رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

كاريزما

على مدار أربع مرات فى أوقات مختلفة؛ كتبت عن ضرورة وصول جوائز الدولة إلى أدباء وشعراء صعيد مصر أو ما اتفق على تسميتهم أدباء الجنوب.. ذلك أن التصنيف النقدى فى مصر وصل بنا إلى جدول فيه ينقسم الأدباء إلى حقب زمنية أطلقوا عليها أجيالاً.. فهناك شعراء الستينيات مثلا والسبعينيات وغير ذلك؛ ثم أعقب هذا التقسيم مصطلح لكل جيل نقاده. ثم أعقب ذلك أجيال فهناك أدباء أقاليم وأدباء القاهرة وأدباء الصعيد وأدباء النوبة.

هذه التقسيمات ليست طبيعية ولا أعرف ما وراءها وأخشى أن تقال إنها مؤامرة.

على أى حال جوائز الدولة وصلت للجنوب. وفاز بها هذا العام فى مجال الشعر المبدع فتحى عبدالسميع (٦٠ عاما) وقدم فى الشعر ثمانية دواوين أولها (الخيط فى يدى) عام ١٩٩٧ وأحدثها (عظامى شفافة وهذا يكفى) وصدر عام ٢٠٢٢ إلى جانب خمسة كتب نقدية ودراسات أهمها (الجميلة والمقدس) ٢٠١٤. وقد ترجمت بعض قصائده إلى اللغة الإنجليزية. كما ترجمت قصائد أخرى إلى اللغة الألمانية ببرلين بالاشتراك مع معهد جوته وطبعت على أسطوانة باللغتين العربية والألمانية ضمن مختارات الشعر العربى. فتحى عبدالسميع شاعر كبير أخلص لفنه ونجح فى تطويره من خلال منظور شرقى عربى وتمكن فى وقت قياسى أن ينحت لنفسه طريقا واضحا لا ينافس أحدا فيه.. بل لقد تمكن من حل أكثر من أزمة أربكت كثيرا من الشعراء. ثم تمكن من الإفلات من قيود مفروضة وأسلاك شائكة كادت أن تحبس القصيدة العربية فى منفى الاغتراب من ناحية أو فى سجون التخلف الفكرى الذى يحاصرنا جميعا.

القصيدة عند فتحى عبدالسميع كائن حى وليست مجرد لوحات تشكيلية لا علاقة لها بالمجتمع أو قضايا الناس وأزماتهم. فى مواجهة شعراء أفقدوا القصيدة هيبتها وانتزعوا منها كل ما هو منطقى أو حى لنرى قصائد يتم الترويج لها وكأنها مخدرات.

وفى ظل هذا الحصار وقف فتحى عبدالسميع صامداً أصر أن يلتزم بجديته ونضاله وإيمانه بما يمكن أن ترتقى قصيدته وما وراء قصده من تطوير مفردات هذا الفن. 

جائزة الشعر هذا العام جاءت لتصحيح مجموعة من الأخطاء على مدى سنوات. أخطاء بدأت سطحية ثم تعقدت حتى صارت أرضاً ملغمة تحتاج إلى تطهير وقد بدأت أولى خطوات تنقيه أرض الإبداع المصرى وتقديمه للعالم نموذجًا ينافس كل آداب الدنيا.

[email protected]