رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الطلاق وكيف نتجنبه؟

 

تخيل... أكثر من ربع مليون حالة طلاق فى مصر فى عام 2021، وبالتحديد 254777 حالة كما ذكر ذلك الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، فى حين كانت النسبة أقل قيلا فى العام السابق، أى فى سنة 2020، حيث بلغ العدد 222039 حالة طلاق.

هذه الأرقام منذرة بلا ريب، إذ تعنى ان هناك خللا كبيرًا فى مفهوم الأسرة ودورها وضرورتها للحفاظ على السلامة النفسية للأبناء الذين يمثلون المستقبل، فإذا تعرض الأبناء لزلازل نفسية مؤذية بسبب انفصال الأبوين، فهذا يعنى أن المستقبل ليس بخير، إذ كيف يصنع المستقبل المزدهر أناس مأزومون نفسيًا؟

لاحظ أننى أتحدث هنا عن الطلاق الذى يحدث بين زوجين لديهما أبناء، لأننى مشغول بالمستقبل، أما الزوجان اللذان حُرما من الإنجاب، فلا أناقش قضايا طلاقهما فى هذا المقال.

فى ظنى أن هناك عدة أسباب تدفع الإنسان إلى طلب الطلاق والإصرار عليه، سواء كان رجلاً أو امرأة، ولكن قبل ذكر تلك الأسباب عندى ملاحظة أود تحريرها وتتلخص فى أن المرأة بعد الإنجاب تصبح مأسورة بشكل شبه تام لابنها، فهو الذى يستحوذ على جل اهتمامها ورعايتها، وهذا أمر طبيعى جدًا، لأنه غريزى جبار متسلط تخضع له جميع الإناث فى الكائنات الحية، فإذا زاد عدد الأبناء، صار انشغال الأم بهم أكثر وأكثر، الأمر الذى قد يؤلم الزوج إذ يشعر بأن امرأته أزاحته من بستان اهتمامها ورعايتها، فتزدهر فى داخله أشجار السخط، خاصة إذا كانت الزوجة ضمن طائفة العاملات، إذ ستغدو ممزقة بين عملها وأبنائها وبيتها، وهو أمر بالغ المشقة على المرأة، وبالغ العذاب على الزوج!

من هنا، وحتى لا تتفاقم الخلافات المتوقعة بين الزوجين، على الرجل أن ينتبه لظروف زوجته فيتعامل مع غريزة الأمومة لديها برفق وحنان، فلا يتأفف إذا شعرت بتعب، ولا ينتقد تصرفاتها إذا غفلت عن أمر يخصه، فلا يزعج المرأة شيئاً قدر نقد قولها أو تصرفاتها.

تدخل الأهل، خاصة الحموات، فى حياة الزوجين يشعل دوما نار الخلافات، فليت الأهالى تبتعد عن خصوصيات الأبناء، وتتركهم يواجهون الخلافات معًا. علمًا بأن الرجل يجب أن يعى أنه قائد الأسرة، وأن عليه أن يعكف على تخفيف الاحتقان مع أم أولاده، وأن يصبر على ظروفها، فهى تحمل أعباء جسامًا، حتى لا تغدو عدوًا له، كما قال الله عز وجل فى سورة التغابن: (يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوًا لكم، فاحذروهم...).

كما يجب على الزوجة أن تتحمل شطحات زوجها وانفعاله قدر الإمكان، فالذكور عادة ذوو انفعالات فياضة قد يشوبها التوتر الشديد أحيانا، علمًا بأن مرور الأيام ونمو الأبناء سيعززان مشاعر الأبوة.

إن الآباء والأمهات يمثلون الحاضر والماضى، أما الأبناء فهم الحاضر والمستقبل، فمن يضحى بالمستقبل ويدمره بإصراره على الطلاق، سواء كان الزوج أو الزوجة، يدخل من الباب الضيق لطائفة الأنانيين.

باختصار... بعض الصبر حتى تصل سفينة الزواج إلى الشاطئ بأمان.