عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هنرى كيسنجر يلقب بثعلب السياسة الأمريكية.. وحسب موقع سكاى نيوز عربية.. فى 27/5/2023 يبلغ عامه المائة.. وتعرضت لآرائه فى الذكاء الاصطناعى وبعض القضايا الأخرى.. منها الصين.. وحرب روسيا مع أوكرانيا.. أن الملفت للنظر هو أن الرجل فى عامه المائة يتحدث بثقة وتركيز ويقظة.. رغم كبر السن لكن الرجل له حضوره وتأثيره، وآراؤه التى ينبغى أن يلتفت إليها.. أو على الأقل الإنصات إليها، ربما يمكن الاستفادة منها سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.. كيسنجر مهووس بالذكاء الاصطناعى وقد اشترك مع اثنين من المؤلفين فى تأليف كتاب صدر عام 2021 بعنوان «عصر الذكاء الاصطناعى ومستقبل الإنسان».. وكيسنجر عبر عن خشيته من أن الذكاء الاصطناعى سيتسبب فى أزمات عالمية، وهذا يتطلب وجود قيادات تمتلك الكثير من المسئولية والحكمة فى تسيير الأمور وتعمل على تجنب الصراع. 

وهو يعترف بأن السرعة التى يعمل بها الذكاء الاصطناعى ستجعله يشكل إشكالية فى وقت الأزمات.. وهو يقول.. إننى أحاول الآن أن أفعل ما فعلته فيما يتعلق بالأسلحة النووية.. والتنبيه على حجم مخاطرها الكارثية على البشرية.. على نفس المستوى أحاول الآن لفت الانتباه إلى أهمية تأثير هذا التطور وبيان مخاطره. لكن السؤال الذى يطرح نفسه: هل أحد ينتبه لما يقوله كيسنجر؟ هل أحد يلتفت لكل التحذيرات التى تنطلق من هنا وهناك.. أم أن المهم هو تحقيق النجاح والتفوق دون النظر إلى الجوانب السلبية والمعتمة فى الموضوع؟ لابد أن نعرف أن التفكير البرجماتى الذى قامت عليه أمريكا.. لا ينظر ولا يلتفت إلا إلى تحقيق العائد المطلوب وتحقيق المكاسب بغض النظر إلى النواحى السلبية التى يمكن أن تضر بالآخرين، فمثلًا.. أمريكا لا تعترف بالاحتباس الحرارى للأرض ولا تشترك مع الدول للعمل على الحد من ارتفاع درجات حرارة الأرض وتسير منطلقة بكل قوتها فى الإنتاج الصناعى وكله له تبعاته السلبية. 

فى الفترة المقبلة سوف يكون هناك سباق فى التسلح بالذكاء الاصطناعى.. لكن مع الوضع فى الاعتبار أن السباق الماضى كان يعتمد على نظريات وقواعد وقوانين معقولة حول كيفية أن ينتصر.. وكيفية أن تطور قدراتك العسكرية.. أما الآن فإن الأمر يختلف بشكل كبير، لأن وضع أى أطر تحدد إمكانيات ذلك التقدم غير معروفة وغير ممكن التحكم والسيطرة عليها.. أيضاً عندما تناول قضايا عالمية معاصرة مثل المواجهة بين أمريكا والصين.. أو حرب روسيا وأوكرانيا.. نجده يتسم بقدرة عالية على التحليل ويتناولها بهدوء سياسى محنك له خبرة كبيرة، لكن يبدو أن الأوساط غير مستعدة لسماع مثل تلك الرؤى أو أن آراؤه لا تلبى متطلبات ومستلزمات الواقع الفعلى أو اللحظة الراهنة. أو أن الرجل لم يعد يمثل الثقل كما كان فى الماضى.. ومن ثم هو يقول.. ويقول وهم لا يسمعون، ويبدو أن أحدًا لن يسمع.. تلك هى المسألة. 

 

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال – أكاديمية الفنون