عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عصف ذهنى

كان نبأ الإصابة به يزلزل كيان أى أسرة ويصيب أفرادها باليأس والإحباط، فهذا يعنى أن المرض ليس له علاج!

والطامة الكبرى إذا أصيب الأب أو عائل الأسرة الوحيد، فهذا يعنى بالمثل الدارج «موت وخراب ديار»، فالأب أصبح غير قادر على العمل، وبالتالى تدهورت أحوال الأسرة المعيشية فى مواجهة أعباء الحياة. 

وكانت المفاجأة المحزنة إذا راودت أحلام السفر أحد المصريين، وقبل مغادرته المطار عند الكشف عليه فيفاجأ بأنه حامل للفيروس وبأمره يمنع من السفر! 

تلك كانت أوضاع المصريين قبل عام 2011 حين بلغت الإصابة بفيروس سى 14% بمعدل يتراوح بين «8 إلى 12 مليون نسمة» آنذاك ولذلك احتلت مصر المرتبة الأولى عالمياً فى الإصابة بهذا الفيروس.

ومنذ عام 2014 أدركت القيادة السياسية خطورة هذا المرض، الذى يحد من قدرة المصريين على العمل، ويضع مصر فى مكانة غير لائقة بها، لذلك أطلقت مبادرتها الرئاسية الأشهر منذ عام 2016 التى عرفت بـ«100 مليون صحة» وخلالها تم علاج أكثر من أربعة ملايين مريض، وإجراء المسح الطبى على أكثر من 60 مليون شخص للتأكد من عدم إصابتهم، حدث ذلك رغم صعوبة ظروف مصر الاقتصادية، وبالإرادة السياسية تمكنت من توفير علاج «السوفالدى» العالمى بخمسة فى المئة من سعره الذى بلغ أكثر من ٦٠ ألف دولار «لكورس العلاج»، والأهم فقد تم تصنيعه محلياً وإعطاؤه بالمجان لمرضى الفيروس، وهذا يعد من أبرز إنجازات القيادة السياسية فى المجال الصحى، الذى أنفق عليه خلال التسع سنوات الماضية أكثر من 222 مليار جنيه باعتراف وزير الصحة الحالى الدكتور خالد عبدالغفار.

وتوالت المبادرات الصحية تباعاً من الكشف المبكر لسرطان الثدى حتى مكافحة السمنة والتقزم عند الأطفال، وما بينهما من الإنهاء على قوائم الانتظار فى الجراحات الحرجة والنادرة، والتى بلغت مليوناً وتسعمائة ألف عملية جراحية تكلفت أكثر من ٢٠ مليار جنيه. 

وهكذا بعد أن كانت مصر الأولى عالمياً فى الإصابة بفيروس سى أصبحت الآن خالية من الفيروس بشهادة منظمة الصحة العالمية، التى ستعلن خلال أسابيع معدودة نجاح مصر فى هزيمة الفيروس، بينما هناك دولة مثل أمريكا ترصد حالياً ٥ مليارات دولار لمواجهة فيروس سى حتى عام ٢٠٣٠.

ليس ذلك فقط وإنما أصبحت التجربة المصرية فى القضاء على هذا المرض ملهمة للعديد من الدول لتقليدها، خاصة أن مصر تعالج حالياً أكثر من مليونى إفريقى من هذا المرض، وأكثر من ثلث سكان شرق المتوسط ببرنامج علاجى منظم.

من هنا فقد أصبح ضمن البرامج السياحية الترويجية «اذهب لمصر واسترد صحتك» أو «استرد صحتك فى مصر وتخلص من فيروس سى» بعد علاج العديد من الشخصيات الشهيرة داخل المستشفيات المصرية وشفائها من هذا الفيروس القاتل.

تحية للإرادة السياسية التى واجهت هذا المرض، وهنيئاً لمصر التى هزمت فيروس سى وأصبحت الأولى عالمياً التى تخلو منه.