رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قرش البحر الأحمر.. جانٍ أم مجنى عليه؟

قرش
قرش

 فجر الحادث الذى شهدته مدينة الغردقة مؤخرا من هجوم سمكة القرش على مواطن روسى العديد من التساؤلات حول أسباب وقوع هذه الهجمات بالبحر الأحمر فى بعض المنتجعات السياحة بشرم الشيخ والغردقة تحديدا خلال السنوات العشر الأخيرة وتكرارها فى مثل هذا التوقيت من العام.

أصابع الاتهام لم تتوجه لحيوان القرش الذى لم يكن منافسا للإنسان على الأرض ولم يضعه فى قائمة غذائه لكن توجه للسلوك البشرى المتعمد بكل أشكاله عبر مخالفة القوانين والتعليمات وسفن الشحن والصيد الجائر والترفيهى واستنزاف المخزون السمكى بالبحر الأحمر، كما توجهت أصابع الاتهام إلى الهجرة والتكاثر ووزارة البيئة المسئولة عن حماية المحميات والشواطئ وتراخيها فى وضع وتنفيذ خطة رصد ورقابة ومتابعة صارمة طويلة المدى لتلافى الأسباب والحفاظ على موارد مصر الطبيعية والتقاعس عن تطبيق خطة إدارة مستدامة والحد من الإفراط فى استخدام مواقع الغوص على الحيود المرجانية.

يذكر أن عدد الحوادث «هجمات القرش» التى وقعت بمنطقتى الغردقة وشرم الشيخ «صيفا» منذ عام 2004 إلى الآن وصل إلى 6 حوادث تسبب اثنان منها فى وقوع حالتى وفاة فقط وعدد من الإصابات المتفرقة بخلاف سلسلة من الهجمات غير المعتادة على عدد من الغواصين، والسائحين بذات المنتجع أواخر عام 2010 رجعت إلى المغامرة «بإطعام أسماك القرش» وهو ما يثير غضبها.

فى حين يقدر متوسط عدد الحوادث فى الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وجنوب أفريقيا بأكثر من «60» حادثة سنويا.

فى عام 2022 بلغ عدد هجمات القرش 108 هجمات على مستوى العالم منهم 57 حادثاً غير مبرر و32 بسبب سلوكيات استفزازية من البشر وفق التقرير السنوى الذى ينشره متحف فلوريدا للتاريخ الطبيعى، ويحذر البيئيون من انقراض بعض أسماك القرش مثل قرش المطرقة والقرش الأبيض العظيم حيث انخفضت أعدادها بنسبة تصل إلى 70% خلال الخمس عشرة سنة الماضية.

يحذر الدكتور محمود حسن حنفى أستاذ البيئة البحرية بكلية العلوم بجامعة قناة السويس ومستشار جمعية الحفاظ على البيئة «هيبكا»، فى «ورقة موقف» للمركز المصرى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية من خطورة الصيد الترفيهى الذى يمارسه بعض الأثرياء بأوناش ومعدات حديثة تصل إلى مئات الأمتار فى عمق البحر ما يتسبب فى فقدان المخزون السمكى فى هذا العمق.. الأمر الذى يدفع الأسماك الكبيرة والمفترسة كالقروش وغيرها للبحث عن مناطق أخرى للحصول على غذائها بعد تضاؤل الكميات الموجودة فى منطقتها وقد يمتد نطاق البحث وصولا إلى الشوطئ.

كما حذر من ظهور «سلوكيات» غير معتادة على أسماك القرش «التوتر والعصبية» نتيجة فقدان مصدر غذائها فضلا عن السلوكيات البشرية المخالفة وغير السوية حيث ينجذب القرش إلى أى مصدر طعام ومخلفات الصرف الصحى التى تلقى بها السفن والمراكب وتجذب عددا منها، الأمر الذى يهدد الحياة ويؤثر على القطاع السياحى بشكل عام كما حدث بالفعل فى منطقة سهل حشيش بمدينة الغردقة، وأشار إلى أن مخزون الأسماك الطبيعى فى البحر الأحمر وصل إلى حد حرج مما يتطلب ضرورة الحفاظ على ما تبقى من الموارد الطبيعية الحية فى المنطقة الركيزة الأساسية للاستثمار فى المجال السياحى لما تمثله من أهمية للدخل القومى.

من جانبه دعا المركز المصرى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية فى منشور له عن المخاطر التى تواجه «محميات البحر الأحمر» وتمثل خطورة كبرى على الحياة البحرية والبيئية فضلا عن تأثيراتها على القطاعات السياحية والاقتصادية دعا إلى إعلان منطقة البحر الأحمر كموقع تراث طبيعى عالمى.

وأوضح عمرو سعيد بحار من الغردقة ضرورة وجود مسئول شاطئ وغواص بكل منتجع وأن فترات الشروق والغروب التى تحظر وزارة البيئة الغوص فيها هى أوقات تناول «وجبة القرش».

وحول لماذا لا يصاب غواصون مصريون؟ أرجع السبب إلى دراية الغواصين والبحارين المصريين بأنواع القرش الخطرة وغيرها وأماكن تواجدها ونفوذها والأنواع التى يحظر الاقتراب منها.

وقال «عمرو»: «نحن نلتزم بعدم إثارة القروش باللعب معها وإلقاء الطعام»، وحذر من خطورة المخالفات الملوثة بأشكالها التى تلقى بها المراكب إذ تؤدى إلى تغير سلوك القرش وهياجه.

وأشار إلى أن القرش من الحيوانات التى تتمسك بالفريسة التى تراوغها وتشتهى رؤية الدم عند تناولها الغذاء مؤكدا أنها لا تتعمد البحث عن الإنسان أو التهامه وتهاجمه شأنه شأن أى فريسة أخرى تتغذى عليها ونادراً ما تعاود الهجوم على الإنسان بعد الهجمة الأولى لأن لحوم البشر غير سائغة لها وتعجز عن هضمها.

وأضاف أن قرش «النمر» من أخطر أنواع القرش بالبحر الأحمر حيث يتسم عن غيره بالإقدام والمواجهة وعدم الهروب دون خوف.

وعن تكرار الهجمات فى هذا التوقيت بالغردقة أرجع «عمرو» وآخرون السبب إلى موسم الهجرة والتكاثر والصيد الجائر والمكثف بالبحر الأحمر وعبور السفن الكبرى العابرة لخليج السويس.

وأشار إلى توقف سفن الشحن عن إلقاء مخلفات الطعام والصرف الصحى عند الوصول للمدينة مما يدفع القرش الذى يأتى خلف هذه السفن إلى البحث عن طعام، مؤكداً على ضرورة المتابعة وتشديد الرقابة وتنفيذ القانون وتعليمات البيئة.