اهتمام عالمي بتعاون الأمم المتحدة مع الجامعة العربية

اهتمت الصحف الأجنبية والعربية بتغطية زيارة أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، لنيويورك وركزت على خطابه الذي ألقاه بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ولقائه مع أنطونيو جوتيريش السكرتير العام للأمم المتحدة، لمناقشة تطورات الأوضاع في المنطقة العربية، وسبل التعاون بين المنظمتين لخدمة منطقة الشرق الأوسط .
الأمم المتحدة.. أبوالغيط : لا تدعو الأزمة الأوكرانية تهيمن على النزاعات الأخرى في العالم
أكد أبوالغيط أمام المجلس أنه يجب على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إعطاء الأولوية للأزمات العربية والعالمية، وليس فقط أوكرانيا، قائلًا: "لا تدعوا الأزمة الأوكرانية تهيمن على النزاعات الأخرى في العالم".
حذَّر أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، من شبح حرب نووية، على أثر ازدياد حدة الصراع بين القوى الكبرى بكل ما تولده من حالة من الاستقطاب، وتنامي التوترات الدولية، مع تقلصٍ قدرة العمل الجماعي لمواجهة التحديات التي تواجه البشرية، موضحًّا أن التوترات المتصاعدة بين القوى الكبرى قد قسمت المجتمع الدولي على حساب العمل الجماعي اللازم للتصدي لمكافحة الإرهاب وتغير المناخ والنزاعات في دول الشرق الأوسط، وأشار إلى أن العلاقة بين الجامعة والمجلس تعود إلى نشأة المنظمة، مؤكدًا أن هذه الشراكة الاستراتيجية ضرورية لتغيير منطقته، ومن مجالات التعاون المحتملة الأخرى التي سلط الضوء عليها معالجة الأزمة الاقتصادية العالمية وتأثيرها على البلدان العربية، لا سيما فيما يتعلق بأسعار المواد الغذائية.
نشر موقع الأمم المتحدة الرسمي تغطية خاصة لجلسة مجلس الأمن مع الجامعة العربية، وجاءت بعنوان: "شراكة إستراتيجية بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ضرورية لتغيير المنطقة العربية"، أكد أبوالغيط أن الحل الوحيد لإحلال السلام في القدس، هو حل الدولتين لتحقيق التسوية السياسية المنشودة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ممثل الولايات المتحدة يناشد الدول العربية للوقف ضد روسيا ويعلق على عودة سوريا للجامعة:
ركز الموقع الرسمي على خطاب الأمين العام لجامعة الدول العربية أمام مجلس الأمن، والذي استعرض فيه التطورات الأخيرة في المنطقة العربية، وأوضح أبوالغيط أن الخرطوم أصبحت ساحة معركة، مشيرًا إلى أن تعاون الجامعة مع الاتحاد الإفريقي لتحقيق وقف الأعمال العدائية، وقال إنه في اليمن، يجب تحسين آفاق السلام الجديدة التي فتحت منذ توقيع الاتفاقية بين السعودية وإيران، وأضاف: “كعرب ، نأمل أن تكون عودة سوريا إلى الجامعة خطوة مهمة في معالجة أزمتها التي طال أمدها”، ودعا إلى تجديد الدعم لحل الدولتين، وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي وتصاعد العنف أدى إلى زيادة اليأس بين الفلسطينيين.
أنطونيو جوتيريش: “الدول المانحة لا بد أن تلتزم بمسئوليتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين”
ورحَّب أعضاء المجلس بالتعاون بين المنظمات الإقليمية مثل الجامعة والأمم المتحدة، مشيرين إلى أن تكامل أدوارهم، وسلط خليفة شاهين المرر، وزير الخارجية والتعاون الدولي لدولة الإمارات العربية المتحدة، متحدثًا بصفته الوطنية، الضوء على جهود الوساطة العربية عبر النزاعات في فلسطين واليمن والسودان وليبيا، وأشار إلى أن العدد المتزايد من الأزمات الإنسانية العاجلة يؤكد الحاجة الملحة لتوسيع التعاون وكذلك تعزيز الكفاءة في تقديم المساعدات، كما لفت الانتباه إلى التزام الدول العربية بالمشاركة الفعالة في الجهود الدولية لمكافحة تغير المناخ.
على الجانب الآخر، شددَّ ممثل الولايات المتحدة على أنه يجب على الوقوف ضد روسيا واستخدامها للغذاء كسلاح في الحرب، ودعت الدول العربية إلى الوقوف إلى جانب أوكرانيا والانضمام إلى بقية العالم في إدانة استخدام الاتحاد الروسي للطائرات الإيرانية دون طيار لإلحاق الأذى بالمدنيين، كما أعربت عن عدم موافقتها على إعادة قبول سوريا في الجامعة، إلا أنها ستعمل مع جامعة الدول العربية لمعالجة القضايا الإنسانية والأمنية.
من جهته أشاد مندوب موزمبيق بالدور للفعال الذي يمكن أن تلعبه المنظمات الإقليمية في حل النزاعات، وذلك بفضل معرفتها العميقة بالديناميكيات الإقليمية، وأشار إلى أن جامعة الدول العربية يمكن أن تلعب دورًا مماثلًا في ليبيا وسوريا والسودان والصومال وفلسطين وغيرها، مشيرًا إلى أنها في وضع جيد لفهم الأسباب الجذرية للصراعات في منطقتها، وأشار أيضًا إلى أن 9 من أصل 22 دولة عضو في جامعة الدول العربية تقع في القارة الإفريقية، وقال: "إن الاتحاد الإفريقي يلعب أيضًا دورًا حاسمًا في تعزيز التعاون بين الجامعة ودول جنوب إفريقيا".
ومن جهته صرح جمال رشدي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، بأن جلسة المباحثات بين أبوالغيط وأنطونيو جوتيريش السكرتير العام للأمم المتحدة، تناولت سبل دفع العلاقات المؤسسية بين المنظمتين في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية خلال المرحلة المقبلة، وكذلك تبادل الرؤى حول القضايا الإقليمية والدولية المهمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وتطورات الوضع في السودان، وكذا في كل من سوريا وليبيا واليمن، وكيفية تنسيق الجهود لاحتواء هذه الأزمات بما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار في هذه الدول ولمنطقة الشرق الأوسط بوجه عام.
بدوره أكد السكرتير العام للأمم المتحدة ضرورة تحمل الدول المانحة لوكالة الأونروا لمسئولياتها ودعم الوكالة للوفاء بالتزاماتها تجاه لاجئي فلسطين مشيرًا إلى أن الوكالة على وشك الانهيار المالي.
أكد الجانبان ضرورة تكثيف وتكاتف الجهود الدولية لاحتواء الوضع الخطير في السودان، خصوصًا في ضوء تفاقم الأزمة الإنسانية والتهديدات التي يواجهها السكان المدنيون جراء استمرار العمليات العسكرية، وأهمية التزام الطرفين باتفاق وقف إطلاق النار الذي تمخض عن اجتماعات جدة.
قال رشدي: "إن الطرفين تبادلا وجهات النظر بشأن الوضع في ليبيا، إذْ أكد أبوالغيط على دعم الجهود الأممية التي من شأنها حل الأزمة في ليبيا سياسيًّا وأمنيًّا، مشيرًا إلى أن ضرورة تشجيع الأطراف الليبية على العودة إلى الحوار السياسي الجامع الذي من شأنه تسهيل إجراء الاستحقاق الانتخابي في أقرب وقت.