رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

30 يونيو ثورة كل المصريين، وساند مطالبهم فى إقصاء الجماعة الإرهابية عن السلطة جيش قوى يعرف معنى الوطنية، لم تكن 30 يونيو مثل الثورات التقليدية التى يقودها فى الغالب النخبة، بل شارك فيها جميع أفراد الوطن، مثقفين وعمالاً وفنانين وفلاحين، تكاتفوا لإنقاذ مصر من الجماعة الإرهابية التى كانت تتاجر بالدين للتأثير على عقول المواطنين.

وكان دور المؤسسة الدينية فى ثورة 30 يونيو داعماً ومسانداً للدولة المصرية، حيث انحاز الأزهر إلى مطالب الشعب بقوة، ووقف بجانبه، ودعا الرئيس عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع فى ذلك الوقت لعقد اجتماع فى الثالث من يوليو 2013، الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لعقد اجتماع مع عدد من الشخصيات، بحضور البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وممثلين عن الأحزاب، لإعلان بيان عزل الرئيس الإخوانى حقناً للدماء، وإنهاء هيمنة الجماعة التى لم تعبأ بدماء المصريين، كما عزز الأزهر من دور بيت العائلة المصرية الذى يجمع رموز الدين الإسلامى والمسيحى، ونجح فى وأد الفتنة الطائفية وإجراء المصالحات بين الأطراف المتنازعة فى المدن والقرى بجميع أنحاء الدولة، وكان لحضور البابا تواضروس فى صورة مشهد 3 يوليو، تجسيد حقيقى للالتحام بين الأزهر والكنيسة فى دعم إرادة الشعب المصرى بكامل فئاته وطوائفه.

خرجت المرأة المصرية يوم 30 يونيو، جنباً إلى جنب مع الرجل لصنع مستقبل البلاد، وتصدرت المشهد بقوة، ولعبت دوراً مؤثراً وكبيراً خلال الثورة الشعبية التى انطلقت فى جميع ميادين وربوع مصر للاطاحة بحكم جماعة الإخوان، وتيارات الفكر الدينى المتشدد، رافضة التنازل عن المكتسبات التى حصلت عليها طوال تاريخها.

احتفل المصريون فى الميادين بسقوط الإخوان حاملين صور السيسى، وهتفوا: «الجيش والشعب إيد واحدة»، ودعموا السيسى على شبكات التواصل الاجتماعى، كما غير آلاف المصريين صور صفحاتهم الشخصية إلى صورة السيسى، بينما بدأ آخرون حملة تطالب بترقية السيسى لرتبة مشير، وتمنى آخرون ترشحه للانتخابات الرئاسية، وحملت الكثير من قوالب الحلوى، الشيكولاته، والقلادات حرفى «C C»، كما ظهرت صوره فى المدونات والمقالات، وبرامج التليفزيون وعقدت لقاءات فى وسائل الإعلام المصرية حوله، وفى 6 ديسمبر 2013، كان السيسى مرشح «تايم» لشخصية العام فى الاستطلاع السنوى الذى تجريه المجلة لقرائها، وبدأت الكثير من الحملات والمبادرات مثل «كمل جميلك» و«مطلب الشعب» و«السيسى رئيساً» فى جمع توقيعات تطالب السيسى بالترشح للانتخابات الرئاسية، وهو ما نفذه استجابة لمطالب الشعب المصرى، وقد عكس التفاف الجماهير حول السيسى وحبهم له مدى الشعبية التى تمتع بها ووعيه التام بالأمانة الملقاة على عاتقه تجاه بناء الوطن ووضعه على الطريق الصحيح.

يعتبر الجيش المصرى هو العمود الفقرى للدولة المصرية وخط دفاعها الأول منذ نشأته على مدار التاريخ، فعلى الرغم من أن وظيفة الجيش المصرى هى حماية الوطن من أى اعتداء خارجى إلا أنه لم يتخاذل يوماً عن نصرة الشعب المصرى ضد الأنظمة الفاسدة التى حكمت مصر فى تاريخها الحديث، فالجيش المصرى لا ينتمى لأى تيار سياسى على مدار التاريخ، لأنه يضم جميع طوائف الشعب المصرى دون تفرقة أو تمييز، وولاؤه الأول والأخير للشعب، وقفت المؤسسة العسكرية فى 30 يونيو حامياً ومنفذاً للإرادة الشعبية التى خرجت من أجلها الملايين فى الميادين والشوارع، بعد أن كانت قد حددت مهلة أسبوعاً لكل القوى السياسية بالبلاد للتوافق والخروج من الأزمة، إلا أن هذا الأسبوع مضى دون ظهور أية بادرة أو فعل، وهو ما أدى إلى خروج الشعب بتصميم وإصرار، وبكامل حريته لإسقاط الإخوان فى ملحمة لن ينساها التاريخ، ثم أمهلت المؤسسة العسكرية الجميع مهلة 48 ساعة كفرصة أخيرة لتحمل أعباء الظرف التاريخى وتنفيذ مطالب الشعب.

ومع عدم تحقيق مطالب الشعب خلال المهلة المحددة تم الإعلان عن خارطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها، بمشاركة جميع الأطياف والاتجاهات الوطنية والمخلصة، دون إقصاء أو استبعاد لأحد، لتصحيح المسار وإعادة بناء الوطن.