بذبح الأضاحي للمواطنين بمقابل، بدلا من بيع اللحوم في الشوادر، خوفا من الخسائر.
وقال سعد فاروق محمود من أهالي قرية منشأة عبدالمجيد أننا كنا نقوم بتجميع ثمن الأضحية من خلال اشتراك مجموعة من الأسر سويا وكانت الأسرة الواحدة تدفع حوالي 5 آلاف جنيه عن نصيبها في السدس أو السبع، ولكننا هذه العام أصبح مطلوب من كل أسرة أكثر من 10 آلاف جنيه حتى يتمكن من الاشتراك في الأضحية، مضيفا بأنهم قاموا بشراء أضحية تزن 530 كيلو قائم بسعر 140 جنيها للكيلو بإجمالي سعر الأضحية 74.200 جنيه بخلاف مصاريف الجزار والنقل مما يجعل كل أسرة مطالبة بدفع 11 ألف جنيه في حال تم اشتراك 7 أسر في الأضحية، حسب الشريعة الإسلامية.
وكانت مديرية التموين والتجارة الداخلية بالفيوم قد قامت بتوفير عددا من المنافذ لبيع اللحوم للمواطنين بأسعار مخفضة، مع تشديد الرقابة والحملات التفتيشية على الجزارين، مع التأكيد على عدم قيام الجزارين بالذبح في الشوارع، فضلا عن إعفاء المواطنين والجمعيات الأهلية من رسوم ذبح الأضاحي داخل المجازر الحكومية خلال أيام العيد.
وكان الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، قد عقد اجتماعا بحضور مسئولي التموين والطب البيطري، أكد خلاله على المتابعة الدورية للحملات المشتركة، على منافذ بيع اللحوم ومحال الجزارة بشتى أنحاء مدينة الفيوم، خاصة بالمناطق الشعبية، فضلاً عن التنسيق بين مسئولي المتابعة الميدانية ورؤساء مجالس المدن للتأكد من ضبط أسعار المعروض من اللحوم بشتى منافذ البيع ومحال الجزارة بالمراكز، ومتابعة فحص عينات من اللحوم المعروضة للتأكد من جودتها وسلامتها، والعمل على زيادة المعروض منها بمنافذ التموين والشوادر التابعة للمحافظة، تيسيرا على المواطنين.




