رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تأملات

حينما كتبت ما كتبته الأسبوع الماضى بشأن صفقة انتقال ميسى للعب لنادى الهلال السعودى، كان ينتابنى قدر من القلق من الخوض فى غمار موضوع لا أفقه فيه شيئا وسط «فطاحل» فى متابعة شئون الرياضة فى مصر والعالم العربى. غير أن الموضوع يبدو لى الآن أشبه بالرمال المتحركة التى طالما وطأتها قدماك فلا بد أن تغوص فيها (وسيكون لذلك حدود بالطبع إن شاء الله). أقول ذلك بعد أن اتضح لى بفعل اهتمامى بمتابعة ما كتبت بشأنه من أن الأمر لا يتعلق بميسى أو الهلال وإنما يتعلق بالكرة السعودية ككل، ليس ذلك فقط بل بتوجهات الدولة السعودية ذاتها ورؤيتها لدورها ونهضتها فى الفترة المقبلة. 

بدا الأمر جليا من رد رجل الأعمال السعودى وعضو شرف نادى الهلال، موسى الموسى منذ يومين، على الأنباء التى تحدثت عن تكفله بدفع تكاليف صفقة الانتقال المحتملة لميسى، حيث نفى ذلك ومؤكدا أن الصفقة ضمن خطة «حكومية» لجلب أهم نجوم العالم إلى المملكة. وبتعبيره فإن هناك مبادرة حكومية رائعة لاستقطاب كبار نجوم كرة القدم الدوليين إلى الدورى السعودى ليصبح من أقوى 10 دوريات فى العالم».

يؤيد ذلك ما يمكن أن يلمسه أى مهتم لهذا الأمر من سعى سعودى محموم للتعاقد مع كبار اللاعبين الدوليين، بل وانتظار انتهاء عقودهم مع أنديتهم التى يلعبون لها من أجل تقديم عروض مغرية لهم للانضمام للأندية السعودية، وعلى هذه الخلفية من المقرر أن ينتقل اللاعب كريم بنزيما والذى يتصدر قائمة اللاعبين الأكثر تتويجا بالألقاب مع ريال مدريد خلال أيام إلى السعودية للعب لصالح نادى اتحاد جدة.

يتأكد ذلك مما أشار اليه البعض من تأسيس شركات تخص اكبر أربعة أندية فى السعودية تابعة لصندوق الاستثمار السعودى العام، وهو ما يعنى إدراجها فى منظومة بيزنس كرة القدم من تعاقد مع لاعبين دوليين وخلافه، والدخول فيما اشرت اليه بالمقال الماضى بشأن «صناعة» كرة القدم والعمل على ازدهارها فى المملكة. يعزز ذلك الحديث عن وضعية خاصة سيحتلها الدورى السعودى بالنسبة لشبكة «بى إن» سبورت للتعاقد بشأن بث مبارياته بما سيصحبها من تحول فى الاهتمام به، وسط وجود نجوم دوليين ستعزز من حجم المشاهدة واحتلال ذلك الدورى مكانة خاصة على غرار بطولات أوروبا. وفى هذا سمعت تعليقا معبرا لأحد النقاد الرياضيين يذكر فيه أنه لم يكن يتابع باهتمام كبير الدورى السعودى غير أنه بدأ فى الحرص على ذلك بشكل كبير الفترة الأخيرة، فى ظل اداء بعض فرقه ومتابعة مساهمات لاعبين بأعينهم مثل رونالدو فى نادى النصر (لم يحقق انجازا كبيرا حتى الآن).

المتأمل للمشهد العام فى السعودية خلال السنوات الأخيرة لا بد له أن يصل إلى نتيجة مؤداها أن هذا الحراك على صعيد كرة القدم -اتفقت معه أم لا فتلك قضية أخرى- هو يافطة من بين اخرى عديدة على الرغبة البالغة هناك لحرق المراحل على طريق التنمية وفق رؤية القيادة هناك التى تنطلق من منظور «الأعمال» أو «البيزنس».. أيا كان موضوعه.. كرة قدم أم سياحة عادية أم دينية.. أم.. إلخ، الأمر الذى يأتى ضمن خطة التنمية فى المملكة 2030 وهى خطة طموحة يعمل الأمير محمد بن سلمان ولى العهد بنفسه على متابعتها والدفع بها إلى الأمام.

ولأن الخطة ليست طموحة فقط وإنما بالغة الطموح، وتنفيذها يجرى على قدم وساق، ولأنها ربما تغير وجه المملكة المعروفة به أمام العالم الإسلامى وغير الإسلامى، فإنه من الطبيعى أن تتباين بشأنها الآراء، وأن يسود الجدل بشأنها.. وهذا موضوع آخر ليس مجاله هذه السطور.

[email protected]