رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اتجـاه

لو نتذكر قرار منظمة «أوبك+»، فى شهر أكتوبر من العام الماضى، تخفيض إنتاج النفط 2 مليون برميل يوميا، على غير رغبة الولايات المتحدة الأمريكية، فسوف نرى كيف أن «البيت الأبيض»، اعتبره خسارة جسيمة، أمام روسيا والسعودية، أكبر أعضاء المنظمة إنتاجا، حتى أن الإدارة الأمريكية ذهبت إلى اتهام «الرياض» بدعم الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، فى حربه على أوكرانيا، ومضت  فى عدم فهم بيان وزارة الخارجية السعودية- وقتها- عندما رفض صراحة، سياسة الإملاءات التى اعتادت هذه الإدارة، الهيمنة بها على دول العالم، وكانت النتيجة أن سقطت «واشنطن» للمرة الأولى.. فى الخليج.

<< ثم تسقط «واشنطن» للمرة الثانية، فى الخليج أيضا، عندما اتفقت إيران والسعودية، فى شهر مارس الماضى، على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وكانت صدمة الأمريكيين، أن تكون الصين وراء الاتفاق، التى ينظرون إليها، على أنها أشد خصوم الولايات المتحدة بعد روسيا، وقد ضاعف من مخاوف «البيت الأبيض»، أن يكون هذا الاتفاق، بداية لفك الارتباط الخليجى- الأمريكى، لصالح نفوذ «بكين» و«موسكو» من ناحية، ولتغيير توازن القوى فى المنطقة، من ناحية أخرى، الأمر الذى أثار رعب إسرائيل بالذات، بعد أن تلاشت آمال القادة فى «تل أبيب»، أن يتمكن الحليف الأمريكى، من شراكة محور أمنى عربى ضد إيران.

<< المفاجأة فى سقوط «واشنطن الثالث» فى الخليج، أنه جاء هذه المرة من الإمارات، فى بيان لوزارة الخارجية، أنها انسحبت قبل شهرين، من مشاركتها فى القوات البحرية المشتركة، التى تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، بعد تقييم لاحتياجاتها الأمنية، فيما أكدت أنها- الإمارات- ملتزمة بالحوار والمشاركة الدبلوماسية، لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين، وضمان سلامة الملاحة فى الخليج، وهو قرار لا يمكن فصله عن الانفراجات السياسية، والتقارب الإيرانى- الخليجى، الذى انتهى إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية، بين «طهران» من ناحية، وبين «أبوظبى» و«الرياض»، وعواصم عربية قريبا، من ناحية أخرى.

<< والذى لم تتوقعه، الولايات المتحدة ولا إسرائيل، أن يجرى الإعلان، قبل أيام،عن تشكيل قوة بحرية مشتركة، تحدثت عنها إيران والإمارات، وكأنها البديل العلنى للتحالف الأمريكى- العربى، الذى انسحبت منه «أبو ظبى»، وسوف تشارك فيه كل من السعودية وقطر والعراق وسلطنة عمان، حتى أن «طهران» أشارت إلى باكستان والهند، ما يعنى وضع ترتيبات أمنية جديدة، من دون أى شراكات مع «واشنطن»، التى لا تعمل سوى لتحقيق مصالحها، على حساب دول الخليج، وقد تزامن إعلان القوة المشتركة، مع قرار «أوبك+» الأخير، بتخفيض جديد فى إنتاج النفط، ليؤكد فشل الضغوط الأمريكية، واتساع هوة الخلافات مع الخليج، وبالذات مع «الرياض».

<< رجل «البيت الأبيض»، الرئيس جو بايدن، يمر بأصعب ما لم يكن يتوقعه من أزمات، ومع هذه الحالة المزرية لرئيس أقوى دولة، يبدو عاجزا، أولا: أمام التمدد الروسى- الصينى، الذى يعمل على إعادة تدوير علاقات ومصالح دول المنطقة، بعيدا عن أى تدخلات أمريكية، وثانيا: أمام تحديات الـ«أوبك+»، التى تمثل تهديدا، ربما يحرمه من فترة رئاسة ثانية، فى انتخابات 2014، المرجح أن يخسرها، بسبب إخفاقاته فى ملفات الأمن والطاقة، وورطة الحرب الأوكرانية، والأخطر تهديدا، رفض الإرادات العربية، لكل ما تضغط به «واشنطن»، فى قضايا سوريا وإيران، والتى لن يغيرها التودد لـ«الرياض»، عبر حرب السودان، أو الصمت عن تقارب العواصم الخليجية مع «طهران».

[email protected]