رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

رحم الله المستشار مصطفى الطويل رأس الحكمة فى حزب الوفد. هذا الرجل الذى يعد بحق أحد أقطاب الوفد الرئيسيين، والذى لعب دورا كبيرا على ما مدار تاريخه الطويل فى الحياة السياسية المصرية خاصة داخل حزب الوفد.. لقد عرفت المستشار مصطفى الطويل على مدار ما يزيد على 37 عاما متتالية. لقد كنت من أشد المعجبين بفكره ورأيه وحكمته. وكنت آنس إليه فى الملمات والأزمات. كان الراحل الكريم من الأشخاص المعدودين فى حزب الوفد الذين لهم باع طويل فى حل الكثير من المشاكل. ولا يمكن بأى حال من الأحوال أن ننسى دوره البارع والبارز فى إنهاء الكثير من الأزمات داخل الحزب العريق، خاصة عندما تختلف الهيئة العليا للحزب على أمر ما. وقد لمست ذلك واضحا من خلال حضورى اجتماعات الهيئة العليا.. لقد كان مصطفى الطويل الذى يتمتع بحب جارف بين الوفديين جميعا سواء من الهيئة الوفدية أو جماهير الحزب العريقة، له مكانته وله قيمته القانونية والفكرية فلم يكن مصطفى الطويل مستشارا أو رئيسا لمحكمة فقط، وإنما كان رجلا يتمتع بالفكر والرؤية الليبرالية التى تكاد تنعدم الآن فى زمننا هذا.

وأذكر أننى تعرفت عليه أكثر على مدار 12 عاما من التعامل المباشر من خلال إرسال مقاله الأسبوعى الذى كان ينشره فى جريدة الوفد حينما كنت رئيسا لتحرير جريدة وموقع الوفد.

أذكر للمستشار مصطفى الطويل أن هذا الرجل كان حكيما بمعنى الكلمة، فالحكمة تعنى الخبرة الواسعة والفكر المتحضر والرأى السديد فى الأزمات والرؤية الثاقبة لحل المشكلات، وما أكثر ما دخل فى حل لهذه الأزمات.. لم يكن مصطفى الطويل فى يوم من الأيام شخصا عاديا بل كان الرجل صاحب فكر ورأى قبل أن يكون قانونيا، وقبل أن يكون فقيها دستوريا.

من هو مصطفى الطويل

هو نجل عبدالفتاح باشا الطويل وزير العدل السابق، وكان رئيسا للجنة فض المنازعات، وتم اختياره رئيسا شرفيا لحزب الوفد مدى الحياة. وقد شغل الراحل الكريم رئاسة حزب الوفد فى الفترة من عام ٢٠٠٦ حتى عام ٢٠٠٧، ورفض الترشح على رئاسة الحزب بعد ذلك. وأطلقت عليه الهيئة الوفدية للحزب، الجمعية العمومية، رئيسا شرفيا لحزب الوفد مدى الحياة، ليكون مختلفا عن غيره.

وقد سمعت شخصيا من المستشار الطويل كيفية دخول الرئيس الراحل جمال عبدالناصر الكلية الحربية ودور أسرته فى هذا الحين يقول فى هذا الشأن.

والدى وزير العدل الأسبق المستشار عبدالفتاح الطويل كان زعيم حزب الوفد؛ ورئيسا للجنة العامة للوفد حينها بمحافظة الإسكندرية، وكان خال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر قياديا بارزا فى حزب الوفد أيضا بالإسكندرية، وكان يعرف والدى جيدا بصفة والدى رئيسا للجنة العامة هناك حينها، وكان خال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر يحضر الاجتماعات مع والدى فى مقر اللجنة.

وأضاف: «والدى فى هذا التوقيت كان وزيرا لشئون القصر الملكى فى حكومة مصطفى النحاس باشا رئيس الوفد حينها، والذى شكّل الحكومة فى عهد الملك فاروق نظرا لكونه من حزب الأغلبية وجاء من الشعب، مشيرا إلى أنه فى يوم من الأيام جاء عبدالناصر مع خاله إلى والدى فى المنزل، وكان عبدالناصر حينها تعدى السن المحددة له لدخول الكلية الحربية بشهور على القبول فيها، فذهب خاله لوالدى حتى يتقدموا له باستثناء لعبدالناصر إلى وزير الحربية حينها، ويتم قبوله فى الكلية».

«والدى فى هذا الوقت كان ذاهبا إلى عمله فى وزارة شئون القصر الملكى التى كان يتولاها فى هذا التوقيت، فاصطحب عبدالناصر وخاله معه، وركب عبدالناصر بجانب السائق فى الأمام، ووالدى وخاله فى الكرسى خلف السائق، وكان حينها عبدالناصر شابا صغيرا فى السابعة عشرة من العمر، فجلس هو بجانب السائق حتى لا يزدحم الثلاثة خلف السائق، وهو ما ذكره عبدالناصر فى خطابه بعد ذلك بعد أن أصبح رئيسا».

واستطرد: «أخذ والدى عبدالناصر وخاله وتوسط له حينها عند وزير الحربية حيدر باشا، وتم قبول عبدالناصر بعد توسط والدي».

رحم الله الراحل الفقيد المستشار مصطفى الطويل الذى يعد بحق أنه كان رأس الحكمة فى حزب الوفد وتغمده الله بواسع رحمته وأدخله فسيح الجنات وألهم أسرته ومحبيه وتلاميذه الصبر والسلوان. وإنا لله وإنا إليه راجعون.