رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صواريخ

< يرتبط شهر يونيو بالنصر والعزيمة والإصرار ومواجهة التحديات مهما بلغت صعوبتها، ومثل ملايين المصريين تابعت مباراة العودة للنادى الأهلى مع الوداد البيضاوى المغربى على ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء مساء الأحد الماضى، ومنذ بداية المباراة بدا واضحًا أن الأهلى أمام تحدٍّ صعب بسبب حالة الاستنفار المغربية داخل الملعب، ووضع لاعبى الأهلى تحت ضغوط نفسية شديدة لإرباكهم فنيًا وتحقيق فوز مريح لاقتناص الكأس الأفريقية للأندية أبطال الدورى، ووسط هذا الجو المشحون استطاع الفريق المغربى من تسجيل أول أهدافه فى الشوط الأول للمباراة من إحدى الكرات الثابتة المتعددة التى منحها حكم المباراة الإثيوبى للفريق المغربى، ليتحول الملعب إلى هيستيريا جماهيرية وألعاب نارية أفقدت الجميع الرؤية واضطر معها الحكم لإيقاف المباراة حتى تنقشع سحب الدخان الكثيف، ومثل هذه الأجواء يمكن أن تفقد أى فريق توازنه وتؤدى إلى انهياره، إلا أن الأمر اختلف تماما مع الأهلى الذى يمتلك إصرارا وعزيمة فولاذية، ورأينا اصرار لاعبيه على الرد والفوز بالكأس الإفريقية.

< عزيمة وإصرار لاعبى الأهلى فى هذه المباراة استدعت إلى ذاكرتى أحداث شهر يونيو عام 2013 واستدعت أمامى عزيمة واصرار المصريين على تحقيق أهدافهم برغم كل الضغوط والتحديات التى واجهوها على المستويين الخارجى والداخلى، ولم تكن جميع الدول التى رسمت المخطط الفوضوى للعالم العربى لديها أدنى شك فى سقوط مخططها بعد الدعم الكبير الذى قدمته على المستوى المالى والاستخباراتى والإعلامى للجماعة الإرهابية وكل تيارات الإسلام السياسى، كما كانت الأوضاع الداخلية تشير إلى تمكن الجماعة من مفاصل الدولة بعد أن قفزت على السلطة من خلال القرارات الرئاسية والحكومية، وأيضا من خلال ميليشياتها المدربة والمدججة بالأسلحة.. إلا أن صلابة وعزيمة الشعب المصرى كانت أكبر من كل هذه التحديات، والمشاهد التى سطرها المصريون فى كل المواقع تؤكد أن هذا الشعب قادر على صناعة المعجزات، خاصة إذا وضع تحت ضغوط أو فى تحديات، ولم تكن ثورة الثلاثين من يونيو التى أذهلت العالم، وأسقطت كل المخططات لمصر والدول العربية إلا نتاجا لاستفزاز المصريين ووضعهم تحت ضغوط.. وعندما شاهدت حالة الضغوط الشديدة على لاعبى الأهلى فى ملعب المباراة أيقنت أن الأهلى سوف يحصد هذه الكأس بسبب تركيبة المصريين.

< الحقيقة أن النادى الأهلى أصبح مصدر سعادة هذا الشعب وعندما تأتى الفرحة فى شهر يونيو وعلى أرض المنافس فهى سعادة مضاعفة، وأتمنى من إدارة الأهلى وكل المسئولين تكريم هؤلاء اللاعبين بشكل لائق، ليس بسبب الفوز ببطولة، ولكن لسبب أهم وهو شعورهم بالمسئولية الشديدة وتحليهم بالعزيمة والاصرار، وليس أدل على ذلك من القتال على أرض الملعب حتى النهاية، وانفجار عدد من اللاعبين فى بكاء حاد عقب صافرة نهاية المباراة فى دليل عمل حجم الضغوط والمسئولية التى يحملها هؤلاء الأبطال أمام جماهيريم وبلدهم، وكلنا يعلم أن الأهلى بتاريخه العريق وبطولاته العديدة سواء على المستوى المحلى أو الإفريقى والدولى أصبح أحد مكونات القوة الناعمة المصرية، كما أن كرة القدم بشكل عام باتت لعبة مسيسة تدعمها الدول، نظرا لشعبيتها الجارفة وعوائدها الأدبية والاقتصادية، وهناك دول كثيرة باتت تستخدم الرياضة ونجوم الكرة فى جوانب كثيرة، ونحن لدينا النادى الأهلى الذى ينافس نادى ريال مدريد أكبر أندية العالم فى عدد الألقاب الدولية، وأصبح من الواجب دعمه ومساندته قبل مشاركته فى بطولة العالم للأندية المقبلة التى تقام فى ديسمبر القادم على أرض المملكة العربية السعودية ويتابعها مئات الملايين.

حفظ الله مصر